برعاية

5 أسباب تدحض أسطورة.. "كرة القدم تافهة"

5 أسباب تدحض أسطورة.. "كرة القدم تافهة"

يجلس شخص ما يُعرف نفسه كمثقف ويعدل من وضع نظارته قبل ان يقول: "كره القدم مجرد تفاهه، انها شيء طفولي للغايه".. انه ذلك الموقف وتلك العباره التقليديه التي طالما يسمعها محبو الساحره المستديره من كارهيها او من لا يفهمونها.

هذا الانطباع بعيد كل البعد عن الحقيقه، فكره القدم اكبر من تلك النظره "السطحيه "بكثير، فبغض النظر عن بعض مفاهيم الشغف بفريق معين والانتماء له التي ربما لا تروق للبعض ممن لا يفهمون الكره، فان هناك الكثير من العوامل التي تنفي عن هذه اللعبه صفه التفاهه تماما.

ليست هذه الصفه نسجا من الخيال بل هي واقع تاريخي، فكما كانت كره القدم سببا في الكثير من المواجهات بين الجماهير المتعصبه، فانها علي مدار التاريخ ساهمت اكثر من مره في وقف اراقه الدماء.

خير مثال علي هذا تلك القصه الشهيره التي بدات في 2005 حينما تاهل منتخب كوت ديفوار للمونديال عقب الفوز علي السودان بثلاثه اهداف لواحد، حيث نقلت كاميرات التليفزيون بثا مباشراً من داخل غرف الملابس، حيث دعا ديديه دروغبا لوقف الحرب الاهليه في بلاده حينما قال: "مواطنو كوت ديفوار من الشمال والجنوب والشرق والغرب، اتضرع لكم لكي يسامح كل منكم الاخر، سامحوا ثم سامحوا، بلد كبير مثل بلادنا لا يمكن ان يستسلم للفوضي، اتركوا السلاح ونظموا انتخابات حره".

لاقت رساله "الفيل الايفواري" مردودا كبيرا حيث قررت الاطراف المتنازعه الاتفاق علي وقف لاطلاق النيران ليكتسب دروغبا بعدا اسطوريا بعدها، ولكن لم تتوقف جهوده عند هذا الحد حيث سافر في 2006 لاحد اكثر مدن البلاد خطوره بسبب النزاع، وهي بواكيه التي جعلها المتمردون مقرا لهم وطالب بعوده السلام والوحده.

لم يتوقف بعدها بل وتمكن من اقناع السلطات والمتمردين باقامه مباراه ضد مدغشقر في نفس المدينه حضرها عدد من الوزراء الذين لم يسبق ان خطت اقدامهم بواكيه منذ خمس سنوات وفاز "الافيال" بخماسيه نظيفه لتكتب الصحافه المحليه بعدها "خمسه اهداف لمسح خمس سنوات من الحرب".

كره القدم تدعم بالفعل السياحه في عدد من الدول الاوروبيه والواقعه في اميركا اللاتينيه، فكل الانديه الكبري لديها ملاعبها التي تفتخر بها والمتاحف التي تقص تاريخ امجادها والتي تعد في حد ذاتها مقصدا سياحيا رئيسيا في المدينه الوجوده فيها.

تكثر الامثله في هذا الصدد ولكن ابرز الامثله موجوده في اسبانيا واهمها سانتياغو برنابيو معقل ريال مدريد وكامب نو ملعب برشلونه، فما الذي تقوله لغه الارقام التي لا تكذب؟

نجح البرنابيو خلال عام 2013، وفقا للارقام التي نشرتها صحيفه (الباييس) الاسبانيه في يوليو/تموز 2014 في استقبال 700 الف زائر لمنشاته، اي ما يمثل 15% ممن زاروا العاصمه في هذا العام، بينما تضاعف الرقم بالنسبه لمعقل النادي الكتالوني ليصل الي مليون ونصف مليون شخص، وهو ما يوازي 20% من السائحين الذين زاروا المدينه الساحليه برشلونه في نفس العام.

وبالنظر الي عدد زائري متحف (البرادو) بالعاصمه الاسبانيه مدريد، احد اهم المتاحف الموجوده في اوروبا، في نفس الفتره فانه كان مليونين و300 الف سائح، اي ان كلا الملعبين حققا تقريبا نفس نسبه الزيارات في هذه المنشاه المليئه بالاثار من كل انحاء العالم.

تعد ملاعب كره القدم في الكثير من الاحيان بمثابه منبر سياسي للمظلومين ولفت النظر لقضايا لا يدركها العالم باكمله، حتي ولو قوبل الامر بفرض عقوبات والامثله في هذا الصدد كثيره داخل وخارج العالم العربي.

هل كانت قضيه سعي اقليم كتالوينا الانفصال عن اسبانيا معروفه في العالم باكمله دون كره القدم وفريق برشلونه؟ والحديث هنا عن ان كره القدم كانت سببا في ان يعرف حتي رجل الشارع العادي هذه المساله سواء كان متعاطفا معها ام لا.

ويتذكر الجميع ما فعله المصري محمد ابو تريكه في كاس الامم الافريقيه في غانا، بعدما سجل في مرمي السودان ورفع قميصه ليظهر اخر عليه عبارات مكتوبه تدعي للتعاطف مع غزه امام الحصار الاسرائيلي المفروض عليها، وذلك بالاضافه الي الخطوه الرائعه للجزائري بعداد بونجاح الذي تضامن مؤخرا مع قضيه الطفل علي الدوابشه الذي استشهد حرقا علي يد مستوطنين.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا