برعاية

بقلم سوزي وولف: متى تسابق امرأة في الفورمولا 1 من جديد؟

بقلم سوزي وولف: متى تسابق امرأة في الفورمولا 1 من جديد؟

تخّص سائقه تجارب فريق ويليامز المشارك في بطولة العالم للفورمولا واحد، سوزي وولف، قرّاء موقع اوتوسبورت الاعزّاء بهذا العمود التحليلي حول التساؤلات المطروحه عن امكانيه مشاركه امراه في سباقات البطوله من جديد، وتشاركنا وجهة نظرها.

متي تسابق امراه في بطوله الفورمولا واحد من جديد؟ هذا سؤالٌ جريءٌ للغايه ويسرّني ان اكتب هذا العمود التحليلي لموقع اوتوسبورت الذي اقدّم فيه وجهه نظري.

برايي، فان بطوله الفورمولا واحد مجرّد فصل صغير في الروايه الاوسع التي تتعلق بمشاركه المراه في مختلف الرياضات. هناك زخمٌ وراء الرياضات النسائيه في الوقت الحالي – انظروا الي النجاحات التي حققها كأس العالم لكرة القدم للنساء الذي اُقيم مؤخراً في كندا – ولا توجد ايه شكوك بان التقاليد تتغير في عالم رياضه المحركات ايضاً.

في السابق، كانت هناك العديد من الرائدات في عالم رياضه المحركات مثل ديفينا غالسيا وليلا لومباردي، واللاتي شكّلن نقطه البدايه بالنسبه للنساء في عالم الفورمولا واحد. وفي دوري كسائقه تجارب فريق ويليامز، انا علي وشك الوصول الي هذا الطموح. الا ان التقدم الملحوظ سيتحقق عندما لا يصبح من غير الاعتيادي رؤيه امراه تسابق وتفوز في عالم رياضه المحركات.

في نهايه المطاف، الامر يتعلق بالفرص المتاحه – اعطاء الفتيات الموهوبات الفرصه لاثبات موهبتهم في الفئات الدنيا. ومن دون شك انه، بالنسبه للفتيات، يجب بذل مجهود جبار من اجل نيل ثقه واحترام الاخرين في هذا العالم، اذ يوجد العديد من المشككين بالقدرات.

ولكن فور نيل تلك الثقه، يصبح الامر محصوراً بالتاديه – وفي عالم رياضه المحركات، هذا يعني القوه. ان ساعه التوقيت لا تميّز بين شابٍ وفتاه او اي عاملٍ اخر، بل الامر الوحيد الذي يؤخذ بعين الاعتبار هو السرعه والازمنه المسجله. وبناءً علي هذه الازمنه تُطلق الاحكام النهائيه.

عندما خطيت اولي الخطوات في مسيرتي الاحترافيه كان الهدف الاساسي انتظار الفرصه المناسبه من اجل اغتنامها. بدات فتره مشاركتي في بطوله السيارات السياحيه الالمانيه ‘دي تي ام’ مع فرصه اختبار سياره مرسيدس. وبعد ذلك، حصلت علي مقعد تسابق، تعلّمت اللغه الالمانيه لكي اندمج مع محيط فريقي بشكلٍ افضل. ومع السياره المتوفره لدي، تمكّنت من تحقيق نتائج قويه.

ما حصل مع ويليامز امرٌ مشابه: نظراً لكوني فتاه، حظيت بفرصه اختبار السياره، الا ان تاديتي خلف مقود السياره اثبتت احقيتي بالحصول علي مقعد سائقه التجارب. لن انسي تجارب السائقين الشباب عام 2013 علي حلبه سيلفرستون، عندما لم يتمكن مهندسو الفريق من وضع برنامج محدد للتجارب بسبب عدم معرفتهم لعدد اللفات التي يمكنني القيام بها. وبالتالي قمت بالاستعداد بافضل طريقه ممكنه، واكملت تدريبات اللياقه البدنيه، وشاركت بيومٍ كاملٍ من التجارب.

بالتاكيد، هناك عاملٌ فيزيائي جسدي في هذا الموضوع، لان المراه الطبيعيه لديها عضلات اقل بـ30% من الرجل. لكنني اكملت محاكاه سباقٍ كاملٍ في تجارب برشلونه الشتويه واثبتت انه امرٌ يمكن تحقيقه. اثق 100% ان النساء لن تواجه ايه صعوبات جسديه اثناء قياده سياره فورمولا واحد.

الان، اقف علي عتبه كسر الحاجز والدخول الي شبكه انطلاق الفورمولا واحد. لا يمكنني الاشاده بما فيه الكفايه بفريق ويليامز وعن تجربه العمل معهم، ابتداءً من السير فرانك وابنته كلير وحتّي كامل اعضاء الفريق. انه فريقٌ يدرك اهميه اغتنام الفرص الثمينه وهذه القيم تسري في كافه عروقه.

لن اخفي، ولن اعتذر، عن انني استغليت جنسي من اجل مساعدتي في مسيرتي الاحترافيه. لمِ يجب علي المراه اخفاء انوثتها من اجل ملائمه طموحات وتوقعات عالم السباقات؟ انا امراه، اقود سيارات تسابق، وفي حال شكّل هذا الامر افضليهً من اجل الحصول علي رعايه وتمويل، ساستغل هذا الجانب بافضل طريقه ممكنه.

هذا هو اساس التسابق: ايجاد افضليه تنافسيه واستغلالها. هذا الامر من شانه اتاحه فرص جديده سواءً لي ام لسائقات اخريات، وهذا امرٌ ممتاز. ولكن في نهايه المطاف يجب علينا ان نتالق – او ان ننهار – وفقاً لجوده تاديتنا فقط.

انا واقعيه في ما يتعلق بالخيارات المتاحه امامي من الان فصاعداً. ففي حال عدم حصول ايه تغييرات في القوانين من اجل تسهيل اجراء التجارب للسائقين الذين لا يتمتعون بالخبره لاتاحه فرصه الانضمام الي شبكه الانطلاق، سيكون من الصعب تحقيق الخطوه المقبله في مسيرتي الاحترافيه. ولكن، ان لم اتمكن من كسر هذا الحاجز والمشاركه في سباقات الفورمولا واحد، اريد ان اكون مسؤوله وان اتمكن من مساعده السائقه المقبله التي ستتمكن من تحقيق هذه الخطوه.

عندما بدات بالمشاركه في عالم السباقات، لم اكن مرتاحهً بحقيقه انني اشكّل قدوه اذ توجّب عليّ اثبات نفسي كسائقه. ولكن الان، تسمح لي وسائل التواصل الاجتماعي بالاتصال بالعديد من الاشخاص من مختلف انحاء العالم، والرد الايجابي امرٌ رائع طوال الوقت.

هناك العديد من الفتيات الصغيرات اللاتي يحلمن بان يصبحنّ سائقات فورمولا واحد ‘‘مثل سوزي وولف’’، اضافهً للنساء الشابات اللاتي يردن اغتنام كافه الفرص المتاحه من اجل الانضمام الي الطواقم الهندسيه لفرق الفورمولا واحد.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا