برعاية

نهاياتٌ مؤسفةٌ !

نهاياتٌ مؤسفةٌ !

** هذا المقال مقدم من فريق ابداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظله تخرج افضل ما لديهم لينشروا افكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

لكلّ بدايهٍ نهايه, هذا امرٌ بديهيٌّ لا يختلِفُ عليه اثنين! بل هو قانونٌ كونيٌّ ان صحَّ التعبير, لكنّ الاختلاف و مصدرَ الجدلِ هو طبيعهُ هذه النهايه, اهي سعيدهٌ ام حزينه؟ اتساوي روعه البدايه ام انها تعاكسها و تزيد عليها في البشاعه ؟

شاع مؤخراً القول بانّك ان اردتَ ان تُنهيَ نهايهً جميله فعليكَ الالتزامُ بافعالك وقتَ البدايات, لكنّ هذا القولَ بعيدٌ كلَّ البعدِ عن المنطقيّه, فللنهايه احكام !

كان موسم 2014/2015 موسماً مليئاً بالنهايات, فهذه قصّهُ العشقِ بين الانفيلد و جيرارد تنتهي, و ذلك الهُيامُ بين كاسياس والبيرنابيو يتلاشي, وتلك العلاقهُ الرائعهُ بين تشافي وبرشلونه ترسمُ خطَّ نهايتها, وكذلك  بيرلو مع الكاتشيو, و دونوفان مع كره القدم والامثله كثيره ... من هذه النهايات ما كان جميلاً, و منها ما كان مؤثراً, بعضها كان مؤسفاً, لكنّ اياً منها لم يكن مجنوناً!

اما ما ساذكرهُ هُنا فهي نهاياتٌ مؤسفهٌ و اخري هستيريهٌ لقصصِ عشقٍ لم يسمع عنها كثيرٌ منّا !

اُطلِقَ عليه اسم "غارينشا" ويعني الطائرَ القبيح, اعتُقِدَ انه لا يمكنُ ان يزاولَ كرهَ القدمِ بسبب حالتهِ الصحيهِ, لكنّ كلّ ذلك كان هراءً امام ما قام به, غارينشا كان مجنوناً في كل شيءٍ حتي في مراوغاته, فالكرهُ بين قدميه كحيوانٍ تم تدريبه, و دفاعُهُ عنها كملكٍ يدافع عن عرشِه, اشعل الجماهير و رقصت له المشجّعات, كان معشوقاً لهم بكل ما تحمله الكلمه من معني, كان هدافاً عبقرياً في مونديالي 1958 و 1962, لقبه الجهور بالملاك ذو السيقان الملتويه! كلّ تلكَ الروعهِ لم تشفع لغارينشا, فقد مات الملاكُ او القبيح -كما يحلو لكم- فقيراً و مخموراً دونما ايّ رفقاء بعمر ال 49!فقيرُ الحظ لا يمكن ان يتغيّر!! 

شاع في الاونهِ الاخيرهِ تقدمُ حرّاسِ المرمي ولعبهم لدورِ الليبرو في بعضِ لحظاتِ المباراه, من نوير الي هيغويتا و تشيلافيرت, و هذه العاده -كغيرها من العادات-  لها مؤسسٌ, و المؤسسُ هنا هو "كاريثو", الحارسُ الارجنتيني المجنون, و الذي احتفل به غالبُ مشجعي الفرق الارجنتينيه لكثره ما يبدع, و لكن كما قلنا فان للنهايه احكام, و الذكاءُ او ربّما التوفيقُ في ان تختار النهايهَ قبل ان تختارك, في قصّتنا هنا اختارت النهايهُ كاريثو ولم يخترها هو, فكانت الخساره بنتيجه 6-1 امام تشيكوسلوفاكيا في كاس العالم 1958 اخرَ ما تذكرهُ الجمهورُ الارجنتيني من عظمه الحارس, ليشعر هو بالاكتئاب و يدوّنَ في مذكّراته بعد عده سنواتٍ "اني لاذكر الاهداف التي سُجِّلت عليّ, و لا اذكرُ الكرات التي تصديتُ لها" نهايهٌ لا تساوي مسيرته!

كان يلعب لريال سوسيداد, لكنّ مقوّماته جعلت منهُ محطّ انظارِ العملاقين ريال مدريد و برشلونه, الحارسُ الطويل كان مبدعاً و له اسلوبه الخاص في صدِّ الاهدافِ, حتي ظُنَّ انه سيخلف زامورا, و في خِضَمِّ هذا الاهتمام الكبير من عملاقيِّ اسبانيا اختار القدرُ خياراً مخالفاً تماماً, فقد تعرّضَ الحارسُ لاصابهٍ في الركبهِ كلّفتهُ خمسَ عمليّاتٍ و اعتزالاً في غير موعده, ربما يكون هذا الاعتزال قد حرم كره القدم من اسطورهٍ اخري! ربّما !

ابدون بورتي, نجم نادي ناسيونال الاوروغواياني, و الذي مثلهُ في +200 مباراه خلال اربعهِ مواسمَ, و كان دائِماً ما يقابَلُ بالتشجيع علي امتدادها! لكن في وقتٍ حُدِّدَ من قدرات خارج نطاق البشريَهِ, النجم الذي سطع قرر الافول, وعندما يافل نجمك لا تنتظر ان يقف معك الكثير من مناصريك, ابدون لم يتحمل الفشلَ بعد النجاحِ, ولا التصفيرَ بعد التصفيقِ, فاختار نهايهً مجنونهً باطلاقه النارَ علي نفسه في ملعب فريقه في منتصف الليل!

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا