برعاية

مشجعو الريال بين العشق الأبدي، ونكران الجميل!

مشجعو الريال بين العشق الأبدي، ونكران الجميل!

** هذا المقال مقدم من فريق ابداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظله تخرج افضل ما لديهم لينشروا افكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

ريال مدريد، هو النادي الاكثر شعبيه في المعموره، الي جانب النادي الكتلوني برشلونه، وفقًا لاخر الاحصائيات المختصه بهذا الشان، فهذين الناديين يمتلكان قاعده جماهيريه تقدر بمئات الملايين حول العالم، ويكفي فقط في الكلاسيكو ينقسم كوكب الارض الي شطرين، الاول يكتسي الرداء الابيض، وثاني الرداء الاحمر المشرق والازرق.

 وسيقتصر حديثنا اليوم عن “المدريديستا”، هم مشجعو ريال مدريد الذين تقدر اعدادهم باكثر من 450 مليون شخص، اي تقريبًا ما يعادل 6% من سكان الكوكب الارضي، علي اعتبار ان عدد سكان العالم 7 مليارات و 600 مليون نسمه.

ووفقًا لارقام منظمه الامم المتحده، من اصل 193 دوله حول العالم، فان مناصري ريال مدريد ينتشرون  في 186 دوله، واكثر القارات التي يتواجدون فيها المدريديستا، هي امريكا الشماليه، وفي بلدان مثل الولايات المتحده، وكولومبيا، والمكسيك، ومن ثم في قاره اسيا وببلدان كالهند واندونيسيا.

وفي اللغه العصريه، السوشيال ميديا (مواقع التواصل الاجتماعي)، فان متابعي ريال مدريد يصلون لاكثر من 120 مليون شخص، موزعين علي التوالي، الفيسبوك، التويتر، الانستغرام، الجوجل+، واليوتيوب.

وبعيدًا عن لغه الارقام، وقريبًا من لغه التحليل والنقد البنّاء، هناك سمتين بارزتين تميّز المدريديستا عن غيرهم من المشجعين، الاولي من شِّيمَهُ الاصلاء، والثانيه شِّيمَهٌ ذميمه.

ان لسان حال المدريديستا ينادي، عدّوا علي اصابع اليدين، ما ياتي فاوّلاً: حبيبي انت، وثانيًّا: حبيبي انت، وثالثًا: حبيبي انت، ورابعًا وخامسًا وسادسًا وسابعًا وثامنًا وتاسعًا وعاشرًا: حبيبي انت، فهكذا هم دائمًا، يتغزلون بمحبوبهم الذين يعشقونه حتي الثماله، ويتركونه استحاله.

 وهناك العديد من الشواهد التاريخيه الداله علي وفاء هؤلاء المشجعين، واخرها حقبه ما بعد تحقيق اللقب التاسع لدوري ابطال اوروبا عام 2002، ولغايه عام 2009، فهذه الفتره هي من بين الاسوء في تاريخ ريال مدريد، حيث شهدت تراجع علي مستوي الاداء والالقاب، وتخللتها الكثير من المشاكل الاداريه والفنيه، الا ان المشجعين بقوا صامدين وراء الفريق وساندوه بكل الوسائل الممكنه، وقلما شاهدنا مقاعد البيرنابيو فارغه في ايه مناسبه كانت، فهم لم يتخلوا عن ناديهم المفضل رغم ما عاني من ماسي، لحين انقذ فلورنتيو بيريز الريال والمدريديستا بدايهً من عام 2009.

وبهذا السياق، فقد حصد ريال مدريد اعلي متوسط لنسبه الحضور الجماهيري في تاريخ كره القدم الاسبانيه، وعادهً ما تجتذب مبارياته ما يزيد عن 65 الف متفرّج في كل لقاء يلعبه في السانتياغو برنابيو، وهذا ان دل علي شيء انما يدل علي التاييد الجماهيري الكبير.

في الحقيقه لم اجد مصطلحًا اخر يصف الصفه الذميمه في غالبيه المدريديستا سوي “نكران الجميل”، وهو ذلك السلوك الذي يتنافي مع طبائع النفوس السويه، التي طُبعت علي حب من احسن اليها في يوم من الايام، وكيف الحال اذا تعلق في سنين طوال!

ان تصرفات المدريديستا مع الكثير من اساطير النادي تدل بشكل واضح انه نكرانٌ للجميل، وكيف لا ولا يوجد هناك لاعب خلص من صافارات الاستهجان، والاستنكار، والاحتجاج، واخر الحكايه، الاسطوره ايكر كاسياس الذي خدم النادي لمده 25 عامًا، ورغم ذلك عاني كثيرًا من الغضب الجماهيري، بسبب هبوط مستواه، متناسين العطاءات الكبيره التي قدمها القديس.

وهناك مشهد عالق في الذاكره، وذلك عندما صب المشجعين جام غضبهم علي الويلزي جاريث بيل، وذلك عبر ركل سيارته وهو خارج من تدريبات الفريق في الفالدبيباس، بعد المستوي الغير مرضي للريال في بدايه الدوري الاسباني وخسارتهم في مبارتين من اصل ثلاث، وليس هذا وحسب، بل لو خسر الفريق في مباراتين متتاليتين، فنشاهد الغضب الجماهيري يعم السانتياغو برنابيو، وكان الفريق لم يفز من عشرين مباراه!

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا