برعاية

جنون العباقرة والواقعية المفرطة (جوارديولا ، مورينيو)

جنون العباقرة والواقعية المفرطة (جوارديولا ، مورينيو)

** هذا المقال مقدم من فريق ابداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظله تخرج افضل ما لديهم لينشروا افكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

لكل سفينه قائد يقودها بين الامواج العاتيه او المياه الهادئه ، يستخدم خبراته وذكائه في تخطي الصعاب حتي يصل بها الي بر الامان، وهذا ما يفعله المدربون حتي يصلوا بفرقهم الي منصات التتويج ، واذا ذكر المدربون ذكر جوارديولا و مورينيو ، العبقري والداهيه.

كثيره هي الاسماء التي صنعت التاريخ في عالم التدريب ، ولكن قليله جدا التي استطاعت ان تصنع المجد والشهره كما صنعها جوارديولا ومورينيو ، فهم لم ينتظروا حتي يحصلوا علي الخبرات الكافيه ليحصدوا البطولات كباقي المدربين ، او سارو علي الطريق التقليدي الذي سار عليه الكثيرون في اداره الفرق داخل او خارج الميدان ، ولكنهم صنعوا طريقهم الخاص من البدايه ، فكانوا منذ اليوم الاول مختلفين عن الجميع ،حتي اصبح اسم كل واحد منهم علامه تجاريه بحد ذاتها تتهافت عليها الانديه.

جوارديولا ( العبقري المجنون )

جوارديولا مدرب عجيب، اعتقد انه مهووس الي درجه لا تصدق بكره القدم؛ انه مريض بتلك اللعبه، لدرجه انه قد يتصل باحد اللاعبين في الساعه الثالثه فجرًا لبحث بعض الامور التكتيكيه والفنيه ، هذا ما قاله روبين عندما سالوه عن جوارديولا، وهذا ايضا ما نشاهده في كل حركه له اثناء المباريات ، لا يهدا ولا يستطيع ان يجلس ويشاهد ويحلل في هدوء كما يفعل الكثير من المدربين ، فهوا لا يريد تمريره او حتي حركه يد خارجه عن المتفق عليه ، لا يتهاون في انتقاد لاعبيه بشده في التدريبات ، عاشق التيكي تاكا و مكتشفها من جديد بعد سنوات الضياع ، مهووس باللعب الهجومي ، تشعر دائما بالشفقه علي منافسيه ، الهجوم من كل مكان وبكل اللاعبين ، لا تعرف التمريره القادمه سوف تكون الي من ، حتي معا بايرن ميونخ ، فقد جعل هذه الماكينات التي لا تعرف سوي اللعب المباشر والكره الشامله تلعب وهي ترتدي لبإس إلمتعه والدهاء ، جنونه و اصراره علي تحقيق ما يريد بالطريقه التي يريدها جعله يرفض استمرار صامويل ايتو هداف الفريق ، وعندما حصل علي ما يريد (ابراهيموفيتش) ولم ينفذ ما يطلبه كما يريد استغني عنه ، ولم يكن يجرؤ احد علي المساس بهداف الفريق حينها صامويل ايتو او السلطان ، ولكنه جوارديولا .

القليل من العقل لا يضر .

هذا ما ينقص هذا العبقري ، فهوسه بالتيكي تاكا، كان دائما هو السبب في هزائمه امام  (انتر ميلان ، تشيلسي ، ريال مدريد ، برشلونه )، فمن الرائع ان تقدم كره هجوميه تعتمد علي امتلاك الكره والضغط علي الخصم ، ولكن في بعض الاحيان تحاج ان تتخلي عن هذه الطريقه وتضحي برغبتك في امتلاك الكره والسيطره علي كل شيء وتترك المنافس يظن انه يتحكم بمجريات الامور حتي يبتلع الطعم وتنقض عليه ، ولعل مباراه الدور قبل النهائي امام البارسا اكبر دليل علي هوس جوارديولا بهذا الاسلوب ، فبرغم وضوح اعتماد البارسا علي المساحات خلف المدافعين ، واستغلال سرعه الثلاثي المرعب ( نيمار، ميسي ، سواريس) الا انه استمر علي اسلوبه بالضغط العالي والاعتماد علي التمريرات القصيره والهجوم بكل خطوط الفريق ، مما اعطي الحريه لثلاثي الرعب الكتلوني للتلاعب بدفاع البايرن ، وقد سبق مورينيو لويس انريكي في تدمير خطط جوارديولا وكان اول من اكتشف طريقه ايقاف برشلونه العظيم .

جوزيه كان فيلسوفا بلا شك، بدايه فلسفته كانت ان يتاكد ان فريقه لن يخسر ، هكذا وصف الاسطوره اليكس فيرجسون مورينيو في كتابه "سيرتي الذاتيه .. اليكس فيرجسون" وبهذه الطريقه صنع مورينيو امبراطوريته التي ارتكزت علي ارض الواقعيه الصلبه ، فحين تخلا عن واقعيته وغرته كثره النجوم مع الريال خسر من البارسا 5:0 ، هو اكثر من يعرف من اين تؤكل الكتف ، لا تستهويه الكره الجميله ان كانت لن تضمن له الفوز ، سوف تمر باكثر لحظات حياتك الكرويه مللا ( اذا كنت من عشاق الكره الهجوميه ) حين يكون متقدم علي فريق قوي ويلجاء الي الدفاع المحكم ، ولن تستطيع ان تستوعب تغيراته الجنونيه حين يكون متاخر في مباراه لا تقبل القسمه علي اثنين ، اذا كنت تريد البطولات ، فطلب مساعده الداهيه.

التهور ممتع احيانا....جربه لن تندم 

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا