برعاية

بين الحلم والجنون..لماذا لم يهرب بييلسا من تدريب مارسيليا!؟

بين الحلم والجنون..لماذا لم يهرب بييلسا من تدريب مارسيليا!؟

"في مره من المرات، خسرنا بالخمسه وانا ادرب النيو اولد بويز، عدت الي بيتي واغلقت باب غرفتي وعانيت من حزن دفين، جاءت الي زوجتي، وحاولت ان تقلل من الامر، وسالتني، ماذا ستفعل؟ هل ستغير من اسلوبك بعد ان انتقدوك كثيراً؟ قلت، وعيني تهزم دموعها، ساظل محافظاً علي فلسفتي وساهاجم ولن اتراجع". يتحدث مارسيلو بييلسا في حوار قديم عن افكاره، ويستعيد تمسكه الشديد بها، اثناء تدريبه الفريق الارجنتيني الذي وصل الي القمه تحت قيادته بعد ذلك.

لم يفز بييلسا ببطولات عديده مثل غيره من المدربين، لكنه صنع لنفسه مدرسه كرويه رفيعه المقام، واسس اسلوباً تدريبياً جديداً خاصاً بالكره الهجوميه، واللعب العمودي الي الامام، مع استراتيجيه الضغط العالي في كل اركان الملعب، انها الفلسفه التي سار عليها بعد ذلك عدد غير قليل من "الكوتشات"، ليؤثر "اللوكو" الارجنتيني في كل من جاء بعده، وتسير كره القدم، حتي يومنا هذا، وفق رؤيه بييلسا، الرجل الذي يعيش تجربه غريبه نوعاً ما مع مارسيليا هذا الموسم.

انهي مارسيليا الموسم الماضي في المركز الرابع، بفارق نقطتين فقط عن موناكو، ثالث الترتيب المتاهل لعصبه دوري الابطال. وعلي الرغم من غياب الدعم الاداري والمالي طوال العام، الا ان بييلسا حاول مع مجموعته صناعه مفاجاه مدويه، وتصدر فريق الجنوب البطوله الفرنسيه خلال الدور الاول، لكن تراجع المستوي وعدم وجود بدائل تساعد المدرب، امور جعلت المتصدر يتراجع كثيراً، حتي ابتعد في النهايه عن المنافسه.

ويبدو ان الامور تزداد صعوبه خلال الصيف الحالي، الاداره تفرط في نجوم الفريق، اندريا ايو، جينياك، ديمتري باييت، جيرمي موريل، وامبولا. كل هؤلاء تركوا مارسيليا وذهبوا الي فرق اخري، لتصبح التشكيله الاساسيه خاليه من اي نجم قادر علي صناعه الفارق. ويبقي السؤال مطروحاً في مختلف وسائل الاعلام، ما السبب وراء استمرار بييلسا اذن!؟

رفض بييلسا عروض عديده للتدريب هذا الصيف، ويستهام في انجلترا، نابولي ايطاليا، بالاضافه الي العرض الخرافي من المنتخب السعودي، وفضّل الرجل اما العوده الي تشيلي/ الارجنتين، او الاستمرار في مارسيليا لموسم اخر، والسر يعود الي الحمله الجماهيريه الضخمه داخل مدرجات الفيلودروم، #BielsaNoSeVa بييلسا لا ترحل.

القلب يقول بييلسا يجب ان يبقي، لكن العقل يختلف تماماً مع هذه المشاعر، لان المنطق يقول، "بييلسا فشل في الوصول الي دوري الابطال، بوجود بعض الاسماء الخبيره في التشكيله. ومع رحيلهم، كيف ستكون الامور مستقبلاً، في ظل توحش قوه باريس سان جيرمان، وعوده ليون الي الواجهه، وتطور مستوي موناكو؟"

الارجنتيني بين خيارين احلاهما مر، الاول هو الاستمرار لفتره قادمه، والثاني هو الرحيل عن المكان الذي احبه منذ الوهله الاولي. وقرار بييلسا، حتي الان، هو السعي نحو الخيار الثالث، الوقوف في صف الجماهير، مع مواصله الضغط علي اداره مارسيليا من اجل تعاقدات جديده، وهذا ما ظهر بوضوح بعد عوده الكبير الي التدريبات، لكن دون توقيع عقد جديد، اي يستطيع بييلسا الرحيل، اذا شعر باي خيانه من المديرين في مارسيليا.

حضر بييلسا الي التدريبات، خلال الايام الماضيه، ونال تحيه خاصه من الجماهير العريضه التي حضرت خصيصاً من اجله، لكنه لم يوقع علي اي عقود جديده مع الاداره، وفقاً لما اكدته صحيفه "ليكيب" في عدد سابق هذا الاسبوع. صحيح هناك اتفاق مبدئي بين الطرفين علي الاستمرار لموسم اخر، لكن يستطيع الرجل فض هذا الاتفاق من طرف واحد، وترك النادي اذا لم ير بعينه اي تحسن حقيقي علي صعيد دعم الفريق.

خطه بييلسا بدات في جني ثمارها اخيراً، بعد تعاقد النادي الجنوبي مع لاعبين جدد، البدايه كانت مع الهولندي العربي كريم رقيق، المدافع الذي تالق مع ايندهوفن، واشتري مارسيليا عقده من ناديه الاصلي مانشستر سيتي. رقيق مدافع مميز، وقدم موسماً رائعاً في هولندا. كريم ليس الوحيد، فهناك صفقه اخري قادمه من الملاعب الايطاليه، الارجنتيني فاكوندو رونكاليا مدافع فيورنتينا، وعلي الرغم من خشونته المبالغ فيها، الا انه يجيد اللعب في مركزي المدافع والظهير، ليطابق الي حد كبير افكار ومرونه مدرب فريقه الجديد.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا