برعاية

الفيلسوف الناجح

الفيلسوف الناجح

** هذا المقال مقدم من فريق ابداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظله تخرج افضل ما لديهم لينشروا افكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

لاشك ان اشد المتفائلين من المشجعين الكتلونيين لم يكن يتوقع ان يحظي بمدرب بهذا المستوي العالمي حين اتي غوارديولا في 2009 ولم يكن يتوقع ما حدث في 2008-2009 وهو اول موسم لغوارديولا مع الفريق ولم يٌبادَر الي ذهنه ان هذا النجاح الباهر للفريق سيحدث وان هذا الفريق سيخلد بالتاريخ ليقارن مع ميلان ساكي كافضل فريق بالتاريخ!

كانت اربع سنوات من ذهب سطر بها غوارديولا نجاحاته ودخل قلوب المشجعين الكتلونيين كمدرب كما دخلها من قبل كلاعب ودخل التاريخ من اوسع ابوابه ف 14 لقب ب 4 سنوات كانت كفيله بان تهدي غوارديولا كل ذلك الحب والاحترام وكل تلك المكانه.

هو بيب غوارديولا اي سالا لاعب اسباني ولد في 17 يناير 1971 في مدينه سانتبدور في اسبانيا, يلعب كلاعب خط وسط دفاعي وكان جزء من فريق الأحلام لبرشلونه تحت قياده الاسطوره يوهان كرويف الذي حقق اول كاس اوروبيه لبرشلونه عام 1992 وهي اخر نسخه من البطوله الاوروبيه بمسماها القديم كاس اوروبا, ثم ذهب في عام 2001 وتنقل بين انديه بريشيا وروما والاهلي القطري ثم انهي مسيرته كلاعب في نادي دورادوس دي سينالوا المكسيكي, عاد لبرشلونه كمدرب للفريق الرديف في 2007 لسنه ونال ثقه الرئيس خوان لابورتا حينها ليدرب الفريق الاول في السنه التاليه لمده اربع سنوات ثم ذهب في 2013 لتدريب فريق بايرن ميونخ الالماني.

اتي غوارديولا لبرشلونه بعد موسمان من الجفاف عاشهما النادي الكتلوني حينما فلم يفز في الموسمين 2006-2007 و2007-2008 باي لقب.

استهل غوارديولا مسيرته كمدرب للفريق الاول لبرشلونه بخساره مخيبه بنتيجه 1-0 من فريق نومانسيا الصاعد من الدرجه الثانيه في ذلك الموسم في الجوله الاولي من الدوري الاسباني ثم تعادل بنتيجه 1-1 مع فريق راسينغ سانتاندير في الجوله الثانيه مما لم يبشر جماهير الكتلان ولم يدعوهم الي التفاؤل ابدا.

انتفض برشا بيب في الجوله الثالثه وسحق سبورتينغ خيخون بسداسيه لهدف ثم انتصر علي ريال بيتيس في الجوله التاليه وبدات سلسله الانتصارات وبدات كتابه التاريخ للمدرب حينها.

انهي المدرب اول موسم له بالفوز بالثلاثيه التاريخيه الدوري الاسباني وكاس الملك ودوري ابطال اوروبا وكانت تلك اول ثلاثيه لنادي برشلونه بالتاريخ, ثم عاد المدرب الاسباني في الموسم الذي يليه واكمل ما بداه مع فريقه بفوزه بالسوبر الاسباني علي حساب اتليتكو بلباو ثم الفوز بالسوبر الاوروبي علي حساب نادي شختار الاوكراني واتبعها بالفوز بكاس العالم للانديه ليصبح اول مدرب يحرز سداسيه مع ناديه في تاريخ كرة القدم.

توالت النجاحات لغوارديولا فاحرز في موسم 2009-2010 لقبي الليجا والسوبر, وعاد و احرز خماسيه في موسم 2010-2011 فكان قريبا من السداسيه الا ان مورينهو ابي حينها ان يحرزها غوارديولا مرتين بانتزاعه كاس ملك اسبانيا في النهائي من برشلونه واحباط اماله بسداسيه جديده, واحرز في اخر موسم له مع البرشا فقط لقب كاس ملك اسبانيا.

هناك اسباب كثيره وعده عوامل اجتمعت ادت الي نجاح هذا الفيلسوف المحب للكره الهجوميه منها:

1- لعبه تحت قياده يوهان كرويف:

عندما لعب غوارديولا في برشلونه مع فريق ال"دريم تيم" كما كان يسمي حينها في مطلع التسعينات بقياده الهولندي القادم من منبع الكره الشامله يوهان كرويف فهم غوارديولا اسلوب الكره  الشامله واعتمد علي ما يسمي بال"تيكي تاكا" وهي باختصار ان تلعب بدفاع متقدم وتضغط علي خصمك وتركز علي الاستحواذ مما يستوجب مجموعه من التمريرات القصيره التي تضمن بقاء الكره بحوزتك, فبعد اعتماد كرويف علي غوارديولا وهو ما زال في سن 20 تشرب غوارديولا هذه الطريقه بشتي تفاصيلها مما سهل عليه استخدامها وتطويرها في المستقبل.

2- حنكته في جلب لاعبين للفريق الاول واتيانه بافكار تناسبهم:

غوارديولا كان ذكيا بتحديد اللاعبين الذين يريدهم ومن يريد ان يعتمد عليه ويجلبه سواءً من نوادي اخري او من اكاديميه برشلونه, فبعد ان صرح تشافي تصريحه الشهير انه كان بمثابه السرطان لبرشلونه في الاعوام الخمس التي قضاها ريكارد مع الفريق حيث لم يؤمن ريكارد بقدرات المايسترو, ولكن ما ان اتي غوارديولا حتي اصبح تشافي جزء لا يتجزا من برشلونه بل واصبح الركيزه الاساسيه للنادي الكتلوني حتي ان بعض الناس تروج فكره ان التيكي تاكا وبرشلونه سيتدمرون بعد اعتزال زرقاء اليمامه, فغوارديولا امن بقدرات اللاعب واعطاه المركز الاساسي واتي بافكار تناسب قدرات اللاعب, والامثله الاخري غير تشافي كثيره امثال بيكي, بوسكتس, دافيد فيا, اليكسيس سانشيز, انييستا, بيدرو, داني الفيش...الخ, فجميعهم لاعبين نجحوا مع برشا بيب.

3- شخصيته قويه لا يخاف قراراته و محبوب:

ولعل اكبر دليل علي تلك الشخصيه المحبوبه كان في اخر مباراه للمدرب علي ارضيه الكامب نو بعد رباعيه هز الليو فيها شباك اسبانيول كهديه وداعيه للمدرب عندما اتجه ميسي اليه ليعانقه ويهمس في اٌذنه "شكرا لك", فياله من حب حازه المدرب الاسباني من قبل اللاعبين فكان كل من في ارضيه الملعب يقتلون انفسهم من اجل من يراقبهم من علي الدكه, وقوه شخصيته ظهرت من اول يوم حين قرر التخلي عن ديكو ورونالدينهو حينها وهم نجوم الفريق انذاك, وتظهر شخصيته القويه ايضا من خلال الكثير من الامثله ولكن اخص المباريات الصعبه عندما يتاخر البرشا ويكون مضغوط ثم يفوز البرشا بفضل المدرب واللاعبين فقوه شخصيه المدرب مهمه في العوده بالنتائج والخروج من الضغوطات والازمات و"الثقه معديه" كما يقولون, ابسط مثال عندما تاخر برشلونه بهدف في كلاسيكو الذهاب بالدوري لموسم 2011-2012 ثم بثقه وهدوء عاد برشلونه وانتصر 3-1 علي غريمه المدريدي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا