كيف استعان فولفسبورغ بأسلوب دورتموند من أجل القضاء عليه؟

يعتبر يورغن كلوب واحدا من افضل المدربين الالمان اذا لم يكن افضلهم خلال السنوات القليله الماضيه، لانه رجل ساهم في تطور دورتموند كثيراً واضاف الي فلسفه الضغط المتبع في الملاعب الالمانيه بعداً اخر وعمقاً اشمل، مع منهج تكتيكي يعرف بالكره العموديه المباشره، وتاثر كلوب كثيراً بالضغط الذي قدمه ساكي مع ميلان، ووصل في النهايه الي اسلوب لعب يعتمد علي اغلاق مناطقه مع الوصول الي مرمي خصومه باقل عدد ممكن من التمريرات.

رحل بعض نجوم الفريق مع الوقت، وفشل بروسيا في تعويضهم باسماء اكثر قوه، اوباميانج رغم اهدافه ليس افضل من ليفاندوفيسكي، وميختاريان بعيد كل البعد عن عبقريه ماريو جوتزه مع دورتموند، وبكل تاكيد الياباني كاجاوا لم يعد كالسابق، وبالتالي ضعفت بطاريات اسود الفيستفالين، وصار اداؤهم مكرراً ورتيباً، حتي نجحت فرق اخري في المرور امامهم، وعلي راس هذه الفريق فولفسبورغ، الحصان الحقيقي للكره الالمانيه هذا الموسم.

يسير المدرب ديتر هيكينغ علي خطي الكبار نحو صناعه فريق يستطيع تحدي بايرن مستقبلاً، والحصول علي مقعد دورتموند داخل الاوساط الالمانيه، مع طريقه لعب 4-2-3-1 التي طالما استخدمها كلوب لقتل منافسيه والحد من خطورتهم، وكان هذه الخطه بمثابه الدابه التي قتلت صاحبها، لان هناك اسماء جديده سبقت يورغن وبروسيا في تطوير هذه اللعبه.

"في الصين يشاهدون ما تقوم به، ثم يقومون بعمل نسخه منه، مع اضافات اكبر وكم اشمل، وفي النهايه يتغلبون عليك"، هكذا يتحدث بعض الخبراء حول الطفره الصينيه الكبيره في كافه مجالات الصناعه والتجاره، وربما يصلح هذا المثل لكره القدم ايضاً، لان بايرن هاينكس تفوق في 2013 بالضغط والمرتدات علي طريقه دورتموند، واعاد هيكينغ الدفه هذا الموسم مع الفولفو، والصدفه الغريبه ان بروسيا خسر نهائي الابطال امام بايرن، ولم يقدر علي مجاراه فولفسبورغ في نهائي الكاس هذا العام.

الفكره ليست في افضليه مدرب علي اخر، لان يورغن كلوب هو صاحب الطفره في هذا الجانب، لكن نجحت الفرق المنافسه في اضافه اسلحه جديده الي قوتها، مع حفاظها علي القوام الاساسي بشكل عام، حتي نجحت في الوصول الي منصات التتويج في النهايه، وبالتالي قدم فولفسبورغ نفسه كمنافس حقيقي لبايرن بعيداً عن دورتموند.

لعب الفريقان في نهائي الكاس بطريقه لعب 4-2-3-1 لكن تفوق فريق واحد في النهايه، لانه يضم صانع لعب بقيمه دي بروين، وهدافاً قادراً علي الضغط مثل باس دوست، وجناحا متحركا وديناميكيا بقدرات دانييل كاليوري، وبالطبع دفاعا منضبطا ومتوازنا يعطي حمايه اكبر امام حراسه المرمي.

قام فولفسبورغ بعده تعاقدات محوريه خلال السنوات الاخيره، واعاد ديتر هيكينغ اكتشاف لاعبيه القدامي، لذلك نجحت ثنائيه "دي بروين، دوست" في اختراق معظم فرق البوندسليغا، خصوصاً ان البلجيكي يمتاز بمهاره فائقه وقدره قويه علي صناعه الاهداف وتسجيلها، وحينما يلعب خلف مهاجم قوي فانه يستطيع الهروب بسهوله من الرقابه، والتحول سريعاً الي داخل منطقه الجزاء، مع حريه اكبر بالثلث الهجومي الاخير.

وامام بروسيا دورتموند، فشل ثنائي ارتكاز الفريق في مراقبه دي بروين، والسر في عوده باس دوست كثيراً للخلف، مع التحركات المستمره من جانب الجناحيّن بيرسيتش وكاليوري، فيما يعرف فنياً بالفوضي التكتيكيه الخلاقه التي تجعل المنافس يضع كامل تركيزه في جانب ما بالملعب، ثم يحدث التحول القاتل الي الجانب الاخر، لخلق الفراغ اللازم لصنع الخطوره بالامتار الاخيره من المستطيل الاخضر.

يمتاز الفريق المميز بقدره ماليه ممتازه ودعم غير محدود من جانب الرعاه، لكن الامر لا يخص المال فقط، لان اداره النادي تضع العين الخبيره قبل كل شيء، ولا تدفع الاموال الطائله الا في بعض الحالات الخاصه، ومدير فني بحنكه ديتر يستطيع اضافه صبغه الجماعيه والتوازن بين الدفاع والهجوم لمجموعته الجديده.

حقق بايرن ميونخ لقب الدوري المحلي بجداره، وفشلت كل الفرق الالمانيه في اضافه النجاح الاوروبي بالقاره العجوز، لكن يستحق فريق فولسفبورغ ان يكون النادي الافضل في المانيا خلال عام 2015، بعد تقديمه دوراً ثانياً جيداً ونجاحه في هزيمه البافاري، وتضييق الفارق حتي الامتار الاخيره من الموسم، مع اضافه عامل التفوق من خلال الفوز علي دورتموند، في انتظار سوبر ناري امام رفاق غوارديولا.