برعاية

مباراة الرجاء البيضاوي المغربي ووفاق سطيف الجزائري.. عندما تقتحم السياسة ملعب الكرةمباراة الرجاء البيضاوي المغربي ووفاق سطيف الجزائري.. عندما تقتحم السياسة ملعب الكرة

مباراة الرجاء البيضاوي المغربي ووفاق سطيف الجزائري.. عندما تقتحم السياسة ملعب الكرةمباراة الرجاء البيضاوي المغربي ووفاق سطيف الجزائري.. عندما تقتحم السياسة ملعب الكرة

منذ 1 دقيقه، 3 مايو,2015

قبل يوم امس عرف ملعب مدينه سطيف بالجزائر مباراه مشحونه بين فريق الرجاء البيضاوي المغربي، وفريق وفاق سطيف الجزائري في اطار دوري أبطال أفريقيا، والتي انتهت بفوز النادي الجزائري اثر الضربات الترجيحيه.

شهدت المباراه عقب انتهائها احداث تتنافي مع القيم الرياضيه الكرويه، حيث سجلت اعتداءات واحداث شغب متبادله بين الجماهير التي حضرت المباراه، نال رجال الامن قسطًا منها، وخلفت بضعه اصابات وتكسير بعض اثاث الملعب.

أعمال شغب في مباراه بين الرجاء البيضاوي ووفاق سطيف

ولن يستصعب علي من يتابع مشهد الساحه المغاربيه ادراك العامل الحقيقي وراء هذا الشغب الكروي في هذه المباراه بالذات، حيث ان النزاع السياسي بين المغرب والجزائر يرخي بظلاله في كل لقاء رياضي بينهما.

اقرا ايضا: كل ما يجب ان تعرف عن الصراع المغربي الجزائري: مسبباته وتداعيات وسيناريوهاته المستقبليه

مثل هذه المباريات المشحونه بالسياسه، تظهر لنا ان الاخيره تتسلل الي عالم كره القدم وتفعل فيها فعلها، انذاك تتلاشي الحدود بين عالم الرياضه وعالم السياسه.

هذا الامر يجعلنا نتساءل حول علاقه السياسه بالرياضه، ومن يؤثر في الاخر؟ وكيف يمكن لمجال يرتبط بالنخبه الحاكمه ان يتسرب الي الجماهير الشعبيه؟ وما مصلحه الدوله في تعويم الرياضه في بحر السياسه؟

ليست مباراه الرجاء البيضاوي المغربي مع وفاق سطيف الجزائري الوحيده التي تفضح الخلافات السياسيه بين المغرب والجزائر علي رقعه ملعب الرياضه، فهناك العديد من مباريات الملاعب العربيه التي كانت فيها كره القدم اكثر من مجرد لعبه رياضيه، لتتحول الي وسيله لاستكمال الصراعات السياسيه.

من ارشيف مباراه الجزائر ومصر 2009

في شهر نوفمبر 2009، جمعت مباراه كره قدم في السودان بين المنتخب المصري والجزائري في سياق تصفيات الترشح لكاس العالم 2010 انذاك، تبادل فيها انصار الفريقين الكثير من العنف وأعمال الشغب، تطور هذا النزاع الرياضي الي ازمه دبلوماسيه واقتصاديه حاده بين مصر والجزائر، وصلت حد مطالبات شعبيه بقطع العلاقات نهائيًّا بين البلدين، وتركت هذه المباراه “السوداء” قسطًا وافرًا من الكراهيه والنفور بين البلدين، ولا زالت لحد الساعه اثار تلك الحادثه الكرويه تتجدد في كل لقاء رياضي، وتصنع نظره كل منهما للاخر.

اقرا لماذا يستمر التراشق الاعلامي بين مصر والجزائر؟

وعلي اثر تلك المباراه تم تخفيض العلاقات السياسيه والاقتصاديه بين مصر والجزائر، طوال خمس سنوات، قبل ان ياتي الرئيس عبد الفتاح السيسي ليباشر توجهًا دبلوماسيًّا منفتحًا تجاه الجزائر في سياق اعتبارات سياسيه واقتصاديه وامنيه.

تحلق السياسه في سماء ملاعب كره القدم ايضًا في البلدان الغربيه، لعل اصبح من الشائع كون كل لقاء كروي بين نادي ريال مدريد وبرشلونه، هو في الواقع اكثر من مجرد مباراه رياضيه، بقدر ما هو حرب سياسيه غير معلنه بين انصار انفصال منطقه برشلونه عن اسبانيا، وانصار الوحده الملكيه الاسبانيه، لكن علي الرغم من ذلك تبقي الحدود بين السياسه والكره واضحه في الملاعب الاوروبيه، اما البلدان العربيه فالسياسه هي الخيط الذي يمتد في كل المجالات، الفنيه والثقافيه والدينيه والرياضيه ايضًا.

كيف تدخل السياسه ملعب كرة القدم؟

ليست كل احداث الشغب ذات خلفيه سياسيه، كما انه ليس بالضروره ان يؤدي اقتحام السياسه لملعب كره القدم الي اعمال عنف، لكن حين تتسلل بذور السياسه الي ساحه الرياضه فان الاخيره تصبح مجرد تابعه لمتغيرات الاولي.

اصبح مالوفًا في الملاعب الكرويه العربيه تدخل رجال السياسه في شؤون الرياضه، سواء بترؤسهم النوادي والفرق، او استماله الجماهير الرياضيه في خطاباتهم السياسيه، بل ان بعضهم يتحكم في نتيجه المباراه قبل حدوثها، بفضل نفوذهم المالي والسياسي. ناهيك عن ان بعض المباريات الحساسه تربطها النخبه الحاكمه بهيبه الدوله.

يساهم الاعلام العربي ايضًا بشكل قوي في خلط اوراق السياسه بالرياضه، حيث يجعل المباراه قضيه وطنيه تستدعي التضحيه والكفاح واصطفاف الكل مع الفريق، مثلما يحولها الي مباراه سياسيه حقيقيه كما الشان مع مصر والجزائر.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا