برعاية

أنا مارادونا – (14) يد الرب الثانية.. تعذيب البرازيل والمافيا سرقت مونديال 90

أنا مارادونا – (14) يد الرب الثانية.. تعذيب البرازيل والمافيا سرقت مونديال 90

الحلقه 14 - يد الرب الثانيه ظهرت امام الاتحاد السوفيتي، لعبت المونديال باكمله مصابا، اتلذذ بتعذيب البرازيل، ورايت الجحيم بعد الاطاحه بايطاليا، ومافيا الفيفا سرقت منا اللقب.

FilGoal.com يمنح زواره تجربه مميزه ويضع بين ايديهم سلسله حلقات لاهم النجوم.. وبعد زلاتان أبراهيموفيتش، ثم الساحر بيرلو والقائد جيرارد.. و"الاستاذ" فيرجسون.. حان الوقت لمعرفه اسرار وخبايا اسطوره الملك رقم 10.

بعد هزيمه الكاميرون الاولي في مونديال 90 حانت مواجهه الاتحاد السوفيتي، لعبت اول مباراه في نابولي، تبدلت صافرات الاستهجان في سان سيرو الي تصفيق حار في سان باولو، كنت العب في بيتي. الجمهور كله يهتف "دييجو.دييجو.ارجنتينا.ارجنتينا".

لم تكن امامنا اي حجه، الهزيمه كانت ستطيح بنا من البطوله، فزنا 2-0.

في تلك المباراه ظهرت "يد الرب" مره اخري، لكنها هذه المره منعت هدفا للسوفييت، كنت اقوم بالواجب الدفاعي وسدد احد اللاعبين الروس ضربه راس رائعه، وضعت يدي لمنع التعادل، الحكم لم يشاهد هذا ايضا.

قبل مباراه رومانيا الثالثه، في نابولي ايضا، تعرضت لضربه قويه في الركبه. كنت اضحك امام الجميع لاكتم دموعي، لم اكن اريد ان افقد المونديال.

فشلنا في اختراع دفاعات رومانيا، تعادلنا 1-1 لكن شعرنا بمراره الهزيمه.

كان بيلاردو يريد تغييري بسبب الاصابه، لكنني رفضت، لن اترك الملعب ولو لدقيقه واحده.

تاهلنا بشق الانفس لدور الـ16 كافضل منتخب من بين اصحاب المركز الثالث بالمجموعات.

شعرت بالغضب، ولجات للصمت، لو تحدثت لتعاركت مع نصف الفريق.

وقعنا في مواجهه البرازيل، واجهناهم في تورينو.

شعرت بالاختناق، تركت المعسكر، سافرت الي روما بسيارتي الفيراري، ذهبت الي مطعم وتناولت الاسباجيتي. فكرت في ان العب لنفسي، لمصلحتي فقط، لن اخسر شيئا.

جاءني طفل يدعي "ارييل" قال لي: "عيد ميلادي في يوم مباراه البرازيل، اريدك ان تسجل هدفا".

رفع هذا كثيرا من معنوياتي، قلت له: "عيد ميلاد سعيد، ساهديك الفوز". فزنا بهدف كانيجيا الرائع في مرمي تافاريل، صنعت له الهدف.

انا اؤمن بالمعجزات، فوزنا علي البرازيل كان معجزه، كنت مصابا في كاحلي، بجانب الكثير من المصابين في المنتخب، البرازيل كانت افضل منا بكثير، لكنهم ظنوا اننا سنهديهم المباراه.

اتصلت بكاريكا، صديقي في نابولي، قبل المباراه قلت له: "ساصافحك واحتضنك قبل اللقاء، لكن في الملعب بيننا الموت".

البرازيل هاجمتنا بضراوه، تعلمت من الايطاليين الصمود والصمود واستغلال اي هجمه مرتده، وهكذا حققنا الفوز.

في الحقيقه لم احب اداء الارجنتين في اي مباراه بالبطوله، كنت اري ان ايطاليا والمانيا هما الافضل، ومن ورائهما البرازيل.

وصل انعدام الاحترام من الجماهير الي ذروته في تورينو، معقل اعدائي في يوفنتوس، الجميع يشككون في اصابتي، يتحدثون عن الكره التي منعتها بيدي امام الاتحاد السوفيتي.

لم يتحدث احد عن اللكمات والضربات التي تعرضت لها طوال البطوله، خاصه امام الكاميرون. اي جريمه حدثت في المونديال كانوا يتهمونني بها.

امتلكنا دفاعا قويا، وبفضل كانيجيا معي يمكننا حسم المباريات.

كانت ضربه معنويه قويه للبرازيل. استمتع بمعاناه البرازيليين، رغم صداقاتي بكاريكا واليماو في نابولي، فرحه الفوز علي البرازيل لا يضاهيها اي فرحه في الارجنتين. هم ايضا يفرحون بالفوز علينا اكثر من فرحه الفوز علي المانيا او ايطاليا او هولندا.

البرازيل صدرت للعالم مقوله "اصحاب اللعب الجميل"، نحن ايضا نقدم لعبا جميلا، انهم لا يحتكرون هذا.

احب شخصيه البرازيلي لكن ساسعد بهزيمته دوما، انه منافسي الازلي.

البرازيل فازت لاحقا بمونديال 94 ، لكن كانت تلك اسوا نسخه من البرازيل، كان فريقا قبيحا للغايه، منتخب 82 كان قادرا علي الفوز عليه بخماسيه، لكن حظه كان سيء امام ايطاليا.

الفرحه انستني الام الكاحل، الوصول للنهائي اصبح ممكنا.

تواصلت رحلتنا في ايطاليا، لعبنا ضد يوغوسلافيا في ربع النهائي علي ارض فلورنسا، لعبنا بشكل جيد لكن لم نسجل اهدافا، وصلنا لركلات الترجيح.

الحارس كان ايفكوفيتش، اعرفه جيدا، لعبت ضد فريقه سبورتنج لشبونه البرتغالي في كاس الويفا.

قال لي ايفكوفيتش انه يراهن علي 100 دولار انه سيصد الركله. اضعتها بغباء. عدت بخيبه امل الي خط المنتصف، الحارس جويكوتشيا قال لي: لا تقلق، ساصد ركلتين. وفعل ذلك.

لحسن الحظ فزنا وتاهلنا لنصف النهائي.

- صدام مع ايطاليا في نابولي:

لم يكن كاي نصف نهائي، الصدام كان مع ايطاليا وفي نابولي.

قلت للصحفيين: "انا سعيد لان الايطاليين تذكروا نابولي الان. يطلبون منها التشجيع، نابولي تعرضت لعنصريه ظالمه وتم تهميشها داخل ايطاليا".

لم اكن اقول ذلك لتحريض نابولي ضد ايطاليا، فقط كنت اقول الحقيقه.

الصحف الايطاليه اشعلت الامور، قالت عناوينها: "ايطاليا كلها ضد مارادونا"، "مارادونا..الي اللقاء في بيتك".

دخلت ملعب سان باولو، سمعت تصفيقا حارا، ورايت لافتات تقول: "مارادونا في القلب. ايطاليا في الهتاف"، و"نابولي تحبك يا مارادونا..لكن ايطاليا وطننا".

سمعت النشيد الوطني للارجنتين دون صافرات استهجان، بالعكس قوبل بحفاوه كبيره في مدرجات نابولي، وهتف المشجعون "دييجو..دييجو".

لعبنا باريحيه شديده، ربما لاننا لم نكن مرشحين للفوز، وربما لان تكتيك ايطاليا كان محفوظا، عرفنا كيف نصل الي مرماهم.

حتي عندما سجل سكيلاتشي هدف ايطاليا الاول، قلت لكانيجيا: "لا تقلق، سنسجل".

بالفعل احرز كانيجيا التعادل، ووصلنا لركلات الجزاء للمباراه الثانيه علي التوالي.

هذه المره لم اهدر ركله الجزاء، سجلتها، وسمعت شتائم، بلهجه نابولي، شتائم لابي ولزوجتي كلاوديا، لكن من الافضل نسيان ذلك، جويكوتشيا عاد ليبدع وتصدي لركلتي دونادوني وسيرينا.

المعجزه صارت حقيقه ووصلنا للنهائي.

الفرحه كانت طاغيه بالتاهل للنهائي للمونديال الثاني علي التوالي، لكن الخبر المحزن هو غيابات لاعبين مؤثرين وعلي راسهم كانيجيا.

ايطاليا تحولت الي جحيم بعد تلك المباراه، الشرطه تعمدت ايذاء اخي بسببي، تجمع مشجعون غاضبون امام مسكني ومزقوا علم الارجنتين امامي.

- مافيا الفيفا وسرقه الكاس

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا