برعاية

الدوري الجزئري يحيّر “الفيفا”ǃ

الدوري الجزئري يحيّر “الفيفا”ǃ

لم تشهد البطوله الجزائريه، علي امتداد نصف قرن من الوجود، ما تسجله هذا الموسم من تناقضات ومفارقات “حيّرت” معها حتي الاتحاديه الدوليه لكره القدم “فيفا”، التي لم تتردد في وصفها مؤخرا بـ”البطوله” الاكثر اثاره في العالم قياسا بالغموض الكبير الذي يلفها هذا العام، فقد صارت الانديه 16 التي تنشط الرابطه المحترفه الاولي، وقبل 4 جولات فقط عن نهايه الموسم، معنيّه بحسابات النزول والسقوط.

البطوله الجزائريه لموسم 2014/2015 هي البطوله الوحيده في العالم التي تذوب فيها الفوارق، فيحل صاحب اعلي ميزانيه (مولودية الجزائر) خلف صاحب اضعف ميزانيه (امل الاربعاء).

وفي الجزائر فقط ايضا، يبتعد متصدر الجدول العام (وفاق سطيف) عن متذيل الترتيب (نصر حسين داي) بـ11 نقطه فقط، فيما الفارق هو 28 نقطه عند جيراننا في البطوله المغربيه بين المتصدر (الوداد البيضاوي) والمتذيل (اتحاد خميسات)، ويصل في تونس بين المتصدر (النادي الافريقي) وصاحب المركز الاخير (نادي جربه) الي 36 نقطه، هذا دون الحديث عن البطولات الكبري في اوروبا، علي غرار البطوله الفرنسيه التي يبتعد فيها الرائد باريس سان جرمان عن صاحب المركز الاخير لانس بـ38 نقطه كامله.

وباتت البطوله الجزائريه لموسم 2014/2015 هي الاغرب في تاريخ البطوله الجزائريه منذ بعثها موسم 1964/1965، فهي الوحيده في العالم التي يتحوّل فيها فريق من مرشح للتنافس علي اللقب، الي مهدد بالنزول في مباراه واحده، واحيانا خلال شوط فقطǃ وهي البطوله الوحيده التي نجد فيها اسوا فريق داخل القواعد (شبيبه القبائل) هو الافضل خارج ميدانه، فيما امل الاربعاء صاحب الصف الاول في ترتيب الانديه داخل القواعد، هو الاضعف خارج ميدانه.. وهي البطوله الوحيده التي نجد فيها صاحب افضل خط هجوم (مولوديه العلمه) هو ثاني اسوا دفاع، وهي البطوله الوحيده التي يتحوّل فيها اسوا فريق خلال مرحله الذهاب (مولوديه الجزائر) الي الافضل في مرحله العوده، وهي البطوله الوحيده التي يتحوّل فيها افضل فريق خلال مرحله الذهاب (مولوديه بجايه) الي الاسوا خلال مرحله العوده، وهي البطوله الوحيده التي يحتل لائحه هدافيها لاعب وسط ميدان (وليد درارجه) صاحب 14 هدفا، وينافسه قلب دفاع (علي ريال) صاحب 9 اهداف.

رقم قياسي عالمي في “الويكلو” وتغيير المدربين

البطوله الجزائريه هي البطوله الوحيده الذي تعجز كل المراهنين والمحللين والمتكهنين في ظل غرابه نتائجها، فكل فريق قادر علي الفوز علي اي فريق، فلم يعد للترتيب وعامل الارض والجمهور وغيرها من ثوابت كره القدم من منطق فيها، كما حدث عندما فازت الشلف، وهي في مؤخره الترتيب، علي وفاق سطيف بملعبه، وهو صاحب الصداره.

في البطوله الجزائريه ايضا، نجد المباراه المحليه الاهم والاشهر بين المولوديه والاتحاد تلعب ذهابا وايابا دون جمهور، وهو الامر نفسه الذي حدث مع “الداربي الوهراني” بين المولوديه والجمعيه الذي لعب دون جمهور (بفعل فاعل) ذهابا، في انتظار لقاء العوده، علما بان عقوبه “الويكلو” في الجزائر حطمت رقما قياسيا عالميا هذا الموسم، وهي التي لم تستثن سوي فريقين لحد الان (نصر حسين داي وشباب قسنطينه)، فيما خاضت شبيبه القبائل جل مبارياتها دون حضور الجمهور بسبب مقتل لاعبها ايبوسي في ملعب 1 نوفمبر (حادثه انفردت بها الملاعب الجزائريه ايضا).

وفي البطوله الجزائريه فقط، نجد مدربا يشرف علي 3 انديه تباعا، في صوره بوعلام شارف (انديه مولوديه الجزائر واتحاد بلعباس ثم اتحاد الحراش)، ويغير فيه نادٍ طاقمه الفني اكثر من اربع مرات (شبيبه القبائل التي تداول علي عارضتها الفنيه بروس ثم كاروف ثم شيكولوني ولعبان ووالام، قبل ان يعود كاروف مجددا).

وفي البطوله الجزائريه فقط نجد لاعبا اساسيا يغادر الفريق لفتره طويله، ثم يشارك اساسيا فور عودته الي الفريق (لاعب شبيبه القبائل العراقي كرار في مباراه فريقه امام وفاق سطيف)، ونجد في “بطوله العجائب” صاحب اعلي راتب في البطوله (يوسف بلايلي 450 مليون سنتيم) يغيب عن جل الحصص التدريبيه لفريقه، لكن ذلك لا يفقده مكانته الاساسيه.

وفي الجزائر فقط نجد صاحب اكبر تحويل في تاريخ الكره الجزائريه قدور بلجيلالي يلازم مقاعد الاحتياط (اتحاد العاصمه اشتري عقده من النجم الساحلي بـ350 الف اورو، وهو اغلي من صفقه تحويل سليماني الي سبورتينغ لشبونه).

وفي الجزائر فقط يتساوي لاعب صاعد من الامال براتب شهري متواضع مع صاحب اعلي راتب في فريقه، في المستوي والمردود (شيته من جهه وامير قرواي من جهه اخري في مولوديه الجزائر)، علما بان هذا الاخير (قراوي) الذي يتقاضي 350 مليون سنتيم شهريا، غاب عن عديد مباريات فريقه بسبب تحطيمه للرقم القياسي في عدد الانذارات التي اشهرها الحكام في وجهه (بطاقتان حمراوان و9 بطاقات صفراء).

ولا يسع المجال لذكر كل التناقضات التي تحملها بطوله الرابطه المحترفه الاولي، التي امتدت حتي لبطوله الدرجه الثانيه المحترفه، التي يكفي التذكير لمّا جارت نظيرتها الاولي في هذا “التميز”.

ويكفي الاشاره بمفارقه لا تحدث في اي بطوله اخري في العالم، اذ نجد رئيس فريق يتحوّل الي مدرب في فريق اخر (احمد سليماني الذي بدا الموسم رئيسا لوداد تلمسان، ويعمل حاليا مدربا لامل مروانه). ونجد رؤساء انديه سابقين، علي غرار عبد الحكيم سرّار ومراد لحلو، يتحوّلون الي مناجره ورؤساء انديه اخري. لكن الاهم والاغرب والافظع من كل ما سبق ذكره، ان البطوله الجزائريه هي الوحيده التي تدر اموالا طائله، ولا نعلم من اين تاتي هذه الاموال والي اين تذهب؟؟ǃǃ

11 نقطه تفصل الرائد عن المتذيّل

لا فرق بين البطل والنازل الا في الوان البذله

يتواجد خمسه عشره فريقا من اصل سته عشره في سلّم الثلاثينات في عدد النقاط قبل اربع جولات عن اختتام البطوله، ويضمّ رصيد المتذيّل نصر حسين داي ثلاثين نقطه، مقابل تسعا وثلاثين نقطه لثلاثي الوصافه مولوديه بجايه ومولوديه وهران واتحاد الحرّاش، ولم ينج سوي الرائد وفاق سطيف الذي تخطي سقف الاربعين قبل جولتين فقط.

بعد مرور ست وعشرين جوله من اصل ثلاثين المقرره في بطوله الرابطه المحترفه الاولي، لم يبلغ الفارق بين الرائد والمتذيّل سوي 11 نقطه، وهي سابقه في تاريخ البطوله الجزائريه منذ الاستقلال، تجعل كل الرهانات مشروعه بشان لعب اللّقب والادوار الاولي او بشان تفادي السقوط. فوفاق سطيف الذي يحتل المركز الريادي برصيد 41 نقطه، يواجه مطارده كوكبه من الانديه، فهو يتقدّم بنقطتين عن الثلاثي مولوديه بجايه ومولوديه وهران واتحاد الحرّاش، وباربع نقاط عن الثلاثي اتحاد الجزائر وجمعيه وهران وشباب بلوزداد، ما يرفع عدد الملاحقين الي سته انديه علي الاقل. واخلط نصر حسين داي، بالمقابل، كل الحسابات حين عاد بفوز من الاربعاء، فقد اصبح الفارق بينه وبين صاحبي المركز الثامن خمس نقاط فقط، وهو واقع يضع شبيبه القبائل وامل الاربعاء امام مفارقه غريبه، كونهما قريبين من رائد الترتيب وغير بعيدين عن المتذيّل، بمعني ان اي انتصار في الجوله المقبله سيرفع الشبيبه او الامل الي مصاف الانديه التي تطمح للعب الادوار الاولي، واي تعثّر سينزلهما الي درجه الانديه التي تتصارع من اجل تفادي السقوط. وبالعوده الي ما تقترحه الجولات الاربع من البطوله، فان ثلاثي المطارده تنتظره مباريات صعبه، حيث تلتقي مولوديتا بجايه ووهران في الجوله المقبله، ثم يواجه “الموب” منافسه اتحاد الجزائر في الجوله 28، علي ان يستقبل بعدها مولوديه العلمه، ويتنقل الي سيدي بلعباس في الجوله الاخيره. في حين يلعب مولوديه وهران “الداربي” امام الجار جمعيه وهران، ثم يتنقل الي العاصمه لمواجهه العميد، ويستقبل في الجوله الاخيره الرائد الحالي وفاق سطيف. في حين يخوض اتحاد الحراش مواجهتين محليتين امام مولوديه الجزائر ونصر حسين داي، علي ان يواجه شبيبه القبائل بتيزي وزو في الجوله ما قبل الاخيره، ويخوض “داربي” اخر في الجوله الاخيره امام شباب بلوزداد.

ولا يختلف حال الانديه الاخري عن ثلاثي المطارده، فاتحاد الجزائر يتنقّل الي بشار، ثم يستقبل “الموب”، علي ان يواجه “لازمو” في وهران، ويستقبل اولمبي الشلف. وهو برنامج يبدو صعبا لابناء “سوسطاره” من اجل البقاء في سباق اللّقب، ومن اجل ايضا ضمان الابتعاد نهائيا عن انديه ذيل الترتيب، كون كل انديه المقدّمه لا تزال مهدّده بالسقوط بلغه الحسابات.

الجوله المقبله ستكون مهمه في تحديد هويه الانديه النازله بنسبه كبيره، كونها تقترح مقابلتين ناريتين، تجمع الاولي بين اولمبي الشلف ومولوديه العلمه، والثانيه بين نصر حسين داي واتحاد بلعباس، في حين تقترح الجوله الاخري ايضا مواجهات مباشره بين الانديه المعنيه بالسقوط.

رئيس الرابطه المحترفه محفوظ قرباج لـ”الخبر”

“لا يوجد فرق بين نوادي الملايير والملايين”

قال رئيس الرابطه المحترفه لكره القدم، محفوظ قرباج، في تعليقه لـ”الخبر” علي المفارقات الكثيره التي سجلتها بطوله الموسم الجاري، انها دليل قاطع علي تقارب المستوي بين جميع الانديه المشكله لبطوله الرابطه المحترفه الاولي، وانه لا فرق بين الانديه الغنيه والاخري صاحبه الميزانيات الضعيفه. ودعا قرباج في معرض حديثه الي ضروره استخلاص الدروس من ذلك، قائلا “الذي صرف الملايير في وضعيه الفريق نفسه الذي صرف الملايين.. مستوي اللاعب الجزائري متقارب جدا، لا يوجد فرق حتي بين انديه الدرجه الاولي والثانيه، وهذا ما يجب ان يستخلصه مسيرو الانديه عندنا، وعليهم الكف عن تقديم مبالغ خياليه للاعبين”. وكشف قرباج بانه كان يتمني ان تكون الامور “اكثر” وضوحا قبل اربع جولات عن نهايه الموسم، متوقعا نهايه ساخنه، وتابع يقول “شخصيا كنت اتمني ان تكون الامور اكثر وضوحا فيما يخص البطل او الانديه المعنيه بالسقوط، لكن الاثاره ستبقي مستمره الي غايه الجوله الاخيره، ستكون نهايه موسم ساخنه علي الجميع”.

عمر بن طوبال، المدير العام لشباب قسنطينه

“تالق المهددين العلمه والشلف افريقيا دليل علي قوه بطولتنا”

خالف المدير العام لشباب قسنطينه، عمر بن طوبال، جميع الواصفين لبطولتنا الوطنيه هذا العام بـ”الضعيفه”، مؤكدا في تصريح لـ”الخبر” بان بطوله هذا الموسم هي البطوله الحقيقيه “التي نبحث عنها”، فتسييرها وبرمجتها يتمان بطريقه حسنه. كما ان التحكيم، حسبه، كان حسنا هذا الموسم، رغم بعض الهفوات. واكد بن طوبال بان بطولتنا ليست ضعيفه، كما يذهب اليه البعض، بدليل انه لا يوجد لحد الان من ضمن لقب البطوله او ضمن البقاء “والذين يقارنوننا بالبطولات الاوروبيه والفارق في النقاط الكبير بين الاوائل واصحاب ذيل الترتيب، عليهم الادراك بان الامكانيات الماديه للفرق المتعوده علي حصد الالقاب جد كبير ولا توجد مقارنه بينهم وبين باقي الفرق، علي عكس بطولتنا التي يتساوي فيها الجميع ومن جميع النواحي”. وحتي يبرر محدثنا تصوره اكثر، فقد اعطي مثالا بناديي جمعيه الشلف ومولوديه العلمه المتالقين في كاس افريقيا للانديه، رغم معاناتهما محليا، “وهذا اكبر دليل علي قوه بطولتنا”. وعن الفرق التي يرشحها للفوز باللقب، والاخري المهدده بالسقوط، فقد اوضح بن طوبال بان الامور لحد الساعه غامضه، وهناك عده فرق بامكانها الفوز باللقب، كما ان هناك عده فرق مهدده بمغادره الرابطه المحترفه الاولي.

كفالي مدرب مولوديه وهران يكشف

“المستوي المتقارب للانديه جعلنا نعيش هذا السيناريو”

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا