برعاية

تحليل| كيف غير إنريكي فلسفة برشلونة وتفوق على جوارديولا؟

تحليل| كيف غير إنريكي فلسفة برشلونة وتفوق على جوارديولا؟

- بالارقام.. "انريكي" افضل من جوارديولا

حتي كتابه هذه السطور، يسير برشلونه بلا توقف يُذكر في طريق التتويج بثلاثيه الدوري الاسباني وكأس إسبانيا ودوري ابطال اوروبا، حيث يحتل المركز الاول في الدوري بعد مرور 32 جوله، برصيد 78 نقطه، ويخوض يوم 30 مايو المقبل نهائي الكاس في معقله باستاد "كامب نو" في كتالونيا ضد أتلتيك بيلباو، اضافه الي اقترابه من التاهل للمربع الذهبي لدوري ابطال اوروبا بعد الفوز خارج ارضه علي مضيفه باريس سان جيرمان بنتيجه 3-1 في ذهاب ربع النهائي.. وبالارقام بات لويس انريكي افضل مدير فني في تاريخ برشلونه خلال اول 50 مباراه، متفوقاً علي الجميع بمن فيهم جوارديولا.

ولا تتوقف انطلاقه برشلونه في موسم 2014- 2015 عند نتائجه المميزه في البطولات الثلاثه علي صعيد جمع النقاط والتاهل للادوار النهائيه، بل هو صاحب ثاني اقوي هجوم في الدوري الاسباني (89 هدفاً) والثالث في دوري الأبطال (21 هدفاً)، ويمتلك اقوي دفاع في الدوري الاسباني (-19 هدفاً) وسكنت شباكه 7 اهداف في دوري الابطال، كما تُظهر الارقام الفرديه انسجام وتميز مثلثه الهجومي الملقب بـMSN والمكون من الارجنتيني ليونيل ميسي (46 هدفاً في 46 مباراه)، والبرازيلي نيمار دا سيلفا (28 هدفاً في 40 مباراه) والاوروجوياني لويس سواريز (19 هدفاً في 34 مباراه).. هذا عن الارقام الايجابيه الظاهره التي دفعت الجميع لترشيح برشلونه للفوز بالدوري والكاس ورفعت حظوظه كاحد اكبر المرشحين للفوز بدوري الابطال.

افضل المدربين في تاريخ برشلونه خلال اول 50 مباراه – من صحيفه "موندو ديبورتيفو" الكتالونيه..

اما عن الجانب المُظلم، المتمثل في توقف منظومه برشلونه علي اللعب بتوازن مع عجز مثلثه الهجومي عن هز شباك المنافس بغزاره، فقد سيطر علي المشهد خلال خساره البارسا في 4 مباريات علي يد ريال مدريد ثم سيلتا فيجو وريال سوسيداد في الدور الاول، ومالاجا في الدور الثاني، وتعادله سلبياً مع مالاجا وخيتافي في الدور الاول، وبنتيجه 2-2 مع اشبيليه في الجوله قبل الماضيه، وحتي خلال المباريات التي فاز فيها بشق الانفس كفوزه بنتيجه 1-0 علي فياريال في الجوله الثانيه، والميريا بنتيجه 2-1 في الجوله 11، وفالنسيا بنتيجه 0-1 في الجوله 13، وفي كلاسيكو الدور الثاني علي ريال مدريد بنتيجه 2-1، وعلي سيلتا فيجو بهدف جيرمي ماثيو في الجوله الـ29.

وتعي اداره برشلونه برئاسه جوسيب ماريا بارتوميو واللجنه الفنيه المسئوله عن فريق الكره بقياده الايطالي اريدو بريدا، والكثير من جماهيره حول العالم، وبالطبع المدير الفني للفريق لويس انريكي، مدي الازمه الصماء التي يعاني منها الفريق والتي قد تنفجر في وجه الجميع في لحظه ما كالقنبله الموقوته، وهو ما دفع الكثير من الجماهير للهجوم علي انريكي واتهامه بتنحيه فلسفه النادي جانباً، تلك الفلسفه المعتمده علي الكره الشامله وطريقه "تيكي تاكا" التي رفعت البارسا خلال حقبه المدير الفني الاسبق بيب جوارديولا الي مرتبه فريق الاحلام الذي فاز بكل شيء وبافضل اداء ممكن.. فهل هذه الاتهامات الموجهه الي انريكي صحيحه ؟ ام تجني علي الرجل الذي يسير علي الدرب الصحيح الي الان ؟

- "تيكي تاكا" جوارديولا وملامسه السماء

بدات الحقبه الذهبيه لبرشلونه "بيب جوارديولا" بمخاطره تعاقد اداره الناديه برئاسه خوان لابورتا في صيف 2008 مع قائد الفريق الاسبق جوارديولا الذي كانت خبرته التدريبيه ضحله للغايه، ويبدو ان اداره لابورتا كانت قد اعطت صلاحيات مُطلقه لـ بيب الذي تخلي علي اسطوره الفريق رونالدينيو وعدد من الحرس القديم الذين شاركوا في صناعه التاريخ مع فرانك ريكارد، مثل البرتغالي ديكو والايطالي زامبروتا واوليجير، ومنذ البدايه ظهرت ملامح فلسفه برشلونه تحت قياده بيب، الذي احكم سيطرته علي اللاعبين وراهن علي الارجنتيني الشاب ليونيل ميسي ليحل محل رونالدينيو في قمه التاج الكتالوني. 

العنوان الرئيسي لحقبه جوارديولا كان "الاستحواذ ثم الاستحواذ.. والفوز سياتي حتماً"، واعتمد بيب في مخططه علي تدريب ورفع كفاءه لاعبيه الي مستويات غير مسبوقه علي صعيد استلام الكره وتسليمها والتمرير السريع في المساحات الضيقه والاضيق والتحرك بالكره وبدونها لخلق مساحات لعب وحلول عديده في كل موقف، فاصبحت طريقه لعب برشلونه تعتمد علي المهارات الفرديه للاعبيه في اطار خططي مُحكم يعتمد علي كثره التمريرات والتمحور حول ثنائي الوسط ذوي المهارات فوق العاديه تشابي هيرنانديز واندرياس انيستا، وترك زمام التهديد لميسي واي مهاجم لعب الي جانبه مثل صامويل ايتو وتييري هنري وزلاتان ابراهيموفيتش وبيدرو رودريجيز وبويان كريكيتش ودافيد فيا.

جانب من تدريبات برشلونه علي التمريرات في عهد جوارديولا..

 جوارديولا الذي دخل في منافسه محتدمه مع البرتغالي خوسيه مورينيو علي احتلال صداره مدربي كره القدم عالمياً، لجا لاقتباس الجزء الاهم من فلسفه "الاستثنائي" بالاعتماد علي وسط الملعب وتفضيله علي الدفاع والهجوم، لكن مع نزعه هجوميه تختلف عن نزعه مورينيو الدفاعيه، بل ان جوارديولا اظهر ايماناً مطلقاً بالدفاع عن طريق ضغط المنافس في وسط ملعبه والهاءه بالدفاع عن مرماه، فظهر برشلونه في الكثير من المباريات الهامه بـ3 مدافعين فقط، وفي معظم مبارياته بلا مهاجم صريح، حين لجا بيب لاسلوب مهاجم الظل او "9 الخفي" التي تعتمد علي تناوب لاعبي الوسط علي لعب دور المهاجم بحسب كل موقف، فتحولت خطه برشلونه الي 3-4-3 و3-3-4 و3-1-6.   

جوارديولا الذي قاد برشلونه في 247 مباراه، فاز في 179 منها وتعادل في 47 وخسر في 21، وحقق 13 بطوله محليه وقاريه وعالميه، كان قد قاد فريقه لملامسه حد الكمال الكروي بالجمع بين الاستحواذ علي الكره وتقديم افضل اداء ممكن مع تحقيق الانتصارات والتتويج بالبطولات.

ضغط برشلونه علي دفاع ريال مدريد باستخدام تيكي تاكا..

- السقوط درجه وانكسار الانياب

خلال الفتره الاخيره لجوارديولا وخلال حقبه خليفته الراحل تيتو فيلانوفا، فقد برشلونه قوته الاسطوريه وبدا في السير بالقصور الذاتي، كنسخه باهته محفوظه للجيل الذهبي، نسخه تفوز بمهارات ميسي وانيستا وتشابي هيرنانديز وتخسر كفريق، ثم جاء الانحدار القاسي مع تولي الارجنتيني تاتا مارتينو، الذي تحول معه برشلونه لفريق استحواذ بلا انياب، فريق يستحوذ علي الكره بطريقه سلبيه لاضاعه الوقت او ربما لعدم قدرته علي ايجاد ثغره في خطوط المنافس وبالتالي لا يسجل اهدفاً وتستقبل شباكه الاهداف بسهوله بسبب هشاشه الدفاع وانفصاله عن الوسط.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا