برعاية

"الداهية بلاتر".. "رجل هذا الزمان" أم "أفسد أهل الأرض"؟

"الداهية بلاتر".. "رجل هذا الزمان" أم "أفسد أهل الأرض"؟

"برنامجي للترشح لفتره رئاسيه جديده هو تاريخي" هكذا كان عرضه لبرنامجه للترشح لفتره رئاسيه جديده لـ"فيفا.

شخصيه عالميه مثيره للجدل، ووجه غامض يدعو للتساؤلات، فانجازاته تجعله اسطوره اداريه في تاريخ كرة القدم، وما يحيط اسمه من اشاعات يجعله عرضه لان يكون الشخصيه الاكثر فسادا وتربحا من منصبها عبر تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولكن تبقي الاجابه حائره بين هذا وذاك، فهل هو "رجل هذا الزمان؟" ام انه "افسد اهل الارض؟".

السويسري جوزيف سيب بلاتر، والذي شهد العاشر من مارس 1936 مولده، والمتقن لخمس لغات، الفرنسيه، والانجليزيه، والاسبانيه، والايطاليه، الي جانب الالمانيه، لغته الام، والحاصل علي درجه بكالوريوس في ادارة الاعمال والاقتصاد من كليه الحقوق والدراسات التجاريه، وعلي الرغم من زواجه 3 مرات الا ان لديه ابنه وحيده.

بدا بلاتر مسيرته الاداريه كمسؤول العلاقات العامه في شركه "فالايزن" السياحيه في بلده سويسرا، واصبح لاحقا امينا عاما للاتحاد السويسري لهوكي الجليد في 1964، وتابع بعد ذلك النشاطات الصحفيه والعلاقات العامه في مجال الرياضه والصناعات الخاصه، وشارك في تنظيم الالعاب الاولمبيه لعامي 1972 و1976 كمدير للتوقيت الرياضي والعلاقات العامه في شركه "لونجينز" حيث اكتسب خبرته الاولي علي الساحه الرياضيه العالميه.

- بلاتر يضع اول قدم في "فيفا":

وجاء صيف 1975 معلنا بدايه علاقه بين بلاتر و"فيفا"، كمديرا للتطوير التقني انذاك، لتبدا اول مهامه بترجمه مشاريع الرئيس هافيلانج، وكان الوقت المناسب لطرحه افكاره في المسابقات والبرامج التعليميه، حيث تم وضع اسس مسابقتي تحت 20 سنه وتحت 17 سنه، وبطولات السيدات، وكره الصالات.

وبدا بلاتر في التوغل داخل اروقه الاتحاد الدولي لكره القدم، لتعينه اللجنه التنفيذيه عام 1981، امينا عاما، مستغلين لغاته المتعدده، وتمت ترقيته في 1990 الي منصب الرئيس التنفيذي، واقيمت 5 نسخ من كاس العالم تحت رعايته (اسبانيا 1982، والمكسيك 1986، وايطاليا 1990، والولايات المتحده الامريكيه 1994، وفرنسا 1998)، في الوقت ذاته لعب دوراً قياديا في المفاوضات لحقوق النقل التلفزيوني والعقود التسويقيه والتسويق الحديث لكاس العالم حتي عام 2006 الي جانب سلفه الرئيس جواو هافيلانج.

- انجازات العجوز السويسري مع "فيفا":

وفي نهايه شهر مارس 1998، دفعه الدعم الكبير من الاتحادات الاعضاء من مختلف الاتحادات القاريه الي اعلان ترشحه خلال مؤتمر "فيفا" في 1998 لمنصب الرئاسه، والتي فاز بها. وفي مايو 2002 تم اعاده انتخابه في سيول ليفوز بفتره رئاسيه جديده، واعيد انتخابه في 31 مايو 2007 لفتره رئاسيه ثالثه في زيوريخ بالتزكيه، وانتخب بلاتر لولايه رابعه يوم 1 يونيو2011.

بلاتر الذي مارس كره القدم بين عامي 1948 و1971، كلاعب بالدوري السويسري، وكان عضوا لمجلس ادراه نادي نوشاتيل كزاماكس بين 1970 و1975، وعضو نادي باناثلون، وعضو الجمعيه السويسريه للمحررين الرياضيين منذ 1956، وعضو اللجنه الاولمبيه الدوليه منذ 1999، واخيرا رئيسا للفيفا لـ16 عاما، لتتوج تلك الاعوام 23 عاما سبقتها من المناصب التي تولاها، ليعتبر العجوز السويسري واحد من الشخصيات الاكثر مهاره فيما يتعلق بالدبلوماسيه الرياضيه الدوليه، حيث وهب حياته لاداره كره القدم عبر السنين.فاداره 209 دوله في 6 اتحادات قاريه، ولهذه الفتره الطويله امر يجعله عقليه عالميه، تسير الامور، وتصنع الفارق متجنبه المشكلات، ففي عهده تم تنظيم نهائيات كاس العالم لاول مره في قاره اسيا (2002)، وايضا لاول مره في قاره افريقيا (2010)، ، وسيتم تنظيم كاس العالم في روسيا (2018) وفي العالم العربي (2022) ايضا للمره الاولي، والذي يعتبر استمرار منطقي لمسيره التطوير التي بداها.

ويضاف الي ما استحدثه في عالم كره القدم، التعديلات والتغييرات الهامه، ومنها كمثال ادخال تكنولوجيا خط المرمي والرذاذ المتلاشي كاحدث تعديلين تم العمل بهما. بافضافه الي كاس العالم للسيدات التي ستقام في كندا في عام 2015 سيضم 24 فريقا للمره الاولي، وممارسه اكثر من 30 مليون امراه وفتاه في جميع انحاء العالم للعبة كرة القدم. في العديد من البلدان،بالاضافه الي الندوات التدريبيه والاحداث التعليميه التي قامت فيفا بتنظيمها، والتي عقدت 579 حدث منها في عام 2014 وحده، وبرامج فيفا مثل "كره القدم من اجل الامل" و "كره القدم من اجل الصحه" ، وحمله "11 ضد فيروس ايبولا" والتي تم اطلاقها في غرب افريقيا عام 2014 والتي ساعدت الي حد كبير في تثقيف المواطنين بخصوص هذا الوباء.

وفي عام 1994، كان جوزيف بلاتر القوه الدافعه وراء شراكه مع قري الاطفال "SOS"، وهي جمعيات خيريه للاطفال دعمت ماديا وماليا من قبل "فيفا وتخدم في 132 بلدا حيث توفر حاليا الرعايه في 449 قريه، واستثمرت "فيفا" اكثر من 2 مليار دولار في مشاريع التنميه تحت رئاسته، وتوفير المساعدات المباشره علي شكل المعدات الضروريه لممارسه كره القدم في مخيمات اللاجئين، كما يشارك في مكافحه تشغيل الاطفال، ولهذا الغرض وقع "فيفا"، تحت قيادته، مدونه لقواعد السلوك مع منظمه العمل الدوليه التابعه للامم المتحده (ILO).

ليصبح "فيفا" منذ عام 1998 واحدا من المنظمات الاكثر ربحيه في العالم، بفائض مالي بلغ نحو 1.5 مليار دولار امريكي في نهايه السنه الماليه 2014، في الوقت الذي تعود فيه 70% من تلك الارباح كنفقات علي 209 اتحاد من اعضاء "فيفا"، بالاضافه لدعم هيئه تمويل لمشاريع التنميه، والتي برزت في نهائيات كاس العالم البرازيل 2014، بدا الاتحاد الدولي لكره القدم ايضا في تطبيق معايير لحمايه البيئه، التنميه الاجتماعيه وإدارة الفعاليات المستدامه، والامثله علي ذلك تشمل التعويض عن انبعاثات الكربون من قبل "فيفا" وايضا من المنظمين المحليين، وتم توزيع 18% من التذاكر علي ذوي الاحتياجات الخاصه والمحرومين اجتماعيا، كما تم اعاده تدوير 445 طن من نفايات الملاعب.

ويشغل جوزيف سيب بلاتر ايضاً مركز عضو مجلس إدارة المنظمه العالميه لمكافحه المنشطات وهو ممثل اللجنه الاولمبيه الدوليه في هذه المنظمه، حيث يشارك بنشاط في مجال مكافحه تناول المنشطات، ليبلور شعاراته التي خاض بها انتخاباته "كره القدم للجميع، الجميع لكره القدم"، و"من اجل اللعبه. من اجل العالم".

- بلاتر و دوامه الاشاعات:

شاب فوز بلاتر في انتخابات 2002 شائعات عن المخالفات الماليه والتعاملات خلف الكواليس، وبلغت ذروتها مع اتهامات مباشره بالرشوه، واتهمته الصحف البريطانيه بتقديم رشوه قيمتها 100000 الف دولار لنائب رئيس الاتحاد الأفريقي لكره القدم ورئيس الأتحاد الصومالي لكرة القدم، في انتخابات 1998 ايضا.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا