برعاية

دور الرياضي في «عاصفة الحزم»

دور الرياضي في «عاصفة الحزم»

سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا، ورياضيا، اصبحت وسائل الإعلام الجديد الاكثر تاثيرا في الاحداث من غيرها، وباتت مصدرا للحقيقه المستقله احيانا ومرتعا للشائعه العبثيه والمخطط لها احايين اخري.

من مميزات الوليد الجديد في الاعلام انه مفتوح لا يمكن لاحد احتكاره او السيطره عليه، اما ابرز ميزاته التي بز بها الاعلام التقليدي فهي قدرته الواضحه علي تحقيق الاتصال الجماهيري دون وسيط وبمساواه حقيقيه بين كل اعضاء المجتمع، ناهيك عن التفاعل الاسرع وبما لا يقارن بغيره اطلاقا.

تبرز الاحداث العامه، نجوما حقيقيين في الاعلام الجديد، لم تسنح لهم الفرصه في نظيره التقليدي، وتظهر اخرين فوضويين لم يجيدوا الامساك بالفرصه، فيتحولون مثل الزبد غثاء لا ينفع ويضر.

وسائل الاعلام الجديد تعتمد كلها علي شبكه العنكبوت "انترنت"، بدءا من المنتديات، مرورا بالصحف الالكترونيه والمدونات، وليس نهايه بتطبيقات التواصل الاجتماعي كـ "تويتر" و"فيسبوك" وغيرها. وقد استفاد كثير من الكتاب والمثقفين المبعدون او المحظور عليهم من تقديم نتاجاتهم عبر هذه القنوات فاصبحوا قادرين علي التاثير في القرارات والراي العام دون رقابه وبلا استئذان من احد.

في المجتمعات التي لم تحظ سابقا بقدر من حريه الراي، اُصيبت بما يشبه الصدمه الحضاريه في تعاطيها مع المنابر الجديده، وهي حاله مرضيه مفاجئه لن تستمر كثيرا، اذ سرعان ما يبدا المجتمع ذاته فرز الغث من السمين، ونبذ الطالح من الصالح ويتوقف عن صنع نجوم من الدهماء، وينتبه الي التفريق بين النتاجات الحقيقيه والفوضويه.

تشير احصائيه حديثه عن استخدامات وسائل الاعلام الجديد في السعوديه، الي ان ثلاثه ملايين ونصف المليون يستخدمون "فيسبوك، وان اعمارهم لا تزيد علي 25 عاما، بينما ترتفع النسبه في "تويتر" الي الضعف ونصفه، وهي ارقام لا يمكن الاستهانه بها في تشكيل وتلوين والتاثير علي الراي في الشارع.

عالميا، كان لـ "فيسبوك" التاثير الشعبي الاقوي في الثورات العربيه التي اكتسحت اربع دول عربيه فيما عرف بالربيع العربي، ونجح الناشطون في تكوين كتل اجتماعيه رافضه ومؤيده كان سلاحهم فيها الحرف فقط، بينما تشير الاحصاءات الي ان الجماعات المسلحه حول العالم تستخدم "تويتر" و"يوتيوب" اكثر وتوظف الكثير من اذرعها في هذين المعبرين الي المجتمعات.

.. هذه الايام وبلادنا تتقدم الركب في قتال المليشيات الحوثيه في اليمن، يبدو خطر "تويتر" واخواته علي النشء اكبر واضخم من دوي الانفجارات في كل البقع اليمنيه والحدوديه، ولا يمكن لمؤسسه الاعلام الرسميه ان تكتفي بدور المتفرج فقط، دون محاوله الامساك بدور قيادي وسط هذا الموج المتلاطم من الداعمين والمتربصين والمستهدفين. ولا يمكن ايضا ان تتولي المؤسسه الرسميه الدور لوحدها فالمهمه صعبه ما لم تتضافر فيها جهود فرديه وجماعيه.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا