برعاية

ما بعد المباراة | لماذا تأتي دائماً متأخراً يا آرسنال "فينجر"؟

ما بعد المباراة | لماذا تأتي دائماً متأخراً يا آرسنال "فينجر"؟

تحليل لابرز ايجابيات وسلبيات قمه المدفعجيه ضد ابناء اماره الاغنياء

في واحده من اجمل وامتع مباريات هذا الموسم، تمكن ارسنال من تحقيق الفوز علي موناكو بهدفين نظيفين في مباراه اياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا التي جرت علي ملعب "لويس الثاني"، ليخسر الفريق اللندني بطاقه العبور لربع النهائي، لكنه رد اعتبار بعد هزيمته في مباراه الذهاب بنتيجه 3-1، وبهذه النتيجه يتاهل الفريق الفرنسي للدور القادم بافضله احتساب الهدف باثنين خارج القواعد.

المباراه حفلت بالعديد من اللقطات والفرص وكذلك الملاحظات علي اداء الفريقين نسردها معًا فيما يلي..

 ايجابيات | ايجابيات | قراءه فينجر، وسطوع عبد النور

■ قبل الخوض في الامور التكتيكيه للمباراه، يجب ان نتوقف عند عوده ارسنال المتاخره دائماً مع مدربه الفرنسي ارسن فينجر، بالذات في السنوات الاربع الماضيه التي عجز خلالها علي تخطي دور الـ16 لدوري الأبطال، هل يُعقل ان مدرب كبير بحجم الاستاذ لم يتعلم من اخطاء الماضي بعد، سؤال..هل هناك فارق بين سيناريو هذه المباراه وسيناريو الموسم قبل الماضي امام بايرن ميونخ؟؟ بالتاكد لا..نفس المشهد نفس الاحداث والنتيجه واحده، وهي العوده المتاخره التي تُصيب الانصار بكل امراض العصر.

■  اليوم..ظهر الوجه الحقيقي لارسنال، لكن المحصله "صفر"، وهذا بسبب كارثه مباراه الذهاب التي خسرها المدفعجيه بثلاثيه مقابل هدف، اما اليوم، شاهدنا "رغبه، حماس وقتال" تقريباً من كل اللاعبين بدون استثناء، ولو حالفهم الحظ قليلاً..لفازوا باكثر من ثلاثه اهداف علي اقل تقدير، لكن غياب التوفيق عن جيرو وويلبيك في بعض الفرص، بالاضافه الي تعملق عبد النور، حال دون انهاء ارسنال لعقده الدور ربع النهائي.

■   من ابرز ايجابيات المباراه، قراءه فينجر للمباراه، ففي كثير من الاوقات سار مع المباراه بشكل صحيح، فعلي سبيل المثال، عندما شعر ان ويلبيك ليس نشيطاً في اليسار ونفس الامر بالنسبه لاليكسيس سانشيز في اليمين، قام بتغيير مراكزهما بعد مرور 25 دقيقه من زمن الشوط الاول، وبعد هذا التدخل، تحول اداء المدفعجيه الي الافضل، وتمكن الفريق من تسجيل هدف التحرير، واضاع فرص اخري كانت كفيله بقتل معنويات ابناء الاماره قبل الذهاب الي غرفه خلع الملابس بين الشوطين، وهذا بفضل تفوق ويلبيك الكاسح علي الظهير الايسر كورزاوا الذي فشل في مجاراه مهاجم اليونايتد السابق.

■   يُحسب لفينجر انه اعد فريقه بشكل جيد لهذه المباراه، والدليل علي ذلك هو جراءه اللاعبين وتماسكهم امام الجماهير الفرنسيه، فمن شاهد المباراه ولا يعرف الملعب، يظن ان ارسنال يلعب علي ملعبه ووسط انصاره، وان موناكو هو الضيف، وهذا بسبب الضغط الهائل الذي مارسه رفاق جيرو علي فريق الاماره في اغلب اوقات المباراه، غير انه بدا اثناء المباراه ان لاعبي ارسنال كانوا علي علم بالسيناريو الذي سيحدث، ففي اول 15 دقيقه، لم ينجرف الفريق الي الامام، رغم ان الجميع كان يتوقع ان يبدا اصحاب الجزء الاحمر من شمال لندن بهجوم كاسح لتعويض كارثه الامارات.

لكن رجال فينجر دخلوا المباراه بشكل تدريجي لتفادي اهدار مجهودهم، وشاهدنا كيف امتلكوا زمام الامور بعد منتصف الشوط الاول حتي وقت اطلاق صافره اول 45 دقيقه، فقط خسروا معركه الوسط في بدايه الشوط الثاني بعد التغييرات التي اجراها ليوناردو جارديم باشراك كاراسكو وبرناردو سيلفا علي حساب مارتيال وبيرباتوف، حتي انه في تلك الدقائق تقاربت خطوط موناكو الثلاثه من بعضها البعض، عكس ما كانت عليه في الشوط الاول، حيث كانت هناك فراغات كبيره بين رباعي الدفاع والوسط ، بسبب بطء تولالانا واهتمام موتينيو بالادوار الهجوميه فقط، بالاضافه الي الحاله السيئه التي كان عليها كوندوجبيا، رغم انه كان من نجوم مباراه الذهاب.

لان كشاف النجوم كان في قمه تركيزه اليوم، نجح في استعاده معركه الوسط بعدما اشرك رامسي ووالكوت بدلاً من ويلبيك وكوكيلين، صحيح لدي علي المستوي الشخصي تحفظ علي استبدال ويلبيك، وكنت اعتقاد انه من الافضل الابقاء عليه لاستفاده من طاقته التي دمرت دفاعات الخصم في الشوط الاول، لكن علي ما يبدو ان فينجر فَضل خيار امتلاك الكره في وسط الملعب ومحاوله ضرب الدفاع من العمق او من عرضيه لجيرو، وهكذا واصل الضغط علي موناكو حتي الثواني الاخيره التي كاد خلالها يُسجل هدف الصعود للدور القادم، وايضاً كان من الممكن ان تستقبل شباكه علي الاقل هدف من انطلاقات الصاروخ كاراسكو الذي خلخل دفاع المدفعجيه بسرعته الفائقه.

الايجابيه الابرز في موناكو، تبقي في تعملق المدافع التونسي ايمن عبد النور، فهذا الوحش ذاد عن دفاعه ببساله يُحسد عليها، كيف لا وهو صاحب الفضل في افساد اغلب هجمات ارسنال، وشاهدنا كيف انقذ الشباك ببراعه بفضل تدخله الحاسم في تصويبه ويلبيك التي اعقبت الهدف، فلو عبرت تلك الكره الشباك، كانت النتيجه ستُصبح 2-0 لارسنال قبل انتهاء الشوط الاول، الامر الذي كان من الممكن ان يتسبب في تدمير معنويات لاعبي موناكو طوال الشوط الثاني، كما اننا لم نتحدث عن قتاله وكفاحه مع جيرو ومع لاعبي ارسنال القادمين من الخلف، فقط يُمكنني القول بانه لولا تالق عبد النور وظهوره بهذا المستوي الاستثنائي، لما ترشح فريقه الفرنسي للدور ربع النهائي، واتصور انه سيكون علي اعتاب مرحله جديده من حياته الاحترافيه لانه يقضي موسمه الاخير في الاماره...فهل اعين كبار اوروبا تراقبه ام لا؟؟ سؤال ستُجيب عليه الايام القادمه.

 صحيح شباك سوباسيتش استقبلت هدفين، لكنه يبقي من نجوم المباراه الحقيقين، فهو شانه شان زميله عبد النور، وهذا بفضل تصدياته الرائعه، والتي كان ابرزها ابعاده لراسيه جيرو التي اعقبت هدف رامسي الثاني، هذا بخلاف تعامله الرائع مع اغلب العرضيات التي اُرسلت من اليمين واليسار.

 ايضاً..يستحق النجم الالماني مسعود اوزيل اشاده خاصه لانه اظهر معدنه الحقيقي في هذه المباراه، فهو بذل كل ما في وسعه علي مدار الـ90 دقيقه، وكان من انشط اللاعبين في الثلث الاخير من الملعب، وايضاً كان ايجابياً بصوره افضل من الصوره التي كان عليها منذ عودته من الاصابه، ولاحظنا خطورته كلما اقترب من جيرو وسانشيز في الثلث الاخير من الملعب، حتي انه رد بشكل عملي علي كل من اتهمه بضعف لياقته البدنيه، بركضه الدائم حتي الثانيه الاخيره من عمر المباراه.

■   تحدثنا كثيراً عن ايجابيات ارسنال في المباراه، لكن كانت هناك بعض السلبيات، مثل التفنن في اهدار الفرص السهله، كالفرصه التي لا تُعوض التي اهدرها جيرو بغرابه شديده قبل انتهاء الشوط الاول، من المفترض انه علي علم بانه يجب استغلال انصاف الفرص، فما بالك بفرصه لا تضيع من مهاجم شاب لم يتجاوز الـ20 عاماً، كالتي وضعها بين ايدي سوباسيتش وهو علي خط منطقه الست ياردات، وما يُثير الدهشه انه سجل من زاويه مستحيله وبقدمه اليمني...ما هذا يا جيرو؟؟

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا