برعاية

"Anchor man".. الجندي المجهول في كرة القدم

"Anchor man".. الجندي المجهول في كرة القدم

من سيُخلف ماتيتش في نهائي كاس الرابطه؟ كان هذا السؤال هو الاشهر علي الاطلاق، قبل ساعات قليله من انطلاق المباراه التي فاز بها تشيلسي علي توتنهام بهدفين دون رد. مع اجابه مورينيو في ويمبلي، زوما هو الحل. ومع هجوم من توتنهام مقابل دفاع وتحفظ من تشيلسي، نجح الزرق في اغلاق كافه الطرق المؤديه الي مرماهم، ولعب مورينيو علي ايقاف تحركات وخطوره نجم توتنهام، كريستيان إريكسن، في وبين الخطوط، امام منطقه وسطه وخلف توامه الهجومي كين، وكان السر في كورت زوما.

ورغم ان كره القدم في كل الاوقات تسير في طريق الاهداف وصناعتها، ويخطف نجوم التهديف الكاميرات من الجميع، بالاضافه الي ملوك الرقم 10 الذين يقدمون الهدايا للبقيه، ويتقمصون شخصيه "بابا نويل" في مختلف المباريات المعقده، الا ان هناك رقعه تقدير خاصه، وبقعه احترام مضيئه، لهؤلاء الذين يقومون بدور فعال ومحوري في الخطوط الخلفيه من الملعب، وبالتحديد جنود الارتكاز في الثلث الدفاعي، او فيما يُطلق عليهم تكتيكياً مصطلح الـAnchor Man.

انه اللاعب الذي يُمثل صمام الامان بالنسبه للفريق، وحجر الاساس الذي تنتهي عنده كل هجمات الفريق المنافس، مع قدرته علي تثبيت اقدام النجوم هجومياً، بالتغطيه الفعاله والقيام بالشق الدفاعي الكامل، لذلك تنطلق الاسماء الكبيره في الثلث الهجومي بحريه بدون رقابه، بسبب وجود من يحمي ظهرهم في الخلف. تكتيك الرجل الكبير Big Man والرجل الصغير Little Man.

لغوياً، المرساه اداه غالبا ما تصنع من المعدن وتستخدم في تثبيت السفينه في قاع المياه في نقطه محدده. واذا حولنا هذا المعني كروياً، ووضعناه في سياق قواعد وقوانين كرة القدم، فاننا امام حاله نيمانيا ماتيتش مع فريق تشيلسي هذا الموسم، الارتكاز الذي بدا حياته الكرويه كصانع لعب صريح ولاعب وسط هجومي حاد، لكن كل شيء تغير علي يد العبقري سيئ الحظ، خورخي خيسوس، مدرب بنفيكا.

وصل ماتيتش الي قمه تالقه الكروي في نهائي الدوري الاوروبي 2013 بين تشيلسي وبنفيكا، المباراه التي خسرها الفريق البرتغالي بهدفين مقابل هدف. سيناريو اللقاء اجبر مسؤولي تشيلسي علي ضروره استعاده نيمانيا مره اخري، بسبب قدراته الدفاعيه الخارقه وقوته في قطع الكرات، وافتكاك الهجمات، وكسر فرص المنافس، والمواجهات الهوائيه السليمه.

رقمياً، قام ماتيتش بعمل 74 عرقله مشروعه، و40 لعبه هوائيه، و55 افتكاكا للكره، و79 تشتيتا، في 25 مباراه فقط، وهذه الادوار القويه تساهم في اراحه زميله سيسك فابريجاس، وجعله اقرب للهجوم، مما يُحسّن من الشكل الاخير للفريق اللندني، لكن هل كانت هناك ادوار تكتيكيه قديمه تشبه ما يقوم به كل من ماتيتش وزوما؟

يعتقد الكثيرون ان باتريك فييرا هو الحلقه المفقوده في تشكيله ارسنال بعد رحيله، خصوصاً ان الوسط تاثر كثيراً بغياب الفرنسي، وغاب عن البطولات الكبيره، بعد رحله تالق تاريخيه وموسم 2004 الذي لا يتكرر بسهوله، مع خطه 4-4-2 لارسين فينجر، والايام الخوالي رفقه النجوم الكبار، تيري هنري، لوينبرج، بيرجكامب، فييرا، بيريس، كول، وعمود الفريق القوي جلبيرتو سيلفا.

نعم.. سيلفا هو الرجل الذي لم يعوضه المدفعجيه حتي اليوم، لاعب الارتكاز القوي القادر علي قطع الكرات وكسر هجمات الخصم، واعطاء الحريه الكامله لزملائه في الحركه والهجوم. لعب البرازيلي دور الجندي المجهول في مونديال 2002، وساهم كثيراً في تحسن مستوي زميله وشريكه كليبرسون في منطقه الارتكاز، لينتقل الي انجلترا ويصنع المجد مع الاستاذ الفرنسي في ملعب الهايبري.

"لم احب ابدا الدفع بالثنائي فييرا وسيسك جنباً الي جنب، ليس لسبب نفسي، بل لانهما يصعدان كثيراً للامام، ويتركان العمق الدفاعي من دون رقابه" يتحدث فينجر عن ارسنال الالفيه الجديده. ويضيف قائلاً "وحده جيلبرتو سيلفا كان بمثابه الضاله بالنسبه لي، لانه يفهم معاني الارتكاز، ويربط الخط الدفاعي بالكامل". لذلك مثّل سيلفا اقوي ادوار الـAnchor Man في السنوات الماضيه.

يمتاز لاعب، مثل مودريتش، بقدرته علي تغيير نسق اي مباراه، وقلب تحركاته، لكي يتواجد دائماً في الفراغات التي يتركها المنافس، لذلك من الصعب جداً رقابته، لانه صانع لعب غير تقليدي، سريع ومتحرك في كل مكان بالملعب. وكما يتالق الان مع ريال مدريد، فان الكرواتي كانت له صولات وجولات في الدوري الانجليزي، وبالتحديد مع فريق توتنهام، ومن اسباب تالق لوكا وجود لاعب ارتكاز قوي خلفه في معظم المباريات الكبيره.

يحترم المدرب البرتغالي، فيلاس بواش، كثيراً اللاعبين الدفاعيين في المنتصف، ويؤكد ان مودريتش حصل علي كامل الحريه، بسبب وجود لاعب اخر يدعمه امام رباعي الدفاع، لذلك ارتبطت نجاحات الكرواتي بزميله الـAnchor داخل قلعه السبيرز. وخلال مباراه توتنهام وميلان في دوري ابطال اوروبا 2011، وضع المدرب هاري ريدناب كامل رهاناته علي نجميه مودريتش وفان دير فارت، لكن بوجود الارتكاز ساندرو في الخلف.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا