ليڤربول بالمصري - الانتقالات في 10 خطوات.. عن "كوستا وصلاح والحمر"

كلنا نلعب Football Manager أو نعرفها علي الأقل بكل ما فيها من محاكاة للواقع ومتعة كبيرة عند نجاحك في الحصول علي توقيع لاعب سعيت وراءه طويلاً لفريقك الذي تدير أموره الفنية والمالية.

شــاهد ايضــا صلاح يخرج مجددا من قائمة تشيلسي أمام ليفربول بالفيديو - إيفانوفيتش يلكم ليفربول بالقاضية ويصعد بتشيلسي لن... ستوريدج: جيرارد سيدرب ليفربول يوما ما بالفيديو - ليفربول يواصل صحوته في ليلة عودة "الراقص" ستوريدج

بدءاً من استكشافك لهذا اللاعب ومتابعة أرقامه وإحصائياته من أجل معرفة مدي مناسبته لفريقك ثم تبدأ في تقديم عرضك المالي والتفاوض مع فريقه مع الاستماع لمطالب اللاعب نفسه بالطبع وفي النهاية قد يُقبل عرضك أو يتم رفضه وبالتالي تأخذ قرارك بصرف النظر عن الصفقة أو إعادة الكَرّة من جديد..

الواقع أكثر تعقيداً من ذلك.. عامل الوقت هو المحرك الأساسي لأي صفقة وفي مثل هذا التوقيت من كل عام عند غلق باب الانتقالات الشتوية في منتصف يوم الإثنين الثاني من فبراير من المتوقع أن نرى تزايد معدل الصفقات المنتهية في صالحك أو علي غير رغبتك..

ولما كان ليڤربول في غير حاجة مُلحة لدخول سوق الانتقالات الشتوي بحسب رغبة مديره الفني براندان رودجرز.

دعونا نلقي نظرة عامة عن كيف تسير الأمور في أي صفقة من البداية للنهاية في 10 خطوات مع ضرب الأمثلة بصفقات ليڤربول في السنوات الأخيرة من أجل الوصول إلي التصور الأفضل عن مدى نجاح مسؤولي ليڤربول في إدارة شؤون التعاقدات..

العنصر الأكثر غموضاً في أي صفقة وهو الأهم كذلك، إذا كنت ترغب في التأكد من مدي نجاح أي لاعب فعليك بكل تأكيد أن تتابعه بدقة قبل ضمه إلي فريقك..

قديماً كنت ترسل كشّافيك لمتابعة اللاعب مع فريقه الحالي من المدرجات مع تسجيل ملاحظاتهم عنه وتقديم تقرير شامل إلي المدير الفني يعتمد في الأساس علي التقدير الشخصي لذلك الكشّاف الذي أوفدته للمتابعة.

حديثاً تلاشي كل ذلك فقد أصبح من السهل جداً أن تجمع تحليلات إحصائية مفصلة عن أي لاعب تريده علي مستوي مسيرته السابقة بالكامل بدون أن تتحمل حتي عناء السفر لمتابعته، ويعد برنامج Scout7 هو الأشهر في هذا المجال ويستخدمه العديد من الأندية حالياً..

الأمر لا يتوقف علي الاستكشاف الفني فقط، من المهم جداً أن تدرك تفاصيل الحياة الشخصية لهدفك لمعرفة مدي تأقلمه المتوقع مع الحياة داخل مدينتك، كذلك معرفة اهتماماته الأُسرية ونوعية أصدقاءه لتفادي المشاكل المستقبلية..

هل تحمل أحد مسؤولينا عناء استكشاف صفقة ماريو بالوتيلي قبل إتمامها؟!! بالطبع لا.. ماريو يسير من سيئ إلي أسوأ علي مدار مسيرته..

بعد انتهاء مرحلة الاستكشاف وبالتالي الاستقرار علي اسم اللاعب المراد ضمه تبدأ الخطوة الثانية ألا وهي محاولة ضم اللاعب وتكون بمخاطبة النادي مالك الحق في اللاعب بصفة رسمية موضحاً رغبتك في الحصول علي اللاعب سواء عن طريق الشراء النهائي أو الإعارة لفترة مؤقتة.

وتختلف محاولات الشراء بحسب سياسة النادي المشتري فمن الممكن أن تتضمن المحاولة عرضاً مالياً أو تأجيل ذلك حتي يتم التأكد من رغبة الطرف الثاني في إمكانية الاستغناء عن اللاعب.

من المتعارف عليه في هذه الخطوة أن تتم عن طريق تكلفة أحد الوكلاء بالتحدث نيابة عن النادي كوسيط بين الأطراف المختلفة..

من أحدث الأمثلة علي تلك الخطوة هي محاولة ليڤربول الارتباط بالمهاجم داني إنجس لاعب بيرنلي والتي توقفت عند كونها مجرد محاولة لرفض بيرنلي الاستغناء عن اللاعب تماماً

3. التأكد من رغبة اللاعب في الانتقال

تنص قوانين الانتقال أنه يُحظر تماماً علي أي نادي محاولة الاتفاق مع أي لاعب علي الانتقال إليه طالما كان هذا اللاعب علي ذمة نادي آخر إلا بالحصول علي موافقة مكتوبة من النادي صاحب الحق في اللاعب..

واقع الأمر بطبيعة الحال مختلف تماماً، لا يتحرك أي نادي تجاه لاعب ما إلا إذا كان قد خاطب وكيله علي أقل تقدير باستطلاع رغبة اللاعب في الرحيل عن فريقه من عدمه وكذلك من أجل معرفة حدود طلباته المالية التي تحدد بالطبع فرص الاستمرار في الصفقة..

محاولة ليڤربول ضم دييجو كوستا من أتليتيكو مدريد قبل موسمين تأتي كمثال واضح علي تلك الخطوة..

يبدأ المدير الرياضي للنادي الراغب في الشراء جلسات التفاوض مع نظيره في النادي البائع ووكيل اللاعب كذلك، وتكون المناقشات متعلقة بالجوانب المالية كرسوم الانتقال وراتب اللاعب والمكافآت وما إلي ذلك من مزايا وإضافات أخري..

لا يشارك اللاعب في تلك الخطوة فهو لا يناقش الأمور المالية عادةً طالما توفرت رغبته المبدئية في الانتقال.

واقعياً تلك الخطوة هي حجر الزاوية في إتمام عملية الانتقال ويجب علي النادي الراغب في الشراء إتمامها سريعاً لتفادي دخول أندية أخري راغبة في اللاعب مما يؤدي لارتفاع سعره والوصول لمرحلة المزايدة..

من أكثر الأمثلة وضوحاً علي ذلك صفقتي البرازيلي ويليان والمصري محمد صلاح اللتين خسرهما ليڤربول لمصلحة تشيلسي تحديداً.

بطبيعة الحال يكون اللاعب هو الطرف الأهم في صفقة الانتقال، فهو من ستختلف حياته تماماً بعد إتمام الصفقة وبالتالي يكون لديه عدة اعتبارات غير مالية بالتأكيد..

المشاركة المستمرة في المباريات، تعلم لغة جديدة، مدي توافقه مع المدير الفني لفريقه الجديد، سياسة النادي في التعاقدات مع نجوم آخرين، إمكانية الفوز بالبطولات واللعب في دوري الأبطال، المدينة التي سيعيش بها ومدي توافق أسرته مع ذلك، كل ماسبق من جوانب يضعها اللاعب في اعتباره ويدرسها جيداً لاتخاذ قرار انتقاله..

يأتي أليكسيس سانشيز علي رأس اللاعبين الذين فشل ليڤربول في ضمهم لصالح أرسنال لتفضيله الحياة في لندن عن مدينة ليڤربول الساحلية..

وكيل اللاعب هو الشخص الذي يري نفسه دائماً يحقق رغبة موكله بأفضل طريقة ممكنة، وبالتالي عند فشل أي صفقة انتقال عليك بالبحث دائماً عن وكيل اللاعب فهو السبب بالتأكيد..

الشخص الذي يستغل قدرته في السيطرة علي اللاعب والتفاوض باسمه مع كل الأطراف هو الجزء الأهم في صفقة الانتقال، علي النادي الراغب في الشراء أن يحسم الأمور تماماً مع الوكيل من أجل تسهيل باقي الخطوات..

ليڤربول تحديداً قام بدفع ما قيمته 14.3 مليون جنيه إسترليني كعمولات للوكلاء في أخر فترتي انتقالات..

العلاقة دائماً معقدة بين وسائل الإعلام وموسم الانتقالات، الحب والكراهية في آن واحد هما سر العلاقة.. تكثر الأخبار والقصص في موسم الانتقالات وهو ما يحبه الصحفي الرياضي بكل تأكيد، ولكنه يكرهه كذلك عندما يجد نفسه تائهاً في بحر من الشائعات والأخبار المسربة من مصادر غير موثوقة..

من الممكن أن تؤثر وسائل الإعلام كثيراً علي إتمام صفقة الانتقال، كما ساهمت كثيراً في دفع مبالغ طائلة ورفع سعر اللاعب نتيجة للمبالغة في تغطية أخباره..

الصحافة الإنجليزية تنحاز دائماً للاعبين البريطانيين وتضعهم في مصاف النجوم مبكراً بدون استحقاق فعلي، ويأتي أندي كارول المنتقل من نيوكاسل إلي ليڤربول قبل أربعة مواسم كأبرز مثال علي ذلك..

8. الكشف الطبي وتصريح العمل

العقبة الأخيرة في إتمام أي صفقة هو الفحص الطبي وربما تصريح العمل لبعض اللاعبين الآخرين، وعادة ما كانت تلك الخطوة صارمة إلي حد كبير وتحظي إجراءاتها بمتابعة كبيرة لأهميتها..