برعاية

«كان 2015» والإيبولا .. العرض يجب أن يستمر!

«كان 2015» والإيبولا .. العرض يجب أن يستمر!

"العرض يجب ان يستمر".. مبدا يعرفه كل صانعي الترفيه ومحترفي الرياضه، فلا يهم ما الذي حدث او سيحدث، سواء كانت اصابه تعرض لها احد المشاركين او قرار لاعب بالاعتزال او انسحاب فريق من بطوله حتي ولو كان البلد المضيف او ايضا مرض الايبولا، فلا يمكن هدم مجهود جماعي استغرق اعداده سنوات لاي سبب من الاسباب.

وفي عالم الرياضه تحديدا، يقول التاريخ انه مهما تعاظم حجم فريق او منتخب قرر الانسحاب من اي بطوله كبري ومهما تنوعت اسبابه ومعطياته وظروفه سواء في كره القدم او الاوليمبياد علي سبيل المثال، فان هذا لا يعني بالتبعيه فشل الحدث، بل ضروره السير في تنظيمه كما لو ان شيئا لم يحدث من اجل تحقيق النجاح المطلوب.

ويمكن تطبيق هذا الامر علي حاله المغرب التي كان وقع الاختيار عليه لاحتضان كأس الأمم الإفريقية (كان 2015) ولكنه طالب بتاجيل اقامته لتخوفه من مرض الايبولا وتفشي حالات العدوي بالفيروس المميت اثناء الحدث الكروي، الا ان الامر قوبل بالرفض من الاتحاد الافريقي، الذي قرر اسناد التنظيم لغينيا الاستوائيه وحرمان البلد العربي من المشاركه.

قضيه "المغرب والايبولا وكان" لها وقائع مشابهه في التاريخ، ليست متطابقه تماما ولكنها تؤكد ضروره الحفاظ علي مبدا استمرار العرض مهما كانت الظروف في مختلف الرياضات وشتي انحاء العالم، سواء كان المنسحب هو البلد المضيف او احد المشاركين في ظل تنوع الاسباب بين امنيه او سياسيه وغيرها.

ربما تعد واقعه انسحاب السعوديه من منافسات النسخه العاشره من كاس الخليج التي احتضنتها الكويت عام 1990 واحده من اشهر هذه الحوادث في تاريخ الرياضه العربيه، التي تزخر بانسحابات متنوعه في منافساتها علي صعيد المنتخبات والانديه، وايضا المشاركات الدوليه في البطولات والاحداث الكبري.

شعار الدوره الذي اختارته الكويت كان السبب وراء قرار السعوديه في الانسحاب، حيث يظهر فيها جوادان معروفان باسم (عبيان وشويمه) يعتبران رمزا لنزاع كان نشب بين البلدين عام 1920 في معركه عرفت باسم الجهراء، حيث اعتبرت الرياض الامر بمثابه اعاده فتح لملفات قديمه لا داعي لها لتتخلي عن خوض منافسات البطوله.

وشهدت نفس النسخه من البطوله انسحاب المنتخب العراقي بعد ان لعب ثلاث مبارايات تعادل في اخرها امام الامارات ولكنه ادان بعدها تعرضه لما اسماه بظلم تحكيمي ليتخذ قرار الانسحاب وتشطب جميع نتائجه، ولكن فعاليات البطوله لم تتوقف علي هذا او ذاك واستانفت لتتوج الكويت باللقب.

الانسحاب لا يصبح كارثيا حتي في حاله الاعتذار عن تنظيم بطوله ما وهو ما حدث في كاس الخليج 2013، حيث كان يفترض ان يستضيفها العراق الذي تراجع عن هذا الشرف بسبب سوء الاوضاع الامنيه لتتولي البحرين تنظيم الحدث الذي انتهي بتتويج الامارات ونجاح البطوله.

تعد بطولة كأس العالم 1950 لكره القدم التي احتضنتها البرازيل خير مثال علي ان مساله الانسحابات التي قد تقوم بها الفرق او المنتخبات مهما تعاظمت اهميتها او قوتها لا يجب بالتبعيه ان تؤثر علي نجاح الحدث.

جاءت هذه البطوله بعد ان كان جانب كبير من الدول المشاركه اصيب بالانهاك نتيجه للحرب العالميه الثانيه وتبعاتها وفي ظل ازمات ماليه حاده عصفت باغلب اتحادات المنتخبات المشاركه.

تكفي الاشاره الي ان البطوله وهي لا تزال في طور التصفيات كانت تعاني، حيث رفضت منتخبات الاتحاد السوفيتي وتشيكوسلوفاكيا والمجر، وكلها كانت تعتبر من القوي العظمي في الكره حينها، الاشتراك في هذه المرحله.

كما انه وبعد اجراء القرعه انسحبت منتخبات الاكوادور وبيرو والارجنتين، الاخيره بسبب خلاف مع البرازيل البلد المنظم، بجانب ايضا منتخبات بلجيكا والنمسا واندونيسيا والفلبين وبورما التي اقدمت علي اتخاذ نفس الخطوه.

المثير في هذه المساله انه حتي بعد انتهاء التصفيات لم يتوقف الامر عند هذا، حيث اتخذت الهند، التي تاهلت بالتزكيه، وفرنسا التي كانت استدعيت للمشاركه بعد انسحاب اسكتلندا وتركيا، ايضا قرارا بعدم المشاركه لاسباب ماليه وماديه تتعلق بتكاليف السفر لامريكا الجنوبيه.

لم تلغي البطوله علي الرغم من كل هذه الاحداث او تتاثر واقيمت بمشاركه 13 فريقا وشهدت نهائي الـ"ماراكانازو" الشهير في حضور اكثر من 100 الف متفرج بين اوروجواي والبرازيل، وهو الحدث الذي يعرفه كل عاشق للرياضه عموما وكره القدم خاصه حتي ولو بالاسم فقط.

ولا تعد ظاهره الانسحابات غريبه علي دورات الالعاب الاوليمبيه، ولكنها علي الرغم من هذا لم تؤثر علي نجاحها، وخير مثال علي هذا اوليمبياد مونتريال 1974 حينما قررت 24 دوله افريقيه دفعه واحده الانسحاب من منافساتها.

السبب وراء ذلك كان يكمن في مطالبه هذه الدول باستبعاد نيوزيلندا من المنافسات بعد ان خاض منتخبها للرجبي مباراه ضد جنوب افريقيا، البلد الذي كانت اقصته اللجنه الاوليمبيه من المنافسات بسبب سياسته القائمه علي الفصل العنصري.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا