برعاية

وصفة واسيني الأعرج.. وحادثة الشمراني

وصفة واسيني الأعرج.. وحادثة الشمراني

    في لحظه صفاء مع النفس قال الروائي الجميل واسيني الأعرج: "الخرابُ قد يقودنا احياناً الي معرفه انفسنا بعُمْقٍ اكثر.".

تلك الجمله الموغله في الواقعيه هي اول تصور طرا في ذهني لتقريب الحاله التي نمر نحن ويمر بها مجتمعنا الرياضي في الاعوام الاخيره، ولاكون اكثر صراحه ساوضح انني تذكرت تلك المقوله بعيد حادثه الاشتباك اللفظي بين مهاجم المنتخب السعودي ناصر الشمراني والمشجع المتعصب التي وقعت بين شوطي المباراه الوديه التي جمعت "الاخضر" بالمنتخب البحريني وانتهت احداثها برباعيه للاخير.

فطريقه تناول المجتمع الرياضي السعودي للواقعه تكشف الحال وتعريه؛ ليصبح جاهزاً لمبضع الجراح ان كان حريصاً علي علاج الامر، لان هذا هو واقعنا الحقيقي ومن العيب ان نهرب منه بدلاً من مواجهته، فالذي حدث من الجماهير الرياضيه بين هجوم علي الشمراني ودفاع عنه يشبه كثيراً ما تبع حادثه اعتداء عمر هوساوي علي موظف الخطوط السعوديه وصعود محمد نور للمدرجات واشتباكه مع الجماهير وضرب اداري احد الانديه لاحد جماهير ناديه بعد خساره فريقه بالخمسه، التشبيه هنا في تنافر الاقطاب وتعاكسها في المطالبات، والامر الاشد ايلاماً واظنه مكمن الورم الخبيث هو تفاوت الاراء وفق العواطف ومصالح انديه اللاعبين فالذين دافعوا عن فعل خاطئ واستماتوا لايجاد المبررات له في موقف ما، هم انفسهم من قاتلوا بشراسه لادانه الفعل ذاته في حالات اخري، وبالتالي اصبحوا متناقضين ولا يمكن الاخذ بارائهم ولا الثقه فيما يقولون لانهم باختصار عاطفيون واراؤهم تبني علي العواطف كما يقول المثل الشعبي "اليا حبتك عيني.. ما ضامك الدهر" فكيف سيكون الحال اذا لم تحبك عينه.

تماماً كما حدث في موضوعي سالم الدوسري وابراهيم غالب واعتذارهما في مرات سابقه عن تمثيل المنتخب بسبب الاصابه.

تشبيه حاله الشمراني بالحالات السابقه ذكرته لسبب واحد فقط وهو ايضاح الفكره لتصل للغيورين والحريصين علي محاربه وباء التعصب، والا فالفرق كبير بين حادثه وقعت للاعب وهو يخدم الوطن ويمثل المنتخب وحادثه اخري وقعت للاعب وهو يمثل ناديه، وهذا الفرق تحديداً اعتبره شخصياً جرس انذار بل وخارطه طريق الي ما سيقودنا له التعصب ان وقفنا متفرجين ولم نتصدَ للامر جميعاً لما فيه مصلحه الكره السعوديه.

فتثقيف اللاعب والمشجع ليعرفوا حقوقهم وواجباتهم يعد امراً مهماً والاهم هو حمايه لاعبينا من هواه البلبله ومحترفي العويل وتضخيم الامور لتحقيق مارب شخصيه.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا