برعاية

عهد الدون كريستيانو‏

عهد الدون كريستيانو‏

عاش الدون طفولته   في مديرا وترعرع في كنف عائله متواضعه تعلق بها كثيراً . استحوذت كره القدم علي  جل أوقات فراغه و شكلت محور اهتماماته ،فكان يذهب ليداعب الكره مع اترابه و يعود في المساء الي منزله . شعرت امه  ماريا دولورس  انه يملك موهبه فريده  ،فسارعت بتامين سفره الي لشبونه عندما كان عمره احدي عشره سنه . لم تكن بدايته مع فريق “سبورتينغ لشبونة ” سهله، فقد عاني الامرين من استهزاء زملائه من لكنته الغريبه ،حتي ان معلمته حاولت ان تسخر منه ،لكن العبث معه ممنوع فرمي الكرسي  في وجهها فاضطرت امه لترجي المدرسه لعدم طرده .. رونالدو مثال للمواظبه  فهو لا يياس ابداً و يبذل قصاري جهده في كل ظهور له علي المستطيل الاخضر ! اعتقد ان ما يميز كريستيانو هو  البحث عن التفوق علي نفسه و ليس علي الاخرين لانه بساطه افضل من الجميع .. عشقه الابدي للساحره المستديره يجعل عمله اسهل لانه ياتي الي التدريبات قبل زملائه و يغادر بعدهم و لا يتواني عن تقديم الافضل في كل مواجهه يخوضها ،فيتطور دون كلل او ملل… بالعوده الي البدايات، جذب كريستيانو الانظار منذ ايامه الاولي في لشبونه بفضل تفوقه علي كل من حوله في التمارين وفي المباريات، ما مكنه من تجاوز الفئات العمريه بسرعه فائقه و الوصول الي الصف الاول و تمثيل فريق الرجال لدي سبورتنغ . اثناء مباراه في الدور التمهيدي لدوري ابطال اوروبا عام 2003 ، وقع السر اليكس بحب رونالدو من اول نظره، فسحره بمراوغاته الخياليه و تقنياته العاليه و لياقته المميزه ،ليحصل علي توقيعه فوراً ،لتبدا قصه حب لا نهايه لها …السر اليكس هو الاب ،هو من تبني هذه الجوهره البرتغاليه ،هذا البرعم الصغير الذي ما زال يتفتح! لولاك يا سير  لما كان هذا الدون يلمع و يسطع نجمه اينما ذهب و اينما كان ،لما كان هذا الفنان من سحره هذا الزمان …  في عام 2004 ،فرض ابن مديرا  نفسه بشكل قوي علي الساحه العالميه، فقد سطع نجمه في يورو   2004 الذي استضافته البرتغال، ليصبح بطلاً قومياً و معشوق الجماهير . لن انسي دموعك بعد الخساره في النهائي امام اليونان ،هذه الدموع اكدت للعالم اجمع مدي وفائك لوطنك الام ! اذكر انك قلت  ذات يوم ” انا مدمن علي اللعب لبلادي ” في زمن كثر فيه اعتزال اللاعبين دولياً  بحجه التعب ولتفادي الاصابات …في مانشستر ، بدا جلياً ولاده اسطوره جديده تحمل الرقم سبعه ،رقم الكبار اريك كانتونا و دافيد بيكهام  وجورج بست.. كم كانت ماسويه وفاه والدك عام 2005 قبل ان يري ماذا حققت فيما بعد ! تحيه اجلال و احترام لجلالتك بعد توقفك عن تناول الكحول لانها السبب في موت ابيك ! ببساطه ما تفعله لا يفعله الاخرون .. تعملق رونالدو  اوصل الشياطين الحمر الي القمه مراراً، فقادهم الي انتزاع الدوري الانجليزي الممتاز في ثلاث مناسبات والظفر بالمسابقه الام علي حساب شيلسي عام 2008 في موقعه موسكو الشهيره ..توج عطاءاته اللا متناهيه في سبيل قضيه اسمها “مانشستر يونايتد ”  بالكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم  لعام 2008.. بعدها ،اتي البرغوت ميسي ليمنعه من التربع علي عرش اوروبا في العام الذي تلاه. عوده فلورنتينو بيريز الي القلعه البيضاء سرعت من عمليه انتقال الدون الي صفوف ريال مدريد ،لينتهي مشوار رونالدو مع “الريد ديفلز “..

قصه جديده بدا بكتابتها النجم البرتغالي ،عنوانها 94 مليون يورو صرفها الرئيس الجديد القديم فلورنتينو بيريز لاستقدام الدون ،ليصبح اغلي صفقه في تاريخ الساحره المستديره . لذا ،توجب علي كريستيانو تبرير هذه الاموال الطائله التي دفعت من اجل الحصول علي خدماته  . منذ يومه الاول في العاصمه الاسبانيه، فرض رونالدو نفسه النجم الاول في القلعه البيضاء . ان  الاصابه التي تعرض لها امام مرسيليا في دوري الابطال نالت منه فغاب عن الكثير من المباريات وعاش في ظل  ميسي .  قدوم جوزيه مورينيو الي “السنتياغو برنابيو ” ساعد رونالدو كثيراً ، ف”السبيشل وان ” من اشد المعجبين بموهبه كريستيانو ويكفي ان الاثنين من البلد نفسه . لعل ابرز محطات رونالدو في موسم ”مو” الاول علي دكه بدلاء الميرينغي ،كانت الراسيه الخياليه التي سجلها ضد برشلونه في نهائي كاس ملك اسبانيا . ولا بد من الاشاره الي تسجيل الدون لاربعين هدف في الليغا ، ما مكنه من الظفر بالحذاء الذهبي للمره الثانيه في مسيرته . ما يميز الدون انه يتحدي الزمن فكلما تقدم بالعمر كلما زاد توهجاً وتالقاً ! هذا الاخير قال انه لا يقبل بالهزيمه ،حتي لو تعلق الامر بسباق مع صديقته في حوض السباحه ! اعتقد ان هذه العقليه اوصلته الي القمه ! هذه القمه التي سيبقي صامداً عليها بفضل جهده اليومي و تعطشه الدائم لما هو افضل  ! في موسمه الثالث في مدريد ، اوقف الملك احتكار برشلونه للدوري المحلي و كاد ان ينال الكره الذهبيه، الا ان غزاره اهداف البرغوت حالت دون ذلك . هذا الدون يتحمل صافرات الاستهجان  التي تلاحقه في معظم المباريات و لا يكترث للاصوات التي تصرخ باسم “ميسي ” لازعاجه و تشتيت تركيزه ! كيف يمكن لانسان ان يتعايش مع هذا الكم الهائل من الضغوطات ؟  هذا يعود الي قوته  الداخليه التي يفجرها علي المستطيل الاخضر ! كريستيانو يقضي علي كل من يعترض طريقه في عام 2013 وقد اكد مدي علو كعبه في المواجهات الكبيره، خصوصاً في “الكلاسيكو ” حيث اكتسح ميسي بين جماهيره الغفيره في ملعب ال”كامب نو” المرعب  .. عوده رونالدو الي مسرح الاحلام توجها بمنحه الريال التاهل علي حساب رفاق الامس، ولكنه بدل ان يحتفل بالهدف  اعتذر من جمهور الشياطين الحمر … كم انت كبير !

خروج النادي الملكي خالي الوفاض من موسم 2012-2013 لم يحرم رونالدو من استعاده الكره الذهبيه بعد طول انتظار و هذا يعود الي تعملقه في دوري الابطال و في المباريات الكبيره ، خصوصاً في مباراتي منتخب بلده امام السويد في الملحق الفاصل المؤهل الي المونديال . ترك مورينيو الريال و عاد الي بيته القديم نادي تشلسي ، في حين استلم تدريب النادي الملكي المستر كارلو انشيلوتي مبتكر طريقه اللعب الهجوميه المعروفه بشجره عيد الميلاد . قدوم المدرب الايطالي المحنك كان فال خير علي الدون الذي راح يحطم الارقام القياسيه ،ابرزها تسجيله 17 هدفاً في النسخه الاخيره من المسابقه الام ليقود الميرينغي الي لقبه العاشر …  حصيله عام 2014 ، اربعه القاب اخرها كاس العالم للانديه و القاب فرديه لا تحصي و لا تعد و هو في طريقه للفوز بكرته الذهبيه الثالثه ،ليحفر اسمه مجدداً باحرف من ذهب في كتب التاريخ …

باختصار ، هذه الاسطوره ما زال لديها الكثير لتقدمه، فهي لا تعرف الانكسار و لا ترضي سوي بالانتصار . كثيرون يصفون كريستيانو بالشخص المتعجرف و المتكبر . ربما هم علي حق، الا انه ما من احد يستطيع ان ينكر وفاءه و اعماله الخيره .

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا