برعاية

كرة القدم بين ملاعب الرياضة وأروقة الاقتصاد والسياسة!

كرة القدم بين ملاعب الرياضة وأروقة الاقتصاد والسياسة!

قام انقلاب في البرازيل عام 1964، وادرك الجنرالات في البرازيل اهميه الكره، فبداوا يلعبون علي هذا الوتر عند الجماهير، وحدث التالي: لقد بداوا في بناء ملاعب كره قدم كثيره جدًا، اكثر من المستشفيات والمدارس، بنسبه 4:1.

“بقيت في ميدان كره القدم فقط من اجل الوزن السياسي، لمحاربه المجتمع القمعي الذي يقوده العسكر” *سقراط

بحثًا عن سقراط اخر “الحكومات تتدخل في نتائج المباريات”

هل سمعت عن اقليم الباسك؟ في اسبانيا، ما زال ـ حتي الان ـ يحاول ان ينفصل عن عرش الملك في مدريد، خلال الحرب الاهلية الإسبانية 1936 كان الديكتاتور فرانكو في كفه هتلر وموسوليني وفي فريقهم، بينما كان هناك فريقان لكره القدم يعتبران عنواناً للمقاومه “برشلونه ومنتخب الباسك”. فريق الباسك بالتحديد كان يجوب اوروبا لتسويق القضيه الجمهوريه، المناهضه لفرانكو، وجمع الاموال، بينما قتل رئيس فريق برشلونه برصاص فرانكو.

ريال مدريد كان النادي المحظي لدي فرانكو فقد فاز اثناء حكمه باربعه كؤوس اسبانيه متتاليه وخمسه كؤوس اوروبيه، وكان الريال يتجول في كل البلدان للدعايه لفرانكو، ما جعل احد قاده نظام فرانكو يخاطب رجال ريال مدريد قائلاً:

لان اناساً كانوا يكرهوننا في السابق، صاروا الان يفهموننا بفضلكم.

ربما لم يكن الامر مصادفه في بلدين من اكثر البلاد صناعهً لكره القدم ونجومها، ايطاليا والبرازيل، ان يترشح رئيسا ناديين الي الرئاسه ولم يكن لاحدهما ايه خبرات سياسيه. في ايطاليا كان الرجل مالكًا لاحد نوادي ايطاليا الشهيره AC Milan، كانت اكبر شركات الرجل تشارف علي الانهيار لكنّ امتلاكه لنادي الميلان شفع له ونزل للرئاسه تحت شعار “تحيا ايطاليا”. وفعلًا قامت ايطاليا وفازت بكاس العالم عام 2006 وقامت شركات الرجل من جديد ولم تعلن افلاسها.

بيرلسكوني مالك Ac Milan .

بالحديث عن ايطاليا ياتي دور الزعيم الفاشي موسوليني ليهتمّ بالكره كالتالي: بدا يهدد اعضاء منتخبه بالقتل ان لم يفوزوا- حسب تقارير -، ففاز المنتخب الايطالي بكاس العالم في دورته 1934 و1938 وبدا موسوليني التسويق لفوز منتخب بلاده بكاس العالم باعتباره انتصارًا للفكر الفاشي الجديد.

“اذا كان هناك من سبيل لالهاء الشعوب عن مشكلاتهم، وعن القهر والظلم السياسي فهو بالطبع كره القدم” *الكاتب الصحفي تيري ايجلتون

لم يكن موسوليني هو الوحيد في هذا الامر، فرجال مثل هتلر والديكتاتور فرانكو فعلا نفس الامر باشكال مختلفه. احتلت النازيه النمسا واجبر هتلر المنتخب النمساوي ـ والذي كان قويًا جدًا حينها ـ علي الانسحاب من بطوله كاس العالم لاجل المانيا. في العام 1942 حدث ما هو اكثر وحشيه من هذا بسبب الكره، التي هي مجرد لعبه للمتعه والترفيه عن الشعوب بالاساس. في الحقيقه لم يكن من اجل الكره بل كان من اجل السياسه والاستعمار.

كانت اوكرانيا ستقابل المنتخب الالماني ولانها كانت تحت احتلال المانيا النازيه فقد هددت المانيا المنتخب الاوكراني بالاعدام اذا فاز علي المنتخب الالماني. نزل الاوكرانيون الي الملعب مرتعدين، لكنَّ حماسه الملعب وانتشاء الحريه التي تمنحها الكره للاعبيها بالركض ورائها واحراز الاهداف مع تصفيق الجماهير ساق المنتخب الاوكراني الي المشانق، فاعدموا جميعًا، فقط لانهم انتصروا علي منتخب هتلر.

موسوليني (يمين) هتلر( يسار) كلاهما استخدم كره القدم للدعايه لمشروعه السياسي والعسكري.

هل يمكن ان تتحول “لعبه” خلقت للمتعه الي معركه؟ معركه يكون الانتصار فيها انتصارًا علي العدو؟ هل جربت هذا؟ هل عشته؟ لقد عاشه العالم عام 1954 في كاس العالم بسويسرا. كان النهائي بين دوله شيوعيه هي المجر، ودوله راسماليه هي المانيا الغربيه. كانت هذه تمثل المعسكر الشيوعي وتلك المعسكر الراسمالي والغرب، في فتره من اكثر لحظات العالم توهجًا وجنونًا بعد انتهاء الحرب العالميه الثانيه وبدايه الحرب البارده. لقد انتصرت المانيا في النهائي ولهذا فقد انتصر الغرب، ولملم الشيوعيون خيبتهم وعادوا الي بلادهم يعدُّون العده للبدء من جديد.

“ايران اذاقت العدو طعم الهزيمه”.

*المرشد الايراني خامنئي حين فاز منتخب بلاده علي منتخب الولايات المتحده عام 1998.

في نهائيات كاس العالم 1998 انهزمت البرازيل، كانت هذه كارثه. تمَّ تحقيق برلماني لهذه الهزيمه، فماذا كانت النتيجه؟ كانت الشائعات تقول ان الشركه العملاقه NIKE كانت تمتلك عقد رعايه للمنتخب البرازيلي وقد اجبرت المنتخب ان يدفع برونالدو في المباريات النهائيه رغم كونه مصابًا. خرج التحقيق ليقول لنا ان المنتخب قام بلعب مباريات وديه كثيره ارهقت اللاعبين، هذه المباريات الوديه اثرت علي اداء الفريق في النهائيات. لماذا خاض الفريق هذه المباريات الوديه الكثيره؟ لان هذه كانت شروط NIKE اذن هذه شركه لكي تسوق لنفسها سيطرت علي منتخب عريق كمنتخب البرازيل.

تبلغ ميزانيه نادي مانشستر يونايتد الانجليزي نحو 1.86 مليار دولار، بينما انهي ريال مدريد عامه الماضي بارباح 603.9 مليون يورو. يمكن التساؤل عن اسهام مثل هذه النوادي في اقتصاد بلدانها. تعتبر الكره صناعه اقتصاد بسبب دوره راس المال بشكل محدد ومحسوب. شركات الاعلانات، شراكات البنوك، حقوق البث التليفزيوني، شراء اللاعبين بالملايين والصفقات الناريه. ناهيك عن كل هذا فقد ازال ريال مدريد شعار الصليب من شعاره الرسمي رضوخًا لشرط بنك ابو ظبي الوطني الذي وقع اتفاقيه شراكه مع النادي الملكي، بينما حدث نفس الامر في نادي باريس سان جيرمان بسبب ملَّاكه القطريين ايضًا، هل تتحكم الكره ام يتحكم المال وحده اذن؟

في المركز الاول بالنسبه للاعبين تبلغ ثروه النجم البرتغالي كرستيانو رونالدو 148 مليون يورو(يتقاضي سنويًا 18 مليون يورو). ياتي ليونيل ميسي في مرتبه متاخره بواقع 146 مليون يورو(يتقاضي نفس الراتب تقريبًا). يمتلك صامويل ايتو 85 مليون يورو. وياتي رابعًا روني بما قيمته 84 مليون يورو. ويحتفظ روني باغلي اجر في تاريخ كره القدم في بريطانيا حيث يتقاضي 365 الفًا في الاسبوع، بينما جاء كاكا خامسًا بـ 82 مليون يورو.

حرب كرة القدم بين السلفادور والهندوراس هل يعقل هذا؟!

هل سمعت عنها سابقًا؟ كانت مباراه كره القدم شراره لحرب استمرت عده ايام. الهندوراس والسلفادور تشتركان في حدود واحده. سيطر علي الاراضي في السلفادور حفنه من الاغنياء. نهش الفقر لحوم الفقراء، فبداوا ينزحون الي الهندوراس التي تعتبر اقل عددًا واكبر مساحهً من بلدهم السلفادور، استوطنوا وبداوا في امتلاك الاراضي في الهندوراس، لم يعجب الهندوراس هذا واصدرت الحكومه قانونًا جديدًا يقلص من تملك السلفادوريين المهاجرين للارض في الهندوراس. وطردت بعض مُلاك الاراضي.

في تصفيات كاس العالم 1970 تقابل منتخبا البلدين. في المباراه الاولي التي اقيمت علي ارض الهندوراس فازت الهندوراس وبدات الجموع تتوجه الي احياء السلفادوريين واعتدت عليهم وبدا السلفادوريين المستوطنين في الهندوراس العوده للسلفادور، وفي المباراه الثانيه حصل نفس الامر لكن هذه المره في السلفادور.

بنهايه المباراه الثانيه نشر البلدان قواتهما علي الحدود، وبدءا في التراشق حتي بدات معركه جويه استمرت اياما قليله وانتهت الحرب بعد مفاوضات.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا