برعاية

لقطة اليوم | ألمانيا ليست مصر، وما أجمل أزماتها

لقطة اليوم | ألمانيا ليست مصر، وما أجمل أزماتها

السياسه لا تنفصل عن الرياضه مع الاسف، الواقع يقول ذلك، لذا دعوني اكتفي باعلان تشجيعي لمنتخب البانيا في هذه تصفيات يورو 2016 بعد ما جري لهم في صربيا..ومن ثم التحول للتحدث عن موضوع هذه الحلقه الرئيسي، وعكه بطل العالم في التصفيات الاوروبيه، هل هي ازمه مثل ازمه مصر بسبب اعتزال ابو تريكه وجمعه؟ ومن الذي يعيش الازمه حقًا؟

لم يتصور اكبر متفاءل بان المانيا سيكون لها مكان في نصف نهائي كأس العالم 2002 بعد تاهلها الصعب من التصفيات الاوروبيه علي حساب اوكرانيا بواسطه الملحق، لكنها ذهبت بعيدًا في كوريا واليابان، وخسرت بهفوات اوليفر كان امام البرازيل في النهائي من دون النجم "بالاك".

الازمات التي تواجهها منتخبات مثل المانيا او ايطاليا او البرازيل في التصفيات لا تعبر دائمًا عن القوه الحقيقيه لهم عندما يتعلق الامر بالمنافسه علي الالقاب، هذا ما تعلمناه منذ تطبيق الفيفا للتصفيات الطويله.

بعد اربع جولات فقط من بدء تصفيات مونديال 2002، كانت المانيا تحتل المرتبه الثالثه برصيد خمس نقاط فقط بفارق نقطه يتيمه عن اليونان الرابعه، واقل من فنلندا الثانيه بثلاث نقاط واقل من انجلترا المتصدره بخمس نقاط.

كان الفريق وقتها يعاني من اهتزاز عميق في الثقه بسبب توديعه المبكر ليورو 2000 من الدور الاول علي يد البرتغال ورومانيا، وزادت ازمه الثقه بعد البدايه المحبطه في مجموعات تصفيات المونديال ثم بعد الخساره العريضه علي الملعب الاوليمبي في برلين من الاعداء الانجليز بخمسه اهداف لهدف.

فوز انجلترا لم يكن صدفه بكل تاكيد، فقد كانت تمتلك نخبه من اميز اللاعبين اوين معه الكره الذهبيه وبيكهام وصيف فيجو في حفل الفيفا، لكن عندما يتمكن لاعب موظف مثل هيسكي من تسجيل احد الاهداف الخمسه، فاعلم ان المانيا كانت تعيش حاله لا تعيشها الا كل 10 او 15 سنه مره.

وها قد عاشت المانيا حامله لقب مونديال 2014 نفس الحاله وذات الكابوس امام جمهوريه ايرلندا، لماذا ليس امام بولندا؟ لان رفاق بودولسكي بالفعل يعيشون تطورًا كبيرًا ومن المتوقع ترشحهم الي اليورو صحبه المانيا علي حساب اسكتلندا وايرلندا.

المانيا لا تعيش اي ازمه وسرعان ما ستعود لمضمار المنافسه، كل ما في الامر معاناه بعض اللاعبين من تلاحم الموسم، وغياب البعض الاخر بداعي الاصابه، الفريق لعب ب90% من اللاعبين الشباب في غياب "رويس واوزيل وشورله وباستيان شفاينشتايجر وخضيره وجوندجان وبيندر" للاصابه، ولا ننسي اعتزال الثلاثي الرائع "ميرتساكر وفيليب لام وميروزلاف كلوزه"، كل هذه عوامل اثرت علي الاداء امام بولندا ثم ايرلندا، ويواخيم لوف يستطيع تعديل الامور باسرع وقت فالمانيا ليست مصر التي اذا انتهت مسيره جيل تمكث عقد من الزمن تحاول بناء جيل جديد!.

لو اردنا التحدث عن ازمه ما في مجموعه المانيا، سيقتصر برايي علي منتخب ايرلندا؟ كيف..اقولك، الهدف الذي ضمن لايرلندا التعادل في جيلسنكرشن في الدقيقه الاخيره كان قد سجله لاعب سندرلاند "جون اوشيه"، نعم بلمسه فنيه مذهله بوجه القدم علي يسار مانويل نوير الذي عجز الفطاحله عن هزيمته قبل كم شهر في البرازيل، لكن اوشيه من ضمن اللاعبين الذين اضعهم في خانه الموظفين، اي الذين تعلموا اللعبه وما اكثر تلك النوعيه في بريطانيا.

ما فعله المدرب "مارتن اونيل" بمنح اوشيه الامر باقتحام منطقه عمليات المانيا، ذكرني بفريقي المفضل "الاهلي" قبل 10 سنوات تقريبًا عندما عاني من فقر في المهاجمين فلعب بالمدافع "وائل جمعه".

تسجيل اوشيه للهدف في حد ذاته يثبت ان ايرلندا هي التي تعاني من مشكله وليست المانيا، تعاني من فقر ونقص حاد في اكتشاف المهاجمين والمواهب الجديده، فحتي اللحظه يتم الاعتماد علي اوشيه وبعض اللاعبين البدلاء في البريميرليج، وروبي كين الذي سجل في المانيا بمونديال 2002 لا يزال موجودًا في هجوم الفريق رغم تجاوزه ال33 عامًا، ورغم احترافه في الدوري الاميركي الضعيف الذي ذهب اليه جيرمان ديفو منتصف هذا العام فتعرض للتهميش من مدرب انجلترا بالضبط مثلما حديث لبيكهام، فهناك بدائل اقوي في البريميرليج مثل ستوريدج وروني وسترلينج وريكي لامبرت.

اخترت لكم لقطه احتفال مهاجم نادي ستوك سيتي والترز وهو خلف اوشيه، لانك اذا رايتها دون ان تعرف القصه قد تعتقد ان والترز هو من احرز الهدف وليس اوشيه الذي رايناه في رده فعل مماثله بعد هدفه في اخر مباريات ارسنال مع مان يونايتد علي ملعب هايبوري، فبراير عام 2005 (4/2)، وهو غير مصدق ما فعل وليس من روعه الكره وهي تتهادي من فوق راس المونيا، لقطه تعبر بشده عن جنون الصدف في عالم المستديره!.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا