عشر لحظات لا تنسى في كأس العالم

من الاهداف المثيره الي حالات الطرد المخزيه والحيل داخل الملعب والحماقات التي حدثت خارجه، باتت كأس العالم لكرة القدم في البرازيل واحده من ابرز البطولات التي سيتم تذكرها مؤخرا.

وفيما يلي ابرز عشر لحظات من تلك التي لا تنسي:

كان من المفترض ان تكون البطوله الحاليه هي البطوله التي تتخلي فيها البرازيل عن مخاوفها التاريخيه التي تعود الي عام 1950 والمعروفه باسم "ماراكانازو" عندما فازت اوروجواي علي البرازيل 2-1 في إستاد ماراكانا الشهير في ريو دي جانيرو في اخر مره استضافت فيها البرازيل كاس العالم.

لكن ما حدث هذه المره لم يكن في ماراكانا حيث جاء الانهيار امام المانيا بنتيجه 7-1 في الدور قبل النهائي باستاد مينيراو في بيلو هوريزونتي. ومن الصعب الاشاره الي لحظه حاسمه ومحوريه في المباراه حيث جاء الهدف تلو الاخر في مرمي المنتخب البرازيلي المنهار. لكن ربما كانت اهم لحظه حين سجل توني كروس بقدمه اليسري ليضع المانيا في المقدمه 3-صفر في الدقيقه 24 وهو ما اثار الرعب في الجماهير الحاضره وملايين البرازيليين الذين تابعوا المباراه في كافه انحاء البلاد.

وجاءت خمسه اهداف خلال 19 دقيقه من الشوط الاول من المباراه التي منيت فيها البرازيل بهزيمه قياسيه في كاس العالم كما كانت اول خساره لها علي ارضها في 64 مباراه رسميه منذ 1975. وستظل ماساه "مينيرازو" تطارد البرازيل للابد.

كان لويس سواريز مهاجم اوروجواي البطل عندما سجل هدفين لاوروجواي في فوزها 2-1 علي انجلترا لكنه تحول الي شرير في المباراه التاليه ضد ايطاليا بعدما عض المدافع جيورجيو كيليني بطريقه يصعب تفسيرها قبل نهايه اللقاء. وكان لاعبو ايطاليا لا يزالوا يعترضون عندما سجلت اوروجواي من ركله ركنيه لتفوز 1-صفر وتبلغ دور السته عشر.

ولم تدم فرحه سواريز طويلا بهذا الانتصار حيث ادي تصرفه لجدل علي مستوي العالم وتسبب في ايقافه لتسع مباريات دوليه بالاضافه لمنعه من اي نشاط يتعلق بكره القدم لاربعه اشهر وهي اقسي عقوبه علي الاطلاق يتم فرضها خلال كاس العالم.

وبعد ان امسك اسنانه في البدايه خلال وجوده في الملعب باعتباره الطرف المصاب اعتذر سواريز في النهايه وسامحه كيليني. ولم توقف هذه الواقعه صفقه بيع سواريز الي برشلونه مقابل 81 مليون يورو (111 مليون دولار).

خاض ماريو جوتسه لاعب وسط بايرن ميونيخ بطوله محبطه مع المانيا وتم استبعاده من التشكيله الاساسيه في المراحل الاخيره. لكن كل ذلك تغير بعدما شارك كبديل في النهائي ضد الارجنتين. وفي الدقيقه 113 وبينما النتيجه تشير للتعادل بدون اهداف ولاحت ركلات الترجيح في الافق عقب مباراه متوتره اضاع فيها الفريقان العديد من الفرص الخطيره تلقي لاعب الوسط المبدع البالغ من العمر 22 عاما كره عرضيه من اندريه شورله. وسيطر جوتسه علي الكره بصدره وسددها ببراعه في شباك حارس الارجنتين سيرجيو روميرو ليمنح فريقه الفوز ويدون اسمه في سجلات كره القدم العالميه.

انتهت مسيره البرازيل بشكل فعلي في البطوله عندما اندفع خوان كاميلو زونيجا مدافع كولومبيا موجها ضربه قويه بركبته الي ظهر المهاجم نيمار في مباراه خشنه بدور الثمانيه. وتم نقل نيمار - الذي قادت اهدافه الاربعه وعروضه القويه المنتخب البرازيلي للمراحل الاخيره في البطوله - علي محفه وهو يبكي بعد اصابته بكسر في احدي فقرات الظهر.

وفازت البرازيل 2-1 لكن الفريق الهش نفسيا انهار بعدها وخسر 7-1 امام المانيا في الدور قبل النهائي ثم 3-صفر امام هولندا في مباراه المركز الثالث. ورددت الجماهير اسم نيمار وحمل افراد الفريق قميصا يحمل الرقم 10 الذي يرتديه اللاعب قبل انطلاق مباراه المانيا الا ان هذا بدا بلا معني بالنظر الي الكارثه التي تلت ذلك.

منح هدف سجله المخضرم ميروسلاف كلوسه من مسافه قريبه في مرمي البرازيل في الدقيقه 23 من مباراه الدور قبل النهائي المهاجم الالماني لقب هداف البطوله علي مر العصور برصيد 16 هدفا. وتساوي المهاجم البالغ من العمر 36 عاما مع رونالدو مهاجم البرازيل السابق برصيد 15 هدفا عندما هز الشباك في تعادل المانيا 2-2 مع غانا في دور المجموعات. وباعتباره افضل هداف في المانيا في جيله شارك كلوسه في كاس العالم اربع مرات وسجل 71 هدفا في 136 مباراه مع منتخب بلاده. وبدا كلوسه الهاديء والمولود في بولندا متواضعا كعادته ازاء هذا الانجاز وقال بعدها "ميروسلاف كلوسه اصبح في نادي السته عشر والجميع مرحب بهم هنا."

بينما ركز المتابعون حول العالم علي نيمار مهاجم البرازيل بالاضافه للارجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو باعتبارهم ابرز اللاعبين المحتملين تفوق جيمس رودريجيز لاعب الوسط المهاجم في كولومبيا عليهم جميعا باداء رائع وسجل سته اهداف في مسيره حالمه لمنتخب بلاده الي دور الثمانيه لاول مره في تاريخها. وجاءت افضل لحظاته امام اوروجواي في دور السته عشر عندما وصلته كره طويله علي بعد 25 مترا من المرمي. وبعد ان لمح بسرعه موقع حارس مرمي اوروجواي استقبل رودريجيز الكره بصدره قبل ان يستدير ويسدد ببراعه بقدمه اليسري لتصطدم الكره بباطن العارضه ثم تسكن الشباك. وربما لا يتفق روبن فان بيرسي الذي سجل هدفا غير عادي براسه امام اسبانيا والاسترالي تيم كاهيل الذي احرز هدفا رائعا بتسديده مباشره ضد هولندا لكن اغلب النقاد يتفقون علي ان هدف رودريجيز هو الافضل في البطوله.

لا يرقص احد مثل الكولومبيين. وستظل الرقصات المرحه التي تمايلت معها الاجساد عالقه في الذاكره لفتره طويله مثلما فعلت الكاميرون عام 1990. وبدا الظهير الايسر بابلو ارميرو الذي يملك تاريخا من الرقص مع فريقه ومنتخب بلاده تلك المسيره بعد هدفه امام اليونان في المباراه الاولي للفريقين عقب مرور خمس دقائق.