برعاية

كلاشنكورة: الأرجنتين بالحب والحظ.. والألمان من دون سباعية!

كلاشنكورة: الأرجنتين بالحب والحظ.. والألمان من دون سباعية!

“كلاشنكوره” فقره شبه يوميه، يقدمها موقع سوبر منذ اغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الراي الساخره والجريئه، ومن يبحث عن الموضوعيه والحياديه والرصانه والحصافه فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحه!

لم اره متوتراً هكذا من قبل.. في الحقيقه لم ار اي صرصور متوتر من قبل!

قال: “لقد وصلنا الي نقطه الحسم”، اعتقدت انه يقصد مساله توقعه نتيجه نهائي مونديال البرازيل، فقد سبق ان نجحنا انا وحضره جنابه! في توقع نتائج كل المباريات بشكل صحيح منذ دور الثمانيه! بالطبع مباراه تحديد المركز والثالث، لم نتحدث عنها لانها ليست مباراه كرة قدم، انها مباراه جبر خواطر!

قلت له: “فعلا الضغوط علينا كبيره، وهي اكبر عليك.. الناس ينتظرون ما ستقوله، قد تصبح اهم صرصور في تاريخ كرة القدم”! ضحك وقال: “الالقاب الفرديه لا تهمني”! صمت ومن ثم اضاف: “مستعد لان اضحي بكل القابي الفرديه من اجل فوز الارجنتين بكاس العالم”! سحقاً! هذا الصرصور يقتبس كلام ميسي!

“اعطني المفيد.. ما هي توقعاتك للمباراه؟”، سالته، فاجاب وهو ينظر الي الافق: “الارجنتين.. ستفوز”! لم اقل شيء، ونظرت الي الافق الذي ينظر اليه! وسالته: “اسف ان كنت ساقطع عليك تخيلاتك.. لكني شممت رائحه مضاد الصراصير في بيت الجيران، هل تاثرت بالرائحه؟! ام انه مجرد زهايمر مبكر؟!”. قال: “اعلم ان جميع التوقعات تصب في صالح المانيا، لكن اجبني بصدق رغم علمي ان ذلك صعب علي جنسكم! لو لم تفز المانيا علي البرازيل بسباعيه، هل كان توقعي فوز الارجنتين سيعتبر غريباً؟”!

بدا كلامه مقنعاً، لنتخيل ان السباعيه لم تحدث، المانيا عانت امام الجميع، باستثناء المنتخبات المنفوخه اعلامياً.. فقد فضحت اُمها! والارجنتين فريق منظم جداً، حتي ميسي يدافع! ميسي يدافع.. هذا ذنب لم ولن يجرؤ اي مدرب علي اقترافه! لان عقابه شديد! كما ان ميسي يقف امام لحظه تاريخيه، فعليه ان يثبت للعالم بشكل عام، انه افضل لاعب في العالم وربما في التاريخ القديم والحديث! كما عليه ان يثبت لزوجه تيفيز بشكل خاص! انه افضل من زوجها حتي وان تقيا! ولن يجد افضل من فرصه نهائي كاس العالم لفعل ذلك.. اقصد اثبات الجداره، وليس التقيؤ!

كما تشعر، ان الالمان واثقون من الفوز بهذه المباراه، كما لو انهم شاهدوها من قبل! اذ قال مولر مثلاً: “سنقاتل للفوز بالبطوله، لم اخسر من قبل امام ميسي، واتمني ان يستمر ذلك في المواجهه المقبله”، اولاً، لكل شيء بدايه! ثانيا، لا تستفز ميسي، فان خرج المارد من داخله، فلن يقول لك “شبيك لبيك”! بل سيقول لك: “بو بو”! اما رئيسه البلاد المستشاره ميركل فقالت: “لا ينبغي ان نقلل من قيمه الارجنتين”، هذه عباره تقولينها يا سياده المستشاره، حين يلعب منتخبك ضد كوريا الشماليه او هندوراس او البرازيل!

المستشاره اضافت: “لكن منتخبنا يقدم كل شيء واتوقع النصر”، صحيح، لكن المشكله ان المنتخب الارجنتيني لم “يقدم كل شيء”، الا انه اخرج المنتخب الهولندي الذي “قدم كل شيء”! فتخيلي ماذا سيحدث لو ان المنتخب الارجنتيني “قدم كل شيء” في النهائي! لكن هناك مشكله صغيره، فرئيسه الارجنتين كريشنر رفضت دعوه لحضور النهائي من رئيسه البرازيل، التي يبدو ان رفضها ورفض طلباتها اصبح موضه في امريكا الجنوبيه!

كريشنر اكدت انها لن تحضر بسبب اول عيد ميلاد لحفيدها نيستور، وقالت: “باعتباري جدته، لا يمكنكم ان تتخيلوا كم انا حريصه علي تقاسم فرحه هذا الحدث مع عائلتي”! الوطن يحتاجك، وانت رئيسته، وتفضلين وضع قبعه مخروطه علي راسك ونفخ البالونات! لماذا لم تذهب الي البرازيل، وتصطحبين معك كل العائله؟ انت الرئيسه، ولابد من انك تملكين بعض المدخرات في الحصاله!

فانت لست موخيكا رئيس اورجواي الفقير! الذي يتبرع بـ90% من راتبه للاعمال الخيريه، ويعيش في بيت اصغر من بيت صرصوري! ورغم ذلك، رفض ان يتم وصفه بالفقير، وقال وهو يشرب “المته”: “الفقراء هم الاشخاص الذين يحتاجون الي اشياء كثيره.. لان الذين يحتاجون للكثير، لا يرضون ابداً”. اظنني وقعت في غرام هذا الرجل!

بالطبع لم اتحدث عن موخيكا لانني احبه! بل لانه قال: “انه امر ثانوي واحتفالي، لان كره القدم عيد، وليست حرب، واريد ان اعترف بانني كمشجع كره قدم اتمني التوفيق للارجنتينيين”! موخيكا قال ايضاً: “ادمان الماريجوانا او السجائر او الكحول امر سيء.. كل ادمان امر سيء، الادمان الوحيد الجيد هو ادمان الحب”!

والحب هو ما سيجعل الارجنتين تفوز، ليس الحب علي الطريقه البرازيليه! بل حبهم وجنونهم بكره القدم فقط، انظر لما فعله حارسهم في مباراه هولندا، حين اخرج ورقه في وقت ضربات الترجيح، فظن الجميع انها برشامه! اين نحن يا شباب.. في امتحانات الثانويه؟! واتضح لاحقا انها رساله قديمه من زوجته، يعتقد انها تجلب له الحظ!

الحظ وحده لن يحرك كره من مكانها! وحراره الحب لن تطبخ لك بيضه! قد تطبخ قلبك فقط! لكنك تحتاج اليهما، مع الكثير من العمل الجاد.. لتفوز، واظن ان الارجنتين تملك ذلك، فالالتزام موجود.. ميسي يدافع! والحب موجود بكثره! والحظ رافقهم منذ القرعه! ولن يتخلي عنهم في منتصف الطريق.. فهذه ليست رجوله!

كما تشعر ان الالمان مطالبين بالفوز عالمياً! لذلك سيكون الضغط عليهم اكبر، وبعض “الماكينات” تتعطل تحت الضغط! وترشيح غالبيه الناس لهم، وسحقهم للبرازيل، قد يجعلهم يعتقدون في قراره انفسهم انهم غير قابلين للخساره.. بينما خسارتهم لا تحتاج لاكثر من لحظه ابداع من ميسي، او حتي هيجوايين.. رغم استبعادي لذلك!

المشكله الوحيده، انه لو سجلت المانيا هدفا اولاً، وهذا ما لم يحدث للارجنتين في البطوله.. حتي الان! هدف قد يكون من ضربه ركنيه كما حدث في مباراه البرازيل.. حينها، قد نري فضيحه جديده!

لكن الصرصور يؤكد ان ذلك لن يحدث، وهو لم يقم بتوقع خاطئ حتي الان، لذلك عليكم ان تثقوا.. بانفسكم!

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا