برعاية

هل تكتب "دموع السامبا" نهاية السحر في كرة القدم؟!.

هل تكتب "دموع السامبا" نهاية السحر في كرة القدم؟!.

وكالات - ا ش ا

..بعد ان سحق منتخب الماكينات الالمانيه "المانشافت" فريق البرازيل او "السيليساو" بسبعه اهداف مقابل هدف واحد وانزل الليله الماضيه هزيمه نكراء بالمنتخب المضيف لبطولة كأس العالم تتوالي الاسئله ومن بينها هذا السؤال الكبير : هل تكتب "دموع السامبا" نهايه السحر في كرة القدم؟!.

فقبيل المواجهه الناريه في نصف نهائي مونديال-2014 كانت الانباء تتوالي حول قيام بعض السحره البرازيليين ومن بينهم الساحر "هيليو سيلمان" بممارسه "طقوس السحر الاسود" لجلب القوه والحظ للاعبي السامبا البرازيليين وحتي يتسني لهم هز شباك المنتخب الالماني والوصول لنهائي كاس العالم.

وحسب تصريحات نسبت لهذا الساحر فانه كان يمارس طقوس السحر الاسود او مايعرف "بالفودو" طوال مباريات منتخب البرازيل في المونديال الحالي وحتي وصوله لنصف نهائي كاس العالم فيما غرته الاماني ليؤكد ان الكاس سيكون من نصيب راقصي السامبا.

ولم يتردد هذا الساحر البرازيلي في كشف اسماء بعض اللاعبين الذين مارس طقوسه ضدهم ومن بينهم اللاعب الكولومبي جيمس رودريجيز الذي-للمفارقه-سجل الهدف الوحيد لفريقه في مباراته بدور الثمانيه مع البرازيل التي خرجت فائزه بهدفين.

وعلي حدود محفوفه بالالغاز وتخوم تقع مابين الحقيقه والاسطوره وعلي ايقاع رقص مئات السحره في الملاعب تردد السؤال :" ماعلاقه السحر بكره القدم" فيما حاول البعض الايحاء خلافا للحقيقه بان هذه الظاهره افريقيه فحسب"!.

غير ان الظاهره في حقيقتها عالميه وهاهو الساحر البرازيلي هيليو سيلمان علي سبيل المثال يكشف عن "سبل معاكسه" لاعبي الفرق المنافسه للبرازيل في مونديال 2014 فيما كان قد استهدف علي وجه الخصوص في مباراه امس "الثلاثاء" اللاعبين الالمان توماس مولر ومات هاميلز ومانويل نوير.

ولايخلو الامر من "بدع" مثل استخدام كائنات غير انسانيه للتنبؤ بنتائج بطولات كاس العالم كما كان الحال مع "الاخطبوط بول" الذي وصف بعراف مونديال جنوب افريقيا فيما ظهرت اسماء اخري كالسلحفاه البحريه "بيج هيد" او "الراس الكبيره" و"الباندا ميمي" والفيل "نيللي"!.

ولعل النظره الغربيه لافريقيا التي مازالت تتسم بالغرائبيه والعجائبيه والتركيز علي كل ماهو مثير للدهشه والعجب قد انعكست اعلاميا في تقارير كادت ان تصور ان ظاهره السحر في كره القدم هي ظاهره افريقيه فيما راحت بعض وسائل الاعلام الغربيه تركز علي هذه الظاهره في مونديال 2010 بجنوب افريقيا.

وهكذا توالت حينئذ تقارير عن جماعه تطلق علي نفسها اسم "منظمه لمعالجين التقليديين" قامت بذبح ثور امام ملعب "سوكر سيتي" في جوهانسبرج وهو الملعب الذي شهد حفل افتتاح المكونديال وختامه فيما ذهبت هذه الجماعه الي ان سبب اقدامها علي هذا التصرف هو "مباركه البطوله العالميه وتعريف الاسلاف بان العالم يتوافد علي جنوب افريقيا".

وحسب هذه التقارير فان نحو 300 من السحره استدعوا ارواح الاسلاف والتمسوا منهم ان تنعم جنوب افريقيا بمونديال جيد فيما يتفق اغلب النقاد الرياضيين علي ان مساله ممارسه السحر في الملاعب هي مساله متصله بسياق يتضمن الرموز والمعتقدات والطقوس الروحيه.

وواقع الحال ان كلمه "السحر" ذاتها لها مفاهيم متعدده ومعان قد تتضارب لتثير الالتباس..ففي بلد مثل جنوب افريقيا كان المستوطنون الغربيون يرمون المقاومين من السكان الاصليين بتهمه السحر وقام بعضهم بترويج قصص حول مايسمي "بالسحر الاسود" ليكون الهدف "شيطنه المقاومه" فاذا بالمقاومين للاستيطان الاحتلالي العنصري يتجولون حسب هذه الصوره الذهنيه المصنوعه الي "سحره اشرار".

غير ان السكان الاصليين لجنوب افريقيا يستخدمون كلمه "ساحر" كصفه لاي شخص يوصف بانه يتمتع بقدرات خارقه للمعتاد وخارجه علي الناموس المتعارف عليه وقد لايدرك بعض هؤلاء "السحره" انهم يمتلكون هذه القدرات الخارقه وهم ببساطه لم يتعلموا السحر.

وفي مقابل "الساحر الشرير" الذي ينظر له باعتباره مصدر اذي للاخرين عبر سبل خارقه للطبيعه فان هناك "الساحر الطبيب" ويدل في الثقافه الجنوب افريقيه علي ذلك الشخص الذي يتمتع بقدرات روحيه مضاده للساحر الشرير .

وفي كره القدم بات المسؤولون في القاره السمراء اقل تسامحا حيال مساله ممارسه السحر في الملاعب وعمد الاتحاد الافريقي لكره القدم "الكاف" لاتخاذ اجراءات مشدده لمنع السحره من السفر مع الفرق المشاركه في البطولات الافريقيه.

ويقول مسؤولون في "الكاف" ان "الايام التي كان يوجد فيها مايسمي بالاطباء السحره داخل غرف مغلقه اثناء بطولات كأس الأمم الإفريقية قد ولت الي غير رجعه" غير ان لفيفا من المعنيين بقضايا الثقافات الافريقيه يؤكدون في المقابل ان الامر ليس بهذه السهوله ولايمكن القضاء علي ظاهره متجذره في الثقافه بجره قلم.

وابان نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا- ادت الالتباسات وعدم القدره علي التمييز بين السحره الاشرار والسحره الاطباء الي صدور مرسوم في عام 1957 يحظر ممارسات هاتين الفئتين معا دون ان يلتفت لمدي عمق المساله وارتباطها بالثقافات المحليه او يفرق بين مايعرف بالطب الروحي والعلاج الشعبي وبين السحر الاسود والاذي ومن ثم لم يكن هذا المرسوم الحكومي قادرا علي تغيير الواقع.

ويقول ماسوزي سيميلان رئيس مجلس الرياضه والثقافه في سوازيلاند ان الاكتفاء بحظر رسمي علي ممارسات السحره لن يكفي ابدا وسيكون نوعا من خداع النفس مضيفا ان "التيايانجا" وهو المسمي الافريقي للمعالجين التقليديين قضيه ذات ابعاد رياضيه وثقافيه معا.

ويوضح هذا المسؤول الافريقي رؤيته بقوله:"ان اللاعبين علي المستطيل الاخضر يشعرون بانهم افضل حالا عندما يحظون بمباركه وحمايه ارواح الاسلاف" بينما يذهب اموس بفومو وهو معالج تقليدي في مابوتو عاصمه موزمبيق الي ان هناك العديد من الطرق التي يمكن بها للمعالج التقليدي تقديم المساعده المشروعه للاعبي كره القدم "فالاعشاب علي سبيل المثال تجعل اداء لللاعب افضل اما ارواح الاسلاف فتمنحه القوه والمؤازره" .

وفي الطقوس السحريه المعروفه "بالكيوسينيسيا"-يقوم بفومو بتقديم العلاج للاعب كره القدم في صوره مزيج يجمع مابين الوصفات الطبيه الشعبيه والجلسات الروحانيه ويقول ان "ارواح الاسلاف ترشد اللاعب وتجعله يبذل قصاري جهده في الملعب..ان الاسلاف يغمرها السرور عندما يطلب منها شيء علي النحو الصحيح وبالاسلوب اللائق وتقوم بارشاد والهام اللاعبين اثناء المباريات ".

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا