برعاية

رحل أبو عمير .. الإنسان .. والمكافح

رحل أبو عمير .. الإنسان .. والمكافح

ودع الوسط الرياضي والشبابي محمد سعيد ابوعمير مدير عام مكتب الرئيس العام لرعايه الشباب ورجل الاعلام واحد اهم الشخصيات التي عملت بصدق ونزاهه بعيداً عن الاضواء ، وعندما اكتب اليوم لاودع صديقاً واخاً بل ومعلماً استفدت منه الكثير فانني بلاشك لن اوفيه حقه ولكنها الكلمات التي لابد ان تخرج من قلوب المحبين لشخصيه نشهد لها اليوم ومن حقها علينا ان نقول عنها كلمة الحق بعد ان فارقنا الي جوار ربه.

محمد ابوعمير الذي كان مخلصاً في عمله وادي امانتها بصدق واخلاص والذي كانت تربطني به علاقه وطيده منذ سنوات تزاملنا وتشاركنا في كل شيء عملت معه سنوات استفدت منه الكثير.

فعلي الصعيد العملي حدث ولا حرج فلم تشاهد عيني رجلاً اخلص في عمله حتي وهو يصارع المرض علي السرير الابيض في سنوات مضت كانت المعاملات لا تفارق سريره تخرج وتدخل عليه وكنت ارافقه في المستشفي لساعات طوال وهو يعكف علي تلك الملفات كان يحمل هم المسئوليه التي حمل امانتها حتي في يوم وفاته وقبيل نقله للمستشفي كان عاكفاً علي عمله يؤدي واجبه في اغلب جلساتنا الخاصه كان هاتفه لا يتوقف يتحدث ويقنع ذاك ويعالج تلك المشكله ويتابع اخري ولم يكن يرد احداً ، اتذكر في اكثر من قضيه ومشكله كنت احملها له من هذا الطرف او ذاك كان يستقبل القضايا ويسعي في حلها وكان مكتبه مفتوحاً في كل وقت كنت اجلس في مكتبه لساعات لم اشاهد سكرتيراً او مدير مكتبه يدخل عليه ليستاذن لدخول اي شخص بل كان يستقبل الجميع بابتسامته.

في حفل جائزه الرياضيه للتميز الرياضي الاخير قبل اشهر كنت علي تواصل معه لترتيبات حضور الامير نواف بن فيصل وفجاه قبل الحفل بيومين لم يرد علي اتصالاتي بل كنت اجد هاتفه مقفلا وفي يوم الحفل وردني اتصال منه فسالته عن غيابه المفاجئ فقال انا في الطريق للحفل وقال لقد خرجت من غرفه العمليات قبل ساعات تعبت ودخلت المستشفي واجريت قسطره في القلب وطلب مني حينها ان اكتم الامر ولا اخبر احداً.

كنت اتحدث معه عن بعض مشكلات لزملاء في الوسط الاعلامي وكان يطلب عرضها عليه وكان يسعي في حلها ومساعدتهم حتي في مجال العمل كان يسهل للجميع ويعطي الفرص لهم ويدعمهم وهو رجل الاعلام الذي احب هذه المهنه وابدع فيها.

رغم صداقتنا وقربنا لم يتصل بي في يوم من الايام لكي يسال لماذا نشرتم هذا الموضوع او ذاك كان يؤمن بحريه الاعلام ومع كل هذه العلاقه اشهد الله انه لم يسرب لي يوماً معلومه او خبراً لنشرها بل كنت اساله احياناً ويرفض الاجابه بادب المسئول الذي يعلم انها امانه الكرسي الذي يجلس عليه بل كان يتحدث فيما هو مخول بالحديث عنه وفي قضايا كثيره كنت اعلم انها بين يديه ويعلم كل تفاصيلها ولم يكن يكشف لي منها شيء رغم شغفي انا كصحفي ان احصل علي هذه المعلومه او تلك كسبق صحفي رغم اننا كنا نتحدث في بعض الامور ولكنه كان حديث الامانه الذي لا يمكن ان يجد له طريقا لصفحات الرياضيه بل كان الحديث عنها من باب التشاور والتفكير وحديث الصديق لصديقه.

شاهدته في احيان كثيره كيف كان يتعامل مع القضايا والاحداث بحكمه وهدوء بعيداً عن اي حسابات اخري والكل يعلم قضايا الوسط الرياضي ومشاكلها فكان صمام الامان دائماً بنظره تختلف عن الاخرين يبحث عن المصلحه العامه ويحرص علي تطبيق الانظمه بالشكل الذي يحمي فيه المنظومه ومن يديرها كان يتعامل مع كل الشخصيات وكل الاطراف في كل يوم يستقبل مشاكلهم وقضاياهم كنت استمع للكثير منها وكيف كان يتعامل معهم بادب المسئول بل كان يسافر هنا وهناك دون ان يعلم احدا ليجتمع بهذا او ذاك ليحل قضيه او يوصل رساله او يتاكد من امر ما.

محمد ابوعمير الذي اتي من ابها ليكمل دراسته الجامعيه حتي حصل علي الماجستير وعمل في الاعلام منذ دراسته في الجامعه ووضع له بصمه في عالم الاعلام حتي اصبح مديراً عاماً لمكتب الرئيس العام لرعايه الشباب والذي كافح في حياته العمليه لم يكن شخصاً عادياً بل كان استثنائياً في كل شيء نسي حياته الشخصيه وكرسها في خدمه دينه ووطنه وشبابه اليوم ندعوا له بالمغفره فقد فارقنا بعد ان صارع المرض لسنوات عشتها معه لحظه بلحظه كان يخفي المه خلف تلك البسمه متصبراً محتسباً في احيان كان يعلم ان ايامه معدوده ومع هذا كان مقبلاً علي حياته وعمله متفانياً حتي اخر ساعاته قبل ايام من وفاته كنت اتصلت عليه اكثر من مره فلم يجب وكنت اعلم انه عندما يغيب فهو يغيب لمرضه وفي صباح امس تلقيت خبر وفاته بالم وحزن من فارق صديقاً واخاً وحبيباً.

اعلم انني مهما كتبت اليوم فلن افي الرجل حقه ففي القلب من الحزن ما يجعل الكلمات ترتبك ولكنه واجبنا تجاه صديق واخ ومسئول ضحي بالكثير من اجل الوطن وشبابه ان نكتب في حقه كلمات ونحن نودعه وليس اثمن من ان يضحي الرجل بصحته وحياته فهناك من الاحداث والشواهد التي نعرفها قد لا تخرج اليوم ولكنها ستكتب في مكان اخر.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا