برعاية

كلاشنكورة: الفاشل والحشرة.. ونهاية مأساة الشياطين!

كلاشنكورة: الفاشل والحشرة.. ونهاية مأساة الشياطين!

“كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع سوبر منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!

.. وأقيل مويس! وتنفس الجميع الصعداء.. حتى خصوم المان يونايتد!

فلم يعد جميلا أن تهزم اليونايتد! في أيام فيرجسون كان جميلا أن تفوز عليهم.. أما في عهد مويس، أصبح أمراً عادياً، بل إنه أقل من عادي.. لأنك تعرف أنك لم تفز بمجهودك! كأن تحصل فتاة على وظيفة وهي تعلم أنها لم تفز بها بسبب كفاءتها، بل لأنها أجرت مقابلة ناجحة، كانت ترتدي فيها تنورة قصيرة!

عموما، سحابة صيف وعدت بل “وعدى الليل على مهله”، وأشرقت الشمس متأخرة! كل الأشياء تمر بمرحلة تغيير، مثلاً خزان المياه أو الوقود، يجب أن تفتحه من الأسفل في فترة معينة لتخرج منه الترسبات والقاذورات! وهذا ما يحدث للمرأة في فترة معينة من الشهر! وفي مرحلة معينة من العمر! اليونايتد كان يمر بفترة العادة الدهرية! مرحلة أخرج فيها كل القاذورات، وأُصيب فيها بآلام وخسائر وأعراض مصاحبة!

الآن في اليونايتد يعلمون جيداً، أنه مهما كان الوضع سيئاً في المواسم المقبلة، فإنه لن يكون سيئاً كهذا الموسم.. فلا يوجد ما هو أسوأ، ومرحبا بكم في الحضيض! هناك أوصلهم مويس؛ فجميع الفرق هزمت الشياطين الأليفة والطيبة! في الوضع العادي يجب أن تتحلى بالإيمان لتهزم الشيطان! لكن في وضع اليونايتد، الشيطان هو من فقد الإيمان بأنه شيطان!

وصلنا إلى مرحلة أصبح فيها فوز اليونايتد في أي مباراة خبراً غريباً! “اليونايتد يحرج البايرن في عقر داره.. ويخسر بثلاثية فقط”! سخر الجميع من يونايتد مويس، حتى مشجعي اليونايتد أنفسهم.. وهذه أعلى درجات الألم! أن تتألم حتى تتخطى مرحلة الآهات والدموع والحسرات.. وتصل إلى مرحلة الضحك! في الإمارات وصلنا إلى هذه المرحلة في يوم ما حين خسرنا من الجميع حتى المنتخب الهندي!

على حساب اليونايتد، حطم الجميع أرقامهم، وحققوا أحلامهم! وكان آخرهم إيفرتون الذي حقق شيء لم يحدث منذ 45 عام! إذ فاز على اليونايتد ذهابا وإياباً.. وهذا أفضل شيء فعله مويس لإيفرتون، كونه جاء من عندهم! لا آسف، أفضل شيء فعله لهم، أنه تركهم في الموسم الماضي! وربما يعود إليهم بعد هذه الهدية، إن كانوا حمقى بما فيه الكفاية! أي إن كانت حماقتهم بحجم حماقة إدارة اليونايتد التي انتظرت وانتظرت طويلاً، كأنها العاشق الولهان في “الحب في زمن الكوليرا”!

مويس قال سابقاً: “نرسم خططاً كبرى لسنوات مقبلة، لهذا منحوني عقداً لست سنوات”، لذلك أعتقد أن “أبو الموس”، يشعر بأنه لم يحظ بفرصته الكاملة! وهو ما يذكرني بمحمد سعد في فيلم “عوكل”، حين حصل على فرصة لتأدية دور أحد كفار قريش، وكان المطلوب منه أن يقول عبارة واحدة فقط، فقالها بشكل خاطئ: “نأخذ من كل رجل.. قبيلة”! وحين أرادوا طرده قال: “ما تدونا فرصة بقى”! هذا هو شعور مويس حالياً، أخفق بشدة، ويريد فرصة.. ليخفق أكثر!

والحقيقة أن إدارة المان يو تأخرت كثيراً في إقالته، فقط لئلا يسمعوا عبارة: “هذا ليس احترافا، لقد تسرعتم”! من أجل هذه العبارة ضحوا بموسم لليونايتد.. والله أعلم كم مانشستراوي في هذا الموسم، أصيب بجلطة في بنكرياسه! أو تلبك معوي في عقله! أعتقد أن صبر إدارة اليونايتد على مويس يجب أن يذهب مثلاً! فنقول “صبرت واندا على ماكسي لوبيز طويلاً، كصبر اليونايتد على مويس”! اضغط (هنا) لمعرفة قصة واندا وصبرها الطويل على ماكسي، ومن ثم خيانته!

مويس ظل مع إيفرتون 11 عام، وها هم حين رحل عنهم، أصبحوا ينافسون على مركز مؤهل لدوري الأبطال، ومان يونايتد خسر فرصة المنافسة على هذا المقعد الذي كان محجوزا باسمه! هل تتخيلون.. دوري الأبطال سيكون من دون مانشستر يونايتد! هذا هو الفشل المزدوج! أن تذهب إلى مكان جديد وتفشل، قد يقولون إنك لم تتأقلم! لكن أن تذهب وتفشل، ويصبح المكان الذي كنت فيه لعقد من الزمان أفضل وبسرعة.. فهذا يعني أنه يجب أن تجد لنفسك مهنة أخرى!

كيف ستجد فريقا تدربه يا مويس، بعد المأساة التي كتبتها لليونايتد بأحرف من ماء.. المجاري؟! عموما، انظر إلى أندية الخليج يا مويس، “مش عيب”! وإن لم تضبط، جرب أن تكون محللاً في “بي إن سبورت” بديلا لميدو! فهو مشغول حالياً بتدريب الزمالك وشتم الناس! والتلاسن مع عصام أو حِسام الحضري! الذي يلعب في نادي.. لا أعرف اسمه! ولا أريد أن أعرف!

إدارة اليونايتد عينت جيجز مدربا، علما أنه لايزال لاعب في الفريق.. وهذا أمر عادي وآخر حلاوة! جورج كلوني يمثل في الفيلم ويخرجه ويؤلفه وينتجه.. وفوق كل هذا، يذهب إلى السينما ليشاهده! وكذلك بين أفليك.. إنه أمر عادي، وجيجز بإمكانه الآن، إن شعر بأن الفريق ضعيف، أن يدخل كبديل، ويوجه اللاعبين من أرض الملعب.. وهذا خيار لا يملكه مورينيو مثلاً! وفي آخر مرة حاول مورينيو أن يثور على هذا الوضع تم تغريمه!

أما جيجز فبإمكانه الآن أن يدخل إلى دائرة المنتصف ويوجه اللاعبين، ويمرر معهم، ويسجل ويحتفل ويُصاب ويعترض على الحكم أربع مرات! مرة بصفته لاعب، ومرة بصفته كابتن الفريق، ومرة بصفته مدرب، ومرة بصفته الكبير وصاحب الشعر الأبيض! ما لا أفهمه هو: كيف سيثق لاعبو الفريق بجيجز؟! وهم يعلمون أنه دخل في علاقة مع زوجة شقيقه؟! ما يجعله أسوأ وبمراحل من إيكاردي “الواطي”! مجدداً، اضغط (هنا) لمعرفة قصة إيكاردي الذي خان صديقه ماكسي لوبيز.. وبفخر!

لو كنت مراسلاً إنجليزيا وقحا! كنت سأذهب إلى شقيق جيجز الآن وأسأله: بعد أن خانك مع زوجتك، ووصفته أنت بأنه مجرد حشرة، ها هو شقيقك يصبح مدربا لليونايتد، فما هو شعورك؟!

سيجيب بسرعة وهو يلتفت يمينا وشمالاً: مثل شعور أي مواطن عادي!

سأسأله السؤال الكلاسيكي الصعب: هل هناك نصيحة تحب توجيهها للشباب؟!

سيقول وهو ينظر إلى الكاميرا: أنصح لاعبي اليونايتد بإبقاء زوجاتهم في البيت! ويفضل أن يكون البيت في مكان بعيد.. ومجهول!

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا