برعاية

الموسى يقول: الاتفاق لأجل البيت العريق

الموسى يقول: الاتفاق لأجل البيت العريق

ما كان لهذا الفارس أن يترجل بعيداً عن مضماره الذي عرف فيه منذ 37 عاماً، فجماهير المنطقة الشرقية ومحبو الاتفاق في الشرقية وغيرها يتذكرون صولات وجولات «فارس الدهناء» وبطولاته وفنه الرياضي العريق، الذي أهله لغزو معاقل الكرة خلف الدهناء، ودك شباك كبرى الفرق بكتيبته الشهيرة بالكوماندوز والتي تعاقبت أجيالها من خليل الزياني بتاريخه الكروي العريق، وتمثيله المملكة كمدرب وطني لمنتخبها الأول، وكذلك عيسى وصالح خليفة اخوان، ومحمد أبو حيدر وجمال محمد وعادل الصالح ومحمد المغلوث وعمر باخشوين وسلمان نمشان، وغيرهم من شباب الدمام وحي الدواسر والعمامرة تحديداً حيث شرفة البحر، حيث اكتسب النادي نكهتها وجمال البحر وعطاءه منها؛ فالاتفاق فريق النواخذة، ربما كان الموج في هذا الموسم عاتياً عليه، وربما خانته ظروفه فغدا خارج دوري الأضواء بعد عمر مديد وحضور مشرف. أتخيل جماهير الاتفاق الوفية ووقفاتهم المميزة مع النادي الذي تميز أيضا بجملة محبيه ونخبة أعضاء شرفه التي يتمناها أي ناد؛ فما كان عبدالعزيز الدوسري ليستمر هذا العمر الطويل رئيساً للنادي لولا تلك القاعدة الداعمة من الجماهير والشرفيين الأوفياء، فهبوط الاتفاق لم يكن «كذبة ابريل» كما تمنيناها، بل هو واقع فرضته نقاط الدوري وفنيات منازلاته ليتنازل الاتفاق عن تاريخه في لحظات إحباط بالطبع لا يتحملها رئيس النادي فقط؛ فهي نتاج جملة ظروف صد عنها الجميع طويلاً حتى صار الاتفاق خارج الحلبة الكبرى وأضوائها، فخروج الاتفاق من دوري جميل حقيقة فرضها عدم الاتفاق غير المعلن بين فصائل النادي العريق الذي ظل يخوض غمار البطولات منذ عام 1965م، عندما حقق كأس ولي العهد ثم كأس الملك في عام 1968م، وبطولتي الدوري الممتاز في العامين 1983م و1987م، وغيرها من البطولات الكبرى محلياً وإقليمياً، وظل أيضاً مخزناً مرناً يمد منتخبنا السعودي الأول بالكفاءات، وهو تاريخ لا يمكن مسحه أو التنازل عنه في سيرة النادي العريق. وعودة إلى الإدارة الحالية وقصة الشرفيين التي تعنيهم ظروف المرحلة ونتائجها ويتحملون العبء الأكبر في الوصول بالنادي إلى هذا المربع، بعد أن اتخذ الفاعلون منهم مواقع المتفرجين وصناع النقد فقط، دون أن يقدموا للنادي طوق النجاة في مراحله العسيرة؛ حيث اكتفوا بالمراقبة والسماح للبعض بالكلام الكثير والنقد المبرح للإدارة واتهامها القاسي بالتفريط في نخب الفريق ونجومه، بل في بعض ما يقال ان النتيجة الحالية كان مخطط لها سوى انها جاءت أكبر من المتوقع، لتهزم الكرة في عموم المنطقة جالبة الإحباط والكثير أيضاً من المحفزات السلبية للجماهير، فماذا عسانا كمتابعين ونقاد أن نقول أو نقدم من وصفات في هذه الظروف التي أحبطت كل بيت في المنطقة الشرقية التي تعتبر الاتفاق واجهتها الكروية العريقة، ولكن نظل ننادي بالاتفاق بين كل المعنيين كمنهج لصياغة المرحلة القادمة ومعالجة الظروف الحالية؛ فنناشد الاتفاقيين كبيرهم وصغيرهم للصحوة ومواجهة كارثة الهبوط؛ فالوقت ليس مناسباً للبحث عن مشاجب لتعليق النتائج عليها، أو حتى البحث عن بدائل تحمل الممكن فقط دون أن تضمن، بل هي فرصة للعودة إلى أجواء العمل الاتفاقي وترتيب أوراق البيت العريق، ويتحمل الشرفيون العبء الأكبر في هذه المرحلة ليعود الاتفاق مصنعاً للنجوم وواجهة للكرة في المنطقة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا