برعاية

عبد الكريم خماس: الاحتراف كذبة والتشفير بدعة

عبد الكريم خماس: الاحتراف كذبة والتشفير بدعة

اعتبر نجم منتخبنا الوطني والنصر سابقاً عبد الكريم خماس أن الاحتراف مجرد كذبة، وقال: ان المشكلة ليست في الكذبة ذاتها بل أننا صدقنا هذه الكذبة، وحاولنا مجاراتها لنقل الكرة من زمن الهواية إلى الاحتراف بدون توفير الأرضية الملائمة لذلك.

مشيراً إلى أن الاحتراف عندنا عقود بالملايين فقط، معتبرا التشفير بدعة حرمته من متابعة الدوري، كما أشار إلى ان ابتعاد الشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم عن الساحة الرياضية خسارة كبيرة لكرة الإمارات.

وتساءل عبد الكريم خماس ماذا أضاف الاحتراف لكرة الإمارات بعد 6 سنوات؟، باستثناء تحسن أوضاع اللاعبين وحماية حقوقهم، موضحاً أن التاريخ يشهد أن أفضل نتائج الكرة الإماراتية تحققت في زمن الهواية، ويكفي التأهل إلى كأس العالم 1990 وتتويج العين باللقب الآسيوي في 2003.

وصرّح نجم نادي النصر الأسبق أن هناك أشياء كثيرة لم تتغير في كرة الإمارات منذ السبعينات حتى الآن مرتبطة بالعقلية، ولعل أولها النظرة إلى كرة القدم وقال: مازلنا ننظر إلى كرة القدم كمجرد هواية، بإمكان اللاعب أن يعمل في وظيفة أخرى ثم يأتي ليتدرب أو يخوض مباراة هل نسمي هذا احترافاً ؟، مضيفاً: لست ضد البحث عن تأمين المستقبل تمهيدا لمرحلة الاعتزال .

ولكن عند التوقيع على عقد احتراف مع ناد يجب احترامه والتفرّغ بالكامل لكرة القدم، أم نرضى بصرف الملايين على كرة هاوية، من هذا المنطلق نرى أن اللاعب مازال يؤمن أن كرة القدم لا توفر العيش الكريم بالرغم من أنه يستلم مبالغ خيالية.

ووجه خماس انتقادات لاذعة إلى طريقة تسيير الأندية، وقال: ان شركات كرة القدم حبر على ورق ووجودها صوري ولا تجتهد في البحث على مصادر تمويل غير التمويل الحكومي، وبما أنها أموال الحكومة ولم تتعب في الحصول عليها، لذا تجدها تنفق المبالغ الطائلة فيما لا يعني.

مقترحاً التقليل في الدعم الحكومي للأندية حتى تعتمد على نفسها من أجل البحث عن مصادر تمويل أخرى وقال: أشك في إدراك الأندية للمفهوم الحقيقي للاحتراف، بالنسبة لها يظل الاحتراف صرفاً للأموال، بينما في أوروبا نرى أن الاحتراف بقدر ما هناك إنفاق على عقود اللاعبين هناك عائدات كبيرة للأندية من عمليات التسويق والبث التلفزيوني وخاصة من ناحية استثمار عقود اللاعبين.

وأضاف: أعتقد أنه يجب على أنديتنا أن تفكر في كيفية الاستثمار في عقود اللاعبين الأجانب، وأن تحاول استقطاب لاعبين شباب وليسوا "عواجيز"، وفي حال تم بيع عقودهم مرة أخرى يكون بإمكان النادي استرجاع جانب من قيمة العقد.

وبخصوص عدد اللاعبين الأجانب، اقترح خماس الاقتصار على لاعبين أو ثلاثة فقط بدلا من أربعة، لحماية ميزانية الاندية ولاعبي المنتخب الوطني، مشيراً إلى أنه لم يحدث في أي دوري في العالم جلوس لاعبي المنتخب على دكة الاحتياط في المقابل يتم منح الفرصة للاعبين الأجانب.

وأيد لاعب منتخبنا والنصر سابقاً قرار تحديد سقف رواتب اللاعبين، وقال انه من المفروض ألا يتجاوز راتب اللاعب في دوري الخليج العربي 50 ألف درهم شهريا وعلى إدارات الأندية أن تستند على معايير دقيقة في منح الرواتب وضرورة التمييز بين اللاعبين الدوليين وبقية اللاعبين واللاعبين الاحتياطيين حتى لا تتبخّر الملايين في الهواء.

صرح عبد الكريم خماس أنه ساهم بـ 90 % من مجموع الألقاب، التي حصل عليها النصر من ضمنها 3 ألقاب في موسم 1985-1986 (موسم الحصاد)، الذي يعتبره أفضل المواسم التي لعبها في مسيرته الرياضية، خصوصا أنه نجح في رفع هذه الألقاب وهو كابتن الفريق، لذا لا ينسى أبداً هذه اللحظات الخالدة، التي تسلم فيها لقب كأس صاحب السمو رئيس الدولة، من يدي المغفور له الشيخ زايد بن سلطان.

عن سرّ تألق النصر في الثمانينات وخاصة في موسم 1985-1986، أوضح عبد الكريم خماس أن سر النجاح كان في تكاتف المجموعة وجهود الإدارة، مشيراً إلى أن الجهود لا تبذل فقط على الملعب بل خارجه أيضاً وقال: بصفتي كابتن الفريق كنت أقوم بجهود خارج الملعب توازي ما اقوم به داخله، حيث كنت أجتمع مع اللاعبين بغرفتي لحل كل المشاكل وكنا نعاتب اللاعب المقصّر بحق الفريق أو اللاعب المتأخر عن التدريبات أو من يفرط في السهر وكنا على قلب واحد ومنسجمين لأقصى الدرجات.

أكد عبد الكريم خماس، أن الشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم علامة فارقة في تاريخ النصر والكرة الإماراتية بشكل عام وقال: لعب الشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم دوراً مهماً في حصد الألقاب، التي توج بها النصر في تلك الفترة.

وعن الأسباب التي تقف وراء إخفاق النصر طيلة ربع قرن، قال خماس: مع كل الاحترام والتقدير لجميع مجالس الإدارات، التي تعاقبت على النصر لم ينجح أي منهم في تعويض أبرز شخصيتين كان لهما الفضل في صعود الفريق على منصات التتويج أكثر من مرة، هما سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم والشيخ مانع بن خليفة آل مكتوم وترك ابتعادهما فراغاً كبيراً.

خاصة أن العلاقة مع اللاعبين كانت قوية وكانا يقضيان أوقاتا طويلة معهم ويحضران مباريات الفريق حتى خارج دبي ووجودهما كان يرفع معنويات اللاعبين، هذه الميزة لم تعد موجودة في النصر وأعتقد أنها وراء غياب النصر عن الألقاب طيلة هذه الفترة الطويلة.

وأكد لاعب النصر السابق، أن فريقه لن يستعيد هيبته إلا بأبنائه وقال: في زمن الاحتراف لا يهمّ من أي ناد جاء اللاعب لكن هذا التفكير غير صحيح في دورينا لسنا في ألمانيا أو في إنجلترا يجب أن يمثل أبناء النادي الثقل الأكبر في أي فريق بنسبة 50% على الأقل.

رغم مرور السنوات الطويلة، لم ينس عبد الكريم خماس غيابه عن مونديال ايطاليا 1990، وقال انه بقدر سعادته بمسيرته الكروية الحافلة بالألقاب مع النصر مازال يشعر بحسرة لعدم مشاركة زملائه اللحظة التاريخية في المونديال، مشيراً إلى أنه كان يستحق أن يكون ضمن قائمة المونديال ، ومؤكدا احترامه لموقف المدرب البرازيلي كارلوس ألبيرتو، الذي لم يضمه.

يعتبر عبد الكريم خماس دعوة المدرب الانجليزي دون ريفي للانضمام لمنتخب الإمارات نقطة التحول في مسيرته الرياضية، مشيراً إلى أنه كان لاعباً احتياطياً في النصر، وبالرغم من ذلك وجه له دون ريفي الدعوة للالتحاق بصفوف الأبيض للمشاركة في بطولة الخليج ببغداد في 1979، وبفضل انضمامه للمنتخب أصبح خماس من اللاعبين الأساسيين في تشكيلة العميد بعد ذلك، خصوصا بعد تعرّض المدافع عبيد عبد الكريم للإصابة.

وأضاف خماس قائلاً: كان الانجليزي بات ستيوارت مدرب النصر نهاية السبعينات يرفض المجازفة بمنحي فرصة اللعب مع الفريق، بحكم أني كنت لاعباً ناشئاً وأعتقد أنه لم يكن مخطئا في قراره، قبل أن يفأجئني مواطنه دون ريفي مدرب الأبيض بدعوتي للمنتخب الأول ونجحت في أن أثبت وجودي.

صرّح عبد الكريم خماس أن إخلاصه وعشقه للأزرق بلا حدود وتحدث عن قصة طريفة تعود أحداثها إلى منتصف الثمانينات عندما قررت الإدارة اعتماد مبدأ التكافؤ في رواتب اللاعبين وقال: كان راتبي 4 آلاف درهم قبل أن يتم تخفيضه إلى 1500 درهم مثل بقية زملائي، القرار فاجأني ومنذ صدور القرار لم أستلم راتبي ولعبت لمدة 4 سنوات بدون راتب وكان همي الوحيد الإخلاص للنادي، الذي تربيت فيه وتعلمت به كرة القدم وأغلب الألقاب، التي توجت بها مع النصر كانت في الفترة، التي لم أستلم فيها الراتب.

يعتبر عبد الكريم خماس نفسه أول ضحايا تشفير الدوري الإماراتي بحكم ظروف عمله، حيث يقضي فترات طويلة خارج الإمارات وقال: التشفير كان وراء ابتعادي عن الدوري الإماراتي، ولم تعد لدي الرغبة في مشاهدة المباريات، وبرأيي كان على المشرفين البحث عن اجراءات أخرى لزيادة عدد المتفرجين مثل توزيع مباريات الدوري بين 3 أو 4 أيام خلال الأسبوع مثلما يحدث الآن في أغلب الدوريات الأوروبية وجعل الملاعب أماكن جاذبة للعائلات من خلال تحسين المرافق.

أكد عبد الكريم خماس أن اختيار المدرب المواطن مهدي علي كان قراراً صائباً، خاصة أنه أثبت جدارته وحقق نتائج ايجابية في جميع المراحل من الناشئين والشباب والمنتخب الأولمبي، موضحا أنه المدرب الوحيد الذي يملك القدرة على قيادة منتخبنا إلى نهائيات كأس العالم.

وأعرب لاعب النصر سابقا عن تفاؤله بقدرة مهدي علي بتحقيق انجاز عالمي جديد بعد مونديال 1990، بشرط العمل من الآن ووضع برنامج وخطة عمل قبل تصفيات نهائيات 2018، مشيرا إلى أن فرصة مهدي علي قوية باعتبار أن منتخبنا شاب وبإمكان المجموعة الاستمرار فترة طويلة.

كما أكد عبد الكريم خماس أن د. عبد الله مسفر أكد أن المدرب المواطن قادر على تحقيق أفضل النتائج في دوري الخليج العربي إذا أتيحت له الفرصة ووفرت له الأندية ما توفره للمدرب الأجنبي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا