برعاية

السباحة حول برج العرب.. مغامرات خيرية

السباحة حول برج العرب.. مغامرات خيرية

صغار وكبار، هواة ومحترفون، سيدات وصبايا، رجال وفتيات، تجمعوا في الصباح الباكر، متحدين برودة الطقس وتقلبات الجو، حباً لمغامرة خيرية عبر السباحة حول برج العرب 2014 لمسافة 1600 متر متواصلة بلا توقف، يشارك فيها المحترفون وأصحاب الخبرات الجيدة في السباحة، فيما نظم سباق آخر للهواة، خصوصاً الصغار دون الثامنة من عمرهم.

ولكبار السن في مسافة 800 متر، لكن كانت المفاجأة هي مشاركة الأطفال والفتيان وكبار السن في سباق المحترفين لمسافة 1600 متر، وأكملوا السباق وحققوا أرقاماً جيدة، ويذهب ريع هذه المغامرة إلى دعم الجهود الإنسانية لمنظمة «أطباء بلا حدود»، والهلال الأحمر الإماراتي.

لم أكن أتوقع أنني بهذه القوة والصلابة وقادرة على سباحة 1600 متر متواصلة، لكنها قوة التحدي وروح المشاركة الجماعية منحتني قوة دفع إضافية، هكذا كان لسان حال أكبر مشاركة، مارغريت برايس، واقتربت من عقدها السابع، لكنها تسبح برشاقة صبية في العشرين، إذ قطعت مسافة 1600 متر بلا توقف، لتتوج على رأس فئتها العمرية، وقالت إن حب الخير والمشاركة فيه يفعل المعجزات.

ويقابل تحدي المسنة البطلة مارجريت أربع صبايا، أكبرهن لم تتعدَّ الحادية عشرة من عمرها، وهن «سانا 11 سنة إيلينا 11 سنة إيما 9 سنوات إيدين 10 سنوات»، وشاركن في السباق، وأكملن حتى النهاية، وتم تحفيزهن بميداليات تكريمية لهذا التحدي والمجهود الخارق.

وفي نهاية السباق، تهافتت المراكز التدريبية عليهن لأجل رعاية هذه المواهب، فيما أكدت أسرهن أن هذا السباق سيكون فاتحة لمشوارهن نحو الاحتراف الكامل لهذه الرياضة المفيدة للجسم والعقل، خصوصاً الفتيات.

وكانت كويلا ولويس ثنائياً أدهش الحضور بمستوى سبحاتهما بنفَس واحد منذ بداية السباق حتى الرمق الأخير منه، وتبين التحدي بينهما للحصول على المركز الأول، وفي النهاية نجحت كويلا في الفوز به بفارق ضئيل، لكن بعد أن أمتعا الحضور بالإثارة ومقاومة التيارات البحرية بقوة سباحتهما، وكانت المفاجأة في خط النهاية أنهما من مدرسة واحدة لتعليم السباحة ورعاية نجوم السباحة في دبي، وكانتا ضمن فئة الفتيات.

وفي فئة السيدات، نجحت الهولندية كوين فان بيل في الفوز بسباق فئتها بفارق مهول عن أقرب منافسيها، وامتاز أسلوبها بالأداء الاستعراضي، برغم برودة الماء وطول المسافة والتعرجات الخطيرة حول برج العرب وكثافة المشاركات.

وكلها عوامل تقول عنها كوين إنها أعطتها روح التحدي لأجل المواصلة بقوة وتشريف مدربتها، وتقول إنها دخلت هذا التحدي لإثبات قدرتها على السباحة المتواصلة بلا توقف، وهي تمارس السباحة بمعدل 9 مرات في الأسبوع بمعدل 3 ساعات في المرة الواحدة، وهو الأمر الذي أكسبها خبرات في المسافات الطويلة وقوة تحمل.

وفي فئة المحترفين، جاءت المشاركة قمة في القوة والندية، يتقدمهم البطل الإماراتي عبيد الجسمي الذي وصف المشاركة بالاحتفالية ذات الدوافع الخيرية، لكنها لم تخلُ من التحدي والقوة والإثارة، لا سيما أن الفعالية نظمت في الصباح الباكر ووسط درجة حرارة منخفضة، لكن حرارة التنافس جعلت الأجواء داخل الماء ساخنة، وثمن عبيد تنظيم هذه الفعالية سنوياً، مطالباً الهواة والمحترفين بالمشاركة فيها، لأن أهدافها سامية نبيلة، والكل فيها فائز، حتى من لم يكمل السباق ونال شرف المشاركة فقط فهو فائز.

وكان سباق الصبيان هو الآخر لا يخلو من القوة وروح التحدي والإثارة من البداية حتى خط النهاية، وكانت قمة الإثارة في خط النهاية عندما كان البوسني عبد الله زواجو متقدماً حتى الأمتار العشرة الأخيرة من خط النهاية، لكنه تعثر وسقط ثواني معدودة، كانت كفيلة بأن تعطي منافسة توماس الأفضلية ولقب السباق، لكن الجمهور تعاطف مع الفائز الثاني، لأنه كان متفوقاً منذ انطلاقة السباق.

ولولا حظه العاثر في الأمتار الأخيرة لتوج بالسباق، لكن الجميع كان فرحاً بأنه نجح في إكمال مسافة السباق 1600 متر، وهو مكمن التحدي، فضلاً عن الدوافع الخيرية، هكذا تحدث صاحب المركز الثاني عبد الله، وقال إنه يكاد يكون مدمن سباحة، وهو يتدرب بمعدل ثلاث إلى أربع ساعات يومياً حسب ظروفه الدراسية.

قال كريس بيري، المدير العام لـ«وايلد وادي»، «تميزت فعالية «السباحة حول برج العرب 2014» بأجواء اجتماعية رائعة، وركزت على اللياقة المقرونة بالاستجمام والمرح، وإننا سعداء بمشاهدة أعداد متزايدة من المشاركين في هذه الفعالية السنوية، ما يعني جمع المزيد من الأموال لمصلحة المحتاجين، ولدعم مبادرات إنسانية نبيلة سنوياً، وإذكاء روح التنافس الرياضي وسط المشاركين، وهو أمر يحبب لهم ممارسة السباحة باحتراف».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا