برعاية

عجب...الاحتراف في رجب

عجب...الاحتراف في رجب

يُقال بأن كتب التاريخ الموثوقة تصمت تماما عن البوح بأي معلوماتٍ حول أصل المثل العربي الشهير "لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب"، ولكن من قال بأن الأجوبة تعيش في الماضي دائما لننبشه؟

استهلت أنديتنا الإماراتية منذ أيامٍ معدودة مشاركاتها الخارجية بين بطولة الأندية الخليجية ودوري أبطال آسيا، ورغم أنه لم تكن قد مضت سوى جولةٍ يتيمةٍ، هبّ المُحبطون والمُثبطون من كل حدبٍ وصوب، فيعزّ على هولاء أن تغزو أنديتنا البطولات دون طابورٍ خامسٍ يُظهر لها عكس ما يُبطن.

عندما عاد النصر بعد ربع قرنٍ إلى البطولة الخليجية لينتصر بالخماسية النظيفة، ظهر مكسّرو المجاديف ليذكّروا الموج الأزرق بأنه ضرب "خورا" ضعيفا هشا، فضيفه القطري يقبع بالمركز قبل الأخير في دوريه.

وعندما لدغ الجزيرة ضيفه الريّان وافتتح مشواره الآسيوي بفوزٍ ثمين، فرك هادمو اللذات كفتيهم بمتعةٍ وسرور، فهي اللحظة المثالية ليذكّروا العنكبوت بأنه قد افترس خصما ميتا لا حياة فيه، فهو يقبع بالمركز قبل قبل الأخير في دوريه.

ولما تبسّم في وجههم الحظ، فتكالبت على الشباب سوء أرضية الملعب وضعف الإنارة ليسقط في فخ التعادل مع الشعلة السعودي، شفطوا نفسا طويلا من "شيشة الشماتة" وزفروا قائلين "ألم نحذركم؟"

قد يستغرب البعض أنهم أبدوا مثل هذه الضراوة بعد يومٍ واحدٍ فقط من المشاركات، ولكن عليك أن تفهم بأنهم كانوا قد غطّوا في سباتٍ عميقٍ منذ كسب بني ياس نهائي البطولة الخليجية، فلم يتسنى لهم التنفيس عن أمراضهم منذ قالوا باستهزاءٍ "على أي حال، ليست بطولةٌ ذات قيمةٍ حقيقية".

ولأنهم يعشقون التصيد في الماء العكر، وفهم التيار حسب ما يودون لا بحسب الهدف الذي يصب فيه، سيعبّرون كلماتي على أنها دعوةٌ ساذجةٌ للتطبيل لنتائج أنديتنا، وكأن جوارديولا ورجاله باتوا ينتفضون خوفا منها.

أدرك بأن ننائج أنديتنا بعيدةٌ عن المأمول بالنظر إلى إمكاناتنا وطموحنا، فلا يُعقل أن تكون ميداليات البطولة الخليجية هي الوحيدة التي تطوّق أعناق لاعبينا، ولم يعد يسد رمقنا أن نتخطى عتبة الدور الثاني من دوري أبطال آسيا.

ولكن لن أصمت عن الخلط المجحف بين الانتقاد والهدم، لا سيما حينما يتم في كأس الوطنية ليتجرعه البسطاء دون أدنى شكٍ فيما يحدث!

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا