برعاية

مكافآت الفوز بالمباريات «بدعة» في زمـن الاحتراف

مكافآت الفوز بالمباريات «بدعة» في زمـن الاحتراف

بعد 6 سنوات من تطبيق الاحتراف الكروي، لانزال نعيش في جلباب الهواية، سواء في مفاهيم أو معتقدات، لدينا إرث من عصر الهواية لم نتخلص منه بعد هذه السنوات من تطبيق النظام الاحترافين سواء في العديد من السلوكيات أو المفاهيم الإدارية، البعض يراه وضعا طبيعيا مقارنة بعدد سنوات التطبيق التي تعتبر ضئيلة..

والبعض يراه سيرا ببطء لا يتواكب مع سرعة النهضة في كافة المجالات الأخرى، ومن بين الموروث مكافآت الفوز، التي تصرف للاعبين دون أن يكون لها عائد فني أو تحقيق هدف النادي، خاصة وان اللاعبين يتقاضون رواتب كبيرة ويفترض ان يكون مردودهم ايجابيا لأنديتهم من خلال المران بجدية وتحقيق الفوز في المباريات وتطور المستوى، بما ينعكس علي الاداء العام وتطور المنتخبات.

مكافآت الفوز أصبحت تشكل عبئاً على إدارات شركات الكرة، حيث تقول الاحصائيات انها تكبد الاندية ما بين 20 الى 35 % من قيمة موازنة الشركات، على الرغم من تحديد لجنة دوري المحترفين لسقف محدد للمكافآت والحوافز لا يتجاوز 6 ملايين درهم، ولكنه يخترق مثله وسقف الرواتب..

والغريب ان الاندية تصرف حتى لو لم تحقق الاهداف، لا لشيء سوى انه موروث لا بد من منحه للاعبين، كل الآراء التي استطلعنا رأيها طالبت بتقنين الصرف واخضاعه بتحقيق الاهداف، حتى اللاعبون طالبوا بذلك حتى نخطو بشكل صحيح في طريق الاحتراف، البيان الرياضي يفتح هذا الملف للمرة الاولى وجاءت الآراء من خلال هذه السطور:

اعتبر مسلم العامري رئيس مجلس ادارة شركة الظفرة لكرة القدم، أن مكافأة الفوز بالمباريات تعد موروثا من زمن الهواية، وتعود عليه اللاعبون، لكونها كانت تعويضا مناسبا عن قلة مستحقات اللاعبين حين ذاك، ولكن مع تحول منظومة العمل الى الاحتراف، توارثت الادارات هذه المكافآت على الرغم من زيادة مستحقات اللاعبين بنسبة عالية،..

ومن الطبيعي ان يتم اعادة تقييم الموقف بما يتناسب مع متطلبات المرحلة المقبلة، من خلال قيام كل شركة كرة بتحديد أهدفها مع بداية الموسم، هل سيكون المنافسة علي القمة، او احتلال مركز متقدم، أو البقاء في منطقة الامان بعيدا عن شبح الهبوط لدوري الهواة، وبناء على ذلك يتم التعامل المنطقي لصرف مثل هذه المكافآت.

ويضيف رئيس شركة الظفرة قائلا: بعد تحديد الاهداف تقوم الشركات بوضع نظام لصرف المكافآت بشكل موسمي، وفق مردود اللاعبين لتحقيق الهدف، واذا كان هناك اعتراض من بعض اللاعبين على صرف مكافأة تحديد الهدف فى نهاية الموسم يمكن حساب النقاط بشكل شهري ويمنح اللاعبون نصف المكافآت ويؤجل النصف الاخر لنهاية الموسم في حال تحقيق الخطة الموضوعة..

وهنا يكون دافع اللاعبين لتحقيق الفوز اكبر، فيستفيد النادي واللاعب في آن واحد، وهنا يجب ان تكون هناك برامج توعية للاعبين من أجل ايصال مثل هذه المفاهيم الاحترافية لهم، لأنهم لو وصلوا لمرحلة احترافية عالية سيكون اللاعب الرابح الاول بصرف المكافآت ويربح النادي بتحقيق الاهداف المرجوة.

العواني: الحوافز تعود لظروف كل ناد

يقول عارف العواني رئيس شركة الوحدة لكرة القدم، إن الحوافز التي تصرف نتيجة التميز في الاداء وتحقيق الفوز، وهي تختلف من ناد الى اخر وفق ظروفه واهدافه، فهناك اندية تهدف للبطولة واخرى تسعى للتواجد فى المسابقة، وبناء على تحقيق هذه الاهداف يتم التعامل مع اللاعبين، من خلال نظام حوافز ايضا يختلف من ناد الى اخر وفق امكاناته، وهناك طرق متعددة للصرف مثل النقاط التصاعدية...

والمركز الذي يحتله الفريق، وعدد النقاط التي يحصدها، او رصد مكافآت توزع في نهاية كل موسم، واندية ترصد مكافآت محددة عن المباريات المهمة، ونحن في نادي الوحدة نرفض وضع أي مكافآت مسبقة لأي مباراة. عموما في عالم الاحتراف اللاعب يؤدي وظيفته من خلال المران واللعب وتحقيق الفوز لناديه..

ويظل أمر هذه الحوافز يخضع لظروف كل ناد وقدراته المالية، ومدى تميز اللاعبين في الاداء وتحقيق المطلوب، ولكني اؤكد ان مثل هذه الحوافز لا بد ان تخضع لآلية معينة تحقق الصالح العام للطرفين "النادي واللاعب"، ولا بد ان تتضمن العقود المبرمة مع اللاعبين مثل هذ الالية حتى يعرف كل طرف ما له وما عليه.

بصراحته المعهودة يقول عبدالله حارب رئيس شركة الوصل السابق، أنا مضطر لصرف مكافآت فوز واجادة والعديد من الحوافز، اولا لأننا لا نطبق الاحتراف الذي نسير في طريقه منذ 6 سنوات.

ولا نزال نسير بمفاهيم الهواية الغالبة حتى الان، ثانيا لأنني مضطر للصرف لإغراء اللاعب على البقاء في النادي لقلة المعروض من اللاعبين في السوق لذلك نكسر سقف الرواتب وسقف المكافآت وكل الاسقف المنظمة للعمل، لأنني ببساطة لو لم ادفع للاعب مزيدا من الاموال فسوف يبتعد عني ويذهب لآخرين يمنحونه اضعاف ما يناله مني.

ويكشف عبدالله حارب قيمة ما يصرف على هذه المكافآت بقوله لا تقل عن 700 الف في المباراة الواحدة، ما بين جهازين فني وإداري ولاعبين، فلو حقق الفوز في 10 مباريات خلال الموسم فسيكون مطلوبا صرف 7 ملايين درهم، وللأسف صرف دون عائد، ما فائدة صرف دون تحقيق بطولة، اذا سيكون هدرا بلا هدف، انا لا أختلف مع الآخرين في ضرورة تقنين الصرف ووضع اهداف ولكني اختلف معهم بأن الكلام شيء والواقع شيء آخر.

بن خادم: تعزيز ثقافة اللاعبين الاحترافية أولاً

قبل التفكير في التطبيق وفق تحقيق الاهداف علينا اولا الاهتمام بتعزيز ثقافة الاحتراف لدى اللاعبين، بهذه الكلمات بدأ بطي بن خادم رئيس شركة الشعب لكرة القدم كلامه، واضاف قائلا: للأسف منظومتنا احترافية ولكنها لاتزال تدور في فلك الهواية، مما يتطلب وقتا من اجل اجراء التغيرات اللازمة التي تؤدي الى احتراف كامل...

والحقيقة الاندية لاتزال تعاني بشدة من موروثات الهواية، فأنا اقوم بدور اجتماعي اكثر مما اقوم بدور احترافي يؤدي الى التطور الاداري والفني، ولك ان تتخيل ان اللاعب يبحث عن العائد المادي قبل ان يقدم الاداء الذي يزيد من عائده المالي.

مثل هذه المكافآت تكلف بعض الاندية ما يوازي 30% من ميزانية شركة الكرة، دون ان يكون هناك مردود حقيقي من وراء صرف هذه الحوافز، وانا مع التقنين ووضع آلية احترافية لصرف الحوافز.

ولكن علينا ان نهيئ اللاعب للتعايش مع الاحتراف بمفهومة الصحيح، معظم لاعبينا لديهم وظائف ويداومون ويبحثون عن التفرغ ومطلوب مني أن أسعى لتفريغهم، ان عالم الاحتراف يتطلب الكثير ونحن لانزال نحبو في أولى خطواته.

عبدالعزيز:تشكل نسبة كبيرة من الميزانية

يكشف محمد عبدالعزيز جاسم نائب رئيس شركة الشارقة لكرة القدم النقاب عن تكبد الاندية لمصاريف باهظة من جراء مكافآت الفوز، تتراوح ما بين 10 - 20% في المتوسط، لأننا لو تحدثنا عن فريق يحقق الفوز في 70% من مبارياته، يكون عندنا 16 مباراة كل منها تتكلف حوالي نصف مليون درهم يكون لدينا صرف يبلغ 8 ملايين درهم سنويا، عدا مكافآت يتم صرفها في حال الفوز بالبطولات.

والمفارقة أن الصرف على مثل هذه الحوافز يكون في أغلب الاحيان بلا هدف، بمعنى أن ناد صرف 8 ملايين او اكثر او حتى اقل دون ان يحقق الفوز بالبطولة.

وعن تحديد لجنة دوري المحترفين لسقف حوافز لايزيد عن ستة ملايين درهم فى الموسم، يقول محمد عبدالعزيز، نعم هناك سقف للمكافآت ولكن لو فريق يحقق الفوز وهناك لائحة صحيح نحن نلتزم باللوائح ولكن بعض الاندية تقف عاجزة امام متطلبات الفريق،

الفورة: المكافآت من رجال الأعمال

يتفق احمد الفورة نائب رئيس شركة عجمان لكرة القدم مع الآراء المطالبة بتقنين مكافآت الفوز، وربطها بأهداف يحددها النادي سنويان ويتم تضمينها بالعقود حتى تكون ملزمة لكل طرف...

وقال من عير المعقول ان تصرف حوافز للاعبين دون ان يحققوا الهدف الذى وضعه النادي، واذا كانت هذه المكافآت موروث من عالم الهواية فالوضع قد تبدل وامور اللاعبين المادية تحسنت كثيرا، ولابد ان يكون التعامل وفق منظومة الاحتراف، من يحقق ينال المقابل.

واضاف نائب رئيس شركة عجمان للكرة قائلا: لنا تجربة جيدة فى عجمان، صحيح قد لا تتوافر لبعض الاندية من خلال تحمل ابناء النادي من رجال الاعمال لقيمة مكافآت الفوز..

وهذا تعاون متميز مع ابناء النادي واقطابه، مما يقلل من قيمة مصاريف والتزامات النادي والتي تشكل عبئا كبيرا على الموازنة، خاصة وان العائدات لا تغطي الالتزامات، ومن الضروري ترشيد الانفاق خاصة في موضوع حوافز اللاعبين حيث ارى ضرورة ارتباطه بتحقيق الاهداف المرسومة من قبل الاندية، اما آلية الصرف فهذا يعود لإدارة كل ناد.

بن بدوة: استيعاب الاحتراف يحتاج إلى وقت

يطالب محمد عبدالله بن بدوه عضو مجلس إدارة نادي العين، بضرورة السير في خطوات تطبيق الاحتراف الكامل كخطوة اولى، وتوعية اللاعبين بمفاهيم ومتطلبات الاحتراف، حينها سوف يستوعب اللاعبون متطلبات العملية الاحترافية..

ومن بينها موضوع مكافآت الفوز، لان اللاعب يريد بعض الوقت للتحول الفعال ما بين الهواية والاحتراف وهذا وضع طبيعي، كما يحتاج الشارع الكروي نفسه الوقت المناسب لاستيعاب الفكر الاحترافي ومتطلبات العملية الاحترافية بمفهومها الصحيح.

ويضيف بن بدوه قائلاً: أنا من مؤيدي وضع شركات الكرة اهداف تسعى لتطبيقها والوصول لها على مدار الموسم الكروي، ووفق هذه الاهداف وتحقيقها، يمكن صرف المكافآت الخاصة للاعبين، وهذا سيزيد من التنافس القوي بين اللاعبين انفسهم من اجل التواجد فى التشكيلة الاساسية، والمشاركة في المباريات، والسعي لتحقيق الفوز من اجل الوصول الى الاهداف المنشودة للنادي.

النعيمي: يجب تحويلها إلى مكافآت تحفيزية

يرى محمد سعيد النعيمي نائب رئيس اللجنة الفنية في لجنة دوري المحترفين، ان عصر الاحتراف يلزمه تغير في استراتيجية الأندية فيما يتعلق بصرف المكافآت، وتحويلها من مكافآت فوز وتعادل الى مكافآت تحفيزية تشجيعية، لان عقود اللاعبين الشهرية زادت بدرجة كبيرة، من غير المعقول أن ينتظر لاعب ينال 300 الف درهم شهريا علي سبيل المثال، مكافاة فوز تعادل 10 أو حتى 20 الف درهم.

وانا يجب تحفيزه من خلال التألق في المباريات، أو تسجيل هدف، أو الاجادة في تنفيذ واجباته وتعليمات الجهاز الفني، لأنه يفترض أن اللاعب موظف يؤدي عمله ومهمته التي ينال عليها راتبه الكبير.

عبدالمجيد: عرف سائد ينبغي تغييره

 لا يختلف عبد المجيد حسين مشرف الكرة في شركة الاهلي مع ما تم طرحة، حيث يرى أن تحويل مكافآت الفوز إلى مكافآت تشجيعية وحافز للاعبين، نظير تحقيق خطط وبرامج الشركة والوصول الى معدلات الاداء المطلوبة، وفق الية محددة وسليمة ومرتبطة بالعقود المبرمة مع اللاعبين، ليعرف كل طرف ما له وما عليه ولكنه يختلف من ناحية زمن التطبيق..

حيث يرى ضرورة توعية اللاعبين بشكل كاف بمضمون مثل هذه المقترحات الاحترافية، لأن صرف مكافآت الفوز عرف سائد من سنوات ومن الصعب تقنينه مرة واحدة، لان في مثل هذه الحالية يكون مردود اللاعبين سلبيا.

عبيد: النصر يصرف 50 % من الحوافز

 يقدم خالد عبيد مدير فريق النصر تجربة نصراوية يتم تطبيقها بنجاح خلال الموسم الحالي، اننا حددنا اهدافنا من بداية الموسم، وقررنا صرف حوافز تشجيعية للاعبين عند الوصول الى الاهداف التي حددتها ادارة النادي، ومن اجل تحفيز اللاعبين يتم صرف 50% من هذه الحوافز في حال تحقيق الفوز بشكل شهري..

وابقاء النصف الاخر من الحوافز الى نهاية الموسم، فاذا حقق النادي الاهداف التي رسمها وخطط لها يتم صرف نصف الحوافز التي لم يتم صرفها واذا لم يحقق الفريق الهدف المنشود لا يتم الصرف والاكتفاء بما ناله اللاعبون على مدار شهور الموسم الكروي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا