برعاية

كلاشنكورة: هواتف وتهديد بالقتل.. نيمار وروسيل وكاسياس ورئيس لاتسيو!

كلاشنكورة: هواتف وتهديد بالقتل.. نيمار وروسيل وكاسياس ورئيس لاتسيو!

“كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع سوبر منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!

أكتب هذا المقال بعد مشاهدتي لفيديو تدور أحداثه في هندوراس.. اشتباك بين جماهير فريقين، يسقط أحدهم في يد خصومه، فيضربونه بشكل جماعي ووحشي مقزز، يبين لنا أن الإنسان مجرد وحش مفترس، أدخلوه إلى المدارس!

بعض الأشخاص، يجعلونك تكره كرة القدم حقاً، وتشفق عليهم وعلى نفسك منهم! هم مستعدون لأن يشتموك أو يقتلوك بسبب لعبة، أو نجم مفضل.. إذا ماذا ستفعل بي من أجل مال أو امرأة؟! يا أخي اقتلني، لن أمنعك، لكن أقتلني لسبب مقنع، ماذا سأقول للملائكة وأنا ميت؟! قتلوني لأني سخرت من كريستيانو!

عموما، كلاوديو لوتيتو رئيس نادي لاتسيو قال عن مسألة بيع أحد لاعبيه: “أمس تلقيت من 50 إلى 70 إلى 80 مكالمة هاتفية من مشجعين متعصبين طلبوا مني فيها ترك لاتسيو وهددوني بالقتل”! سحقاً! يا رجل، ماذا تنتظر.. قدم استقالتك وتوجه إلى لندن بسرعة! وأوصل تحياتي وقبلاتي إلى روسيل! في المؤتمر نفسه، رن هاتف لوتيتو، فأجاب على الهاتف، ومن ثم أشار به للصحافيين وقال: “إنه مشجع للاتسيو، يقول إنني يجب أن أترك لاتسيو بأقصى سرعة”! هذا لم يعد هاتف رئيس نادي.. إنه هاتف مطعم لبناني!

يا أخي، لماذا يعرف الجميع رقم هاتفك؟! ليست مشكلة، غير الرقم وابدأ حياة هاتفية جديدة! افعل مثل نيمار الذي قال سابقاً: “أشعر باستياء بسبب مجموعة من الأشخاص، يقولون إنهم من جماهيري، ولكن لا أعتقد أنهم كذلك، لقد اضطررت لتغيير هاتفي أكثر من مرة خلال أسبوعين”! غير يا حبيبي، بل وغير رقمك كل يوم.. الله يخلي لك ملايين برشلونة! ويطيل في عمر والدك الذي سيأتي لك بالملايين دائماً.. إن لم يدخل السجن! نيمار أضاف: “بعضهم يظل يتصل بي طوال الفجر ولا يتوقف عن بث رسائل إلى رقمي”، جميعنا نعاني بشكل أو بآخر.. فهذا ما تفعله بنا شركات الإعلانات!

نعود لكلاوديو لوتيتو، فهناك أمر لم أفهمه، وأتمنى أن يوضحه لي بنفسه! لماذا ترد على الهاتف وأنت في مؤتمر؟! كونك مهدد بالقتل، لا يمنحك حق التصرف بقلة أدب! لوتيتو أضاف: “أعيش تحت الحماية.. المشجعون جزء من النادي لكنهم الآن تجاوزوا حدودهم”! يا أخي أي إنسان يهددك بالقتل، فهو تجاوز حدوده وحدود المنطق والإنسانية.. عموماً، هناك حلان أمامك الآن لا ثامن لهما: إما أن تذهب إلى لندن.. أو يذهبوا هم إلى لندن! في كل الأحوال، وبما أننا تحدثنا عن الهواتف وروسيل! يجب أن أذكر هذا الأمر، فأنا ليس لدي موقف شخصي ضد روسيل.. أنا موقفي ضده فلسفي!

روسيل “حين كان رئيساً لبرشلونة”، يا سلام، جديدة هذه العبارة.. وجميلة! روسيل في تلك الأيام، وحين قرر التعاقد مع تاتا مارتينو، واجه مشكلة صغيرة، وهي أنه لا يملك رقم هاتف مارتينو! وهذا أمر غريب حقاً، فكل الناس على ما يبدو يملكون رقم كل الناس! وهذا ما تبيناه في مسألة هاتفي نيمار ورئيس نادي لاتسيو.. فكيف لا تملك أنت، بصفتك رئيس أفضل نادي في العالم.. من حيث الاستحواذ! كيف لا تملك رقم أحد أكبر المدربين في العالم؟! عموما، الحل كان بسيط؛ روسيل اتصل برئيس وزراء الباراغواي، وأخذ رقم مارتينو منه! يعني لو أردت رقم جون تيري مثلاً.. هل كنت ستتصل بالملكة؟! تخيل أنك رئيس وزراء، ويتصل بك أحدهم، ليأخذ منك رقم رجل من “العوام”؟! ألن تشعر حينها بأنك موظف بدالة؟!

عموما، هذا يبين لنا قوة روسيل، أنظر إلى أصدقاءه ستعرف قوته.. كما أن هذا يعلمنا أنك مهما كبرت، قد تُسقطك في النهاية “الذبابة الملعونة”! مارتينو قال: “أدين بوظيفتي لرئيس البارغواي السيد كارتيس”، السؤال الآن: لو كان روسيل جاء برقمك من عند رجل بارغواياني يعمل “مكوجي رجل”! هل كنت ستقول إنك مدين بوظيفتك لشعبان عبدالرحيم؟!

لا شأن لنا بذلك، لكن الدرس نفسه تعلمناه من رجل آخر، كانت له عزوة! إنه كاسياس الذي قال: “جلالة الملك أخرج هاتفه المحمول من جيبه وطلب مني أن نلتقط صورة معاً”، ياله من شرف.. أما مورينيو فقد أجلس كاسياس احتياطياً، والحمدلله أن جوزيه اكتفى بذلك، ولم يستخدم إصبعه ضده!

ملاحظة: أستحدث اليوم شيء جديد في كلاشنكورة، وذلك بعد أن لاحظت أن هناك كثيرون يقولون إنهم لم يستفيدوا شيء بقراءة هذه الكلاشنكورة أو تلك.. هؤلاء أهديهم الفقرة الجديدة “الهراء المستفاد”! لأخبرهم بالدرس المستفاد من المقال بطريقتي! ستجدونه في نهاية بعض الحلقات.. ومن يدري، وبما أن المسألة فيها دروس، ربما يكون هناك امتحانات في نهاية العام!

الهراء المستفاد: أولا، غير رقم هاتفك، إن كان هناك من يزعجك، ولا تفكر في طرق تواصل الناس معك، فمن يريدك سيأتي برقمك حتى لو اضطر لأن يتصل برئيس الوزراء! ثانياً، مهما كنت كبيراً وعظيماً، قد تسقط في النهاية.. الخبر الجيد أنك قد لا تسقط إن كنت ذكياً بما فيه الكفاية! ما يعني أن السقوط للجميع، والدليل أن هناك أشخاص صغار ولا قيمة لهم في أي شيء في الحياة، ومع ذلك يسقطون!

العوام: عامة الشعب، لا أحب استخدامها في كتاباتي، لأنها أحيانا كثيرة تُستخدم بشكل يوحي أن الذي يكتبها أو يقولها يعتقد أنه في خانة مختلفة عن باقي البشر، لأنه مميز ومختلف وخاص!

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا