برعاية

نواف بن فيصل: المال لـ 5 أندية فقط.. ولائحة جديدة لـ"ضبط الصرف"لسنا رئاسة عامة لرعاية كرة القدم.. واحتياجات الشباب لا تحتمل الانتظار خصم النقاط والهبوط إلى الدرجة الأدنى آليات ضرورية لحل مشكلة الديون

نواف بن فيصل: المال لـ 5 أندية فقط.. ولائحة جديدة لـ"ضبط الصرف"لسنا رئاسة عامة لرعاية كرة القدم.. واحتياجات الشباب لا تحتمل الانتظار     خصم النقاط والهبوط إلى الدرجة الأدنى آليات ضرورية لحل مشكلة الديون

أبها: محمد الدعفيس، محمد شامي 2013-12-18 12:39 AM     

على امتداد ساعة كاملة، فتح الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل قلبه لـ"الوطن" في ندوة حوارية، أجاب خلالها عن كثير من التساؤلات والقضايا الحساسة التي تمس الرئاسة العامة، وتمس الوسطين الشبابي والرياضي عموماً، والاتحادات والأندية الرياضية على وجه الخصوص.

وعرج الأمير نواف لتبيان ما يشاع عن التصدامات بين الرئاسة ووزارة المالية ومجلس الشورى، وعرّج على قضايا المفهوم الخاطئ الذي يتداوله البعض حيث يظنون أن الرئاسة العامة هي لرعاية كرة القدم فقط، معرجاً أيضاً على الإعلام المتجاوز والمسيء، محذراً من تفشي التعصب واستشرائه في الأوساط الرياضية.

وتطرق الأمير نواف إلى قضايا المشاريع الرياضية وتعثرها، وحاجة الشباب الملحة لمنشآت تستوعب حاجاتهم، وإلى الديون التي تطارد الأندية، ودور الرئاسة في التعامل معها وفق اللوائح.

واستغرب الأمير نواف من تحويل أي زيارة لـ"نزاهة" إلى أي من الاتحادات والأندية إلى تهمة، مشيراً إلى أن زيارات الجهات الحكومية من صميم عمل "نزاهة"، بل ومن واجبها. وشدد الأمير نواف كذلك على أن موضوع نادي الاتحاد سيحسم عاجلاً، وسيتم استقصاء أسباب الديون التي ترتبت عليها وسبل وآليات التعامل معها.. كل هذه المسائل، وكثير غيرها، تجدونها في ثنايا السطور التالية:

ابتعدتم عن رئاسة اتحاد القدم.. هل خف الضغط عليكم مع هذا الابتعاد أم زاد؟

بداية أشكر رئيس التحرير الأخ طلال آل الشيخ الذي قدم لي الدعوة للقاء به وبكثير من الزملاء الإعلاميين الذين أعتز بصداقتهم، وأشكر صحيفة "الوطن" التي لها من اسمها نصيب، فهي تتحدث باسم الوطن، كما أشكر كل القائمين على هذه الصحيفة المميزة والمتجددة، وأنا لا أقول هذا الكلام لأنني بينكم اليوم، ولكنني أقوله لأنني أعنيه.

وفي هذا اللقاء كما سأتقبل انتقاداتكم، آمل أن تتقبلوا انتقاداتي لو كان هناك ما ينتقد. وأنا هنا في صحيفة "الوطن" حريص على الحديث بكل صراحة، وعلى ترك الأمور العمومية، والدخول في التفاصيل المناسبة لمثل هذه اللقاءات.

وأود أن أركز على نقطة معينة، فالسؤال بدأ فيما يتعلق بكرة القدم، وأنا ألوم في هذا الأمر، فالصحفي يبحث عن الإثارة والأكثر مقروئية، لكن ما أحاول أنا والمسؤولون في الرئاسة واللجنة الأولمبية تغييره هو الانطباع الأول الذي أجده لدى زيارة كل المسؤولين في القطاع الحكومي والخاص والمجتمع والأسر، والذي يصور الرئاسة على أنها "الرئاسة العامة لرعاية كرة القدم"، وهذا يؤكد أن هناك نقصا حادا في فهم دورها.

واحتراماً لهذه الصحيفة سأجيب على أي سؤال، لكن بودي أن نركز على ما يهم الشباب خاصة والرياضيين عامة، فالشباب حالياً النسبة الأكبر في المملكة من الجنسين، وهمنا تقديم أكبر خدمة ممكنة لهم، وتوفير الأماكن التي يمارسون فيها هوياتهم سواء رياضية أو شبابية أو تتعلق بالابتكار، أو أي من المجالات المختلفة الأخرى.

وما يخص رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، فالمقربون مني يعرفون أنني كنت أعتزم أن أكمل فترتي فقط، وأنني كنت سأبتعد عن الاتحاد، بغض النظر عن الأسباب في ذلك الحين.

يرى كثيرون أن التعصب في شريان الرياضة السعودية ينذر بكثير من العواقب، وأن التعامل معه لم يصل للمرحلة التي ترقى لإيقافه أو الحد من انتشاره.. كيف ترون هذا التعصب؟ وهل يكفي للرئاسة أن تحيل الأمر للاتحاد المعني أو لوزارة الإعلام، دون تدخل؟

أول ما خطر في بالي مع هذا السؤال أنني أحمد الله عز وجل أنه ليس للطب أو الهندسة إعلام يخصهما، وإلا لم نكن نعرف "نعالج أو نهندس"، فالإعلام الرياضي ساهم في زيادة التعصب عن قصد أو غير قصد.

أنا شخصياً أعرف وجهة نظر كثير من الإعلاميين، وهي تقول إن الرياضيين هم من يطرح وجهة النظر، وإن الإعلاميين ناقلون لها فقط، وهذا صحيح لو أن ما نشاهده فقط نقل خبر صحفي أو تصريح، لكن ما نشاهده عبر ساعات بث طويلة وعبر المقالات وبمشاركات فاعلة في مواقع التواصل الاجتماعي لا يعطي الانطباع الذي يتحدث عنه الإعلاميون، فالخبر أو التصريح محدد الأطراف، ولكن التحليل والرأي يصل إلى أبعاد مختلفة.

وقد لحظت ورصدت بشكل جلي أغلب ما يطرح على السطح، ولمست أن كثيراً من الإعلاميين لهم ميولهم، وهذا لا يعيبهم، ولكن هذا بدأ يطغى على طرحهم في مقالاتهم وتحليلهم فضائياً أو مشاركاتهم في تويتر، فتجد أنهم يشخصون في مقالات الرئاسة واللجنة الأولمبية أو الاتحاد المعني، حسب نتائج فريقهم، وحسب القرار الذي صدر ضد أو مع فريقهم، أو النجم الجماهيري بفريقهم، حتى إننا في يوم نجد أنفسنا أفضل إدارة موجودة، وفي اليوم الثاني نكون الأسوأ تبعاً للقرار، وما إذا طال النادي أو اللاعب الذي يشجعه هذا الإعلامي.

ورغم ذلك، أرى أن أغلب الإعلاميين يملكون المهنية والحيادية، عكس ما يطرح على السطح.

وعموما التعصب الرياضي موجود في كل العالم، ولكن نريد الحد منه. وبالمناسبة حدثت لي قصة قبل أيام اعتبرتها أكثر موقف لامسني عن التعصب الرياضي، حيث التقيت بأخ كبير في السن، واجهني بكثير من البرود والعتب في إحدى زياراتي العملية قائلاً "والله إني أكره الرياضة.. كره العمى"، وسألته عن السبب، فأجاب "لأول مرة ابني يرفع صوته عليَّ بسبب مباراة.. وهذه كرهتني في الرياضة".. وهنا حينما يدخل التعصب الرياضي بين الأب وابنه، ويتفشى وسط الأسر يصبح داء عظيماً، رغم أننا لم نصل لذلك، ولله الحمد، بالشكل الذي يجعله ظاهرة، فيجب أن نعالج الأمر. وأنا مستعد لاستضافة نخبة من المميزين في شتى المجالات في الرئاسة، بغرض الترتيب لوضع أسس يرفعونها للجهات والوزارات المختصة والرئاسة للالتزام بها، ومجابهة هذه الآفة، والسير على نهج ومعايير محددة، انطلاقاً من الأسس التي توضع، مع الاستفادة من تجارب الآخرين في العالم، فبالكلام العابر أو التعليقات السريعة لن تحل أزمة التعصب الرياضي التي تهدد بزيادة التفرقة وانخفاض مستوى الطرح.

زرتم منطقتي جازان وعسير خلال هذا الأسبوع.. ما هو أول قرار اتخذته بعد الزيارتين؟

أولاً، لا بد أن نعترف أن المنطقة الجنوبية "ولادة للمواهب الرياضية"، ويجب عند اتخاذ أي قرار يتعلق بوجود أكاديميات رياضية أن يلحظ أن تكون البداية منها.

وفي الأساس يجب أن نعترف بأننا خلال 30 سنة لم نقم منشآت أو نطور البنى التحتية للأندية، ولكن في السنوات الخمس الأخيرة، لدينا أكثر من 50 منشأة، إما سيبدأ العمل فيها، أو أن العمل جار فيها فعلاً.

نحن متأخرون في هذه المنشآت، لكن بعد التمحيص اكتشفت أننا لسنا الوحيدين المتأخرين في المشاريع، ففي آخر إحصاء على مستوى المملكة تبين أن هناك 3 آلاف مشروع تواجه التعثر، وقد وجه خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ باجتماع الجهات المختصة مع القطاعات الحكومية ذات الصلة لمناقشة أسباب هذا التعثر، وأنا متفائل بالحل.

وبالمناسبة التوقف لمدة 30 سنة عن بناء المنشآت الرياضية أسهم في غياب الشركات المتخصصة في بناء الأندية الرياضية، مما جعلني أقول إن الباب مفتوح للاستعانة بشركات خارجية متخصصة، حتى نبني وننمي شيئاً للمواطنين والشركات السعودية، خصوصاً أنني لا يمكن أن أكون مرتاح الضمير إلا بتسريع وتيرة المنشآت الرياضية، فمئات التقارير والصور لا يمكن أن تعطي الواقع كما هو حين تشاهده ميدانياً.

وربما للمرة الأولى، أكشف عن أنني أتفاوض مع شركة عالمية في المنشآت عموماً والأندية خصوصاً، تتميز بأن لديها مشاريع كثيرة داخل المملكة، وخبرة في التعامل مع الإجراءات النظامية، إلى جانب أنها تملك 1500 مهندس داخل المملكة، وستكون مهمتها رصد تقارير ميدانية، ونتخذ على ضوئها إجراءات بحق الشركات التي تتولى تنفيذ المشاريع ويثبت تأخرها أو بطؤها أو أي ملاحظات أخرى، ولن يكون هناك أي تهاون في هذا الجانب، حتى لو كان مني شخصياً، فلا يوجد أحد فوق القانون والمساءلة، لأننا نريد توفير بيئة رياضية للشباب، وسنبدأ بإجراءات تبدأ من التنبيه ثم الإنذار وأخيراً سحب المشروع وفقاً للأنظمة، على الرغم من أنني ضد سحب المشاريع، لأن هذا السحب يعطلها.

وفي المشاريع هناك تفاصيل هندسية لا يمكن أن يطلع عليها أحد، طلبت من الإدارة الهندسية إعداد تقرير بكل الأمور التي ساهمت في تأخير المشاريع، والمشاكل التي تعترضها، حتى نوضحها للناس وحتى يعرفوا كل الذي نتحمله نحن من مسؤولية في هذا الجانب، فأقل مشروع منشأة ناد رصد له 60 مليوناً، بعضها ستقام على أراض جاهزة فوراً، وبعضها يحتاج تأسيس تربة من جديد، وحتى نهيىء التربة يجب أن نستخدم جزءاً من ميزانية المشروع، وهنا قد يكون منقوصاً، ولن تكون مجدية إقامته في ظل عدم كفاية المخصص له، خصوصاً أن مشاريع الأندية هي مشاريع للعمر، كما أن بعض المشاريع احتجنا لاستبدال الأرض التي كان من المقرر أن تقام عليها، مثل أرض نادي النخيل مثلاً. كما أنني طلبت من وزير المالية إرسال أي فريق هندسي للنظر في المشاريع، ودراسة طلبات الرئاسة حيالها، فهناك قصور غير مقصود من الرئاسة، ولكن هناك قصورا خارجا عن نطاق الرئاسة أو الشركات، يؤدي إلى نواقص في تنفيذ المشاريع.

ومبدئي في تنفيذ المشاريع: السرعة ثم السرعة ثم السرعة، بشرطين، هما الجودة والسلامة.

وخلال زيارتي للمنطقة الجنوبية استمعت لكثير مما طرحه رؤساء الأندية، لكنني لا أعد بشيء لا نستطيع فعله، وما لا أستطيعه أحرص على توضيح موقفي منه، لأن الصراحة والوضوح أفضل وسيلة للوصول للغاية التي نريد.

وفيما يتعلق بموضوع الشباب، فقد زرت واختلطت وقابلت كثيراً من الشباب في المنطقة، ربما يصل عددهم إلى 600 شاب خلال اليومين الماضيين. ورغم أن اللقاءات سريعة وخاطفة، إلا أنني كنت أتوقع أن آمالهم وتطلعاتهم مشتركة، لكن الحقيقة أنني وجدت أن لكل شاب تصورا وآراء وطلبات مختلفة، ولذا فلا يجدي أن يكون الحديث شفهياً وسطحياً دون رصد. وأشكر إمارات المناطق لتخصيصها لجانا شبابية، لأننا أولاً نحب أن نتعامل مع اللجان الشبابية الرسمية فيها، وبعد ذلك نريد نخبة من شباب الجامعات والدكاترة لنسمع منهم طلبات الشباب بشكل أكبر، وأكثر دقة وشمولية.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا