برعاية

اشتعال حرب التدخين ... تبغ أم سيجارة إلكترونية؟

اشتعال حرب التدخين ... تبغ أم سيجارة إلكترونية؟

منذ منع التدخين في الأماكن العامة في معظم البلدان ظهرت موضة جديدة هي تدخين السجائر الإلكترونية التي ازدهرت مبيعاتها في شكل يفوق التصور. فالتحريات تشير إلى أن عدد مستخدمي هذه السجائر في ازدياد مضطرد إلى درجة أنها باتت تثير مخاوف الكثيرين، وهناك من يرى فيها خطراً يبدد جهود سنوات وسنوات من حملات منع التدخين، وأنها ربما تكون ضارة لغير المدخنين وحتى للأطفال أيضاً.

إذا لم يحالفك الحظ في مشاهدة سيجارة إلكترونية من قبل، فعلى الأرجح ستراها حتماً في القريب العاجل، وهي بكل بساطة تتألف من بطارية، وعنصر تسخين، وسائل يتضمن النيكوتين ومادة بروبلين غليكول وبعض المنكهات. ويقوم عنصر التسخين برفع درجة حرارة السائل، محولاً إياه إلى بخار يقوم المدخن باستنشاقه كما لو أنه يدخن حقاً سيجارة مشتعلة. ويمنح تدخين مثل هذه السيجارة صاحبها طعم النيكوتين ونكهته، من دون يتعرض هو والأشخاص الذين من حوله إلى دخان التبغ. ويعتبر اختفاء الرائحة أحد أكبر عوامل ترويج هذه البدعة الجديدة. ويقول صانعو السيجارة الإلكترونية إن هذه تكرس سلوك المدخنين من دون استخدام للتبغ، فهي تحول النيكوتين والمواد الكيماوية الأخرى إلى بخار، وهذا من شأنه أن يقلل من الأمراض المتعلقة بالتدخين ويساهم في حماية ملايين الأرواح، لذلك ينبغي عدم حظرها.

ويطول الجدل حول السيجارة الإلكترونية، فهناك فريق يعتبرها وسيلة للإقلاع عن النيكوتين، في حين أن الفريق الآخر يحذر منها، فتعالوا نعرض معاً حجة كل فريق:

> في ما يتعلق بمناصري السيجارة الإلكترونية، هناك معطيات لمصلحتهم:

- إن السيجارة الإلكترونية هي من أحدث الطرق العلمية للإقلاع عن التدخين بل أفضلها على الإطلاق، خصوصاً أنها تمد الجسم بمادة النيكوتين لكن من دون آلاف المركبات الضارة التي تنتج عن احتراق التبغ في السيجارة العادية وأهمها القطران وأول أوكسيد الكربون والمسرطنات.

- لا رائحة كريهة، ولا رماد، ولا نواتج سامة، ولا مخلفات تنتج عن السيجارة الإلكترونية، وبالتالي لا خوف من حدوث التدخين السلبي وعواقبه.

- وجّه 100 طبيب فرنسي نداء لمصلحة السيجارة الإلكترونية، مركزين على النقاط الأربع الآتية:

1- إن اشتعال التبغ هو المضر بالصحة وليست مادة النيكوتين، فقد تبين أن مشتقات النيكوتين لا تشكل خطراً على صحة المدخنين الراغبين في الإقلاع عنه(التدخين).

2- إن البخار المنبعث من السيجارة الإلكترونية لا يحتوي على أول أوكسيد الكربون المسؤول عن الأزمات القلبية والسكتات الدماغية، ولا على مادة القطران التي تسبب السرطان، ولا على الجسيمات الدقيقة التي تشعل فتيل متلازمة الالتهاب القصبي الساد المزمن.

3- إن خصائص السيجارة الإلكترونية يجب أن تقارن دوماً مع تلك التي تميز السجائر العادية، وأنه في حال وجود شكوك حول سلامة السيجارة الإلكترونية على المدى البعيد فإنه يجب الأخذ في الاعتبار الأضرار الجسيمة المثبتة التي تسببها السيجارة العادية.

4- يمكن النصح بالسيجارة الإلكترونية للراغبين في ترك التدخين، كما يمكن استعمالها مع وسائل أخرى للسير في هذا الاتجاه إذا تبين أنها غير كافية لتحقيق الهدف. في كل الأحوال إن السيجارة الإلكترونية أقل تسبباً للإدمان، وتساهم في الإقلاع عن عادة التدخين.

- أظهرت دراسة حديثة قام بها باحثون من جامعة أوكلاند في نيوزيلاندا ونشرت نتائجها في مجلة «لانسيت» الطبية، أن السيجارة الإلكترونية أثبتت فعالية في زيادة معدلات الإقلاع عن التدخين بالنسبة نفسها التي تم الحصول عليها باستعمال اللصقات الطبية المخصصة للغرض، كما ساعدت السجائر الإلكترونية عدداً أكبر على الإقلال من التدخين. الدراسة طاولت بضع مئات فقط من الأشخاص وهذا عيب يؤخذ عليها، لأن العدد ليس كافياً في إعطاء جواب قاطع حول الخيار المفضل بين السيجارة الإلكترونية أو اللصقات.

إلا أن الباحث كريس بولين، من جامعة أوكلاند، قال معلقاً: « فيما لا تظهر نتائجنا أي اختلاف واضح بين السيجارة الإلكترونية واللصقات من حيث الإقلاع عن التدخين بعد ستة أشهر، يبدو أن السيجارة الإلكترونية أكثر فعالية لجهة مساعدة المدخنين الذين لم يقلعوا عن التدخين، على خفض عدد السجائر».

وأضاف بولين: «وبالنظر إلى تزايد شعبية هذا المنتج في العديد من البلدان، وما يصاحبه من شكوك حول تأثيره على الجهاز التنفسي، فإن ثمة حاجة لإجراء تجارب أوسع نطاقاً وأطول أجلاً فوراً لتحديد ما إذا كانت السيجارة الإلكترونية قادرة على الوفاء بالهدف المرجو منها للمساعدة في الإقلاع عن التدخين».

- أثبتت دراسة أجراها باحثون من جامعة كومونولت الأميركية أن السجائر الإلكترونية ليست مضرة بالصحة بل إن تدخينها يشبه تدخين سيجارة عادية غير مشتعلة، وخلص البحاثة إلى أن المدخنين الذين يستعملونها لا يحصلون على المادة المخدرة الموجودة في السجائر التقليدية.

> أما الفريق الذي يعارض استعمال السيجارة الإلكترونية فإنه يعتمد الحجج الآتية:

- أن الأشخاص الذين يستعملون السيجارة الإلكترونية يستنشقون إضافة إلى النيكوتين مواد غريبة غير آمنة تنساب إلى الرئتين ربما قد تكون سبباً في حدوث تهيجات وتخرشات وبالتالي إلى حدوث تلف فيهما.

- أن السجائر الإلكترونية تفتقر إلى التنظيم والإشراف المناسبين، ما يعني أن الشركة المصنعة تملك كامل الحرية في تحديد كمية ما يستنشقه المرء من المكونات الفعلية المستخدمة.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا