أنسو فاتي.. صاحب الحذاء الرديء وشريك كوبو الخارق

أنسو فاتي.. صاحب الحذاء الرديء وشريك كوبو الخارق

منذ 4 سنوات

أنسو فاتي.. صاحب الحذاء الرديء وشريك كوبو الخارق

لا ميسي، لا سواريز، لا ديمبيلي، إلى من يلجأ فالفيردي؟ إلى مراهق يبلغ 16 عاما بالطبع.

نتائج البحث أعطت معلومة غير عادية: اللاعب مولود في غينيا بيساو، مواليد 31 أكتوبر 2002!

الأغرب، أن فاتي لم يكن قد خاض أي مباراة مع برشلونة (ب)، بل شق طريقه إلى الفريق الأول مباشرة.

المراهق صاحب الـ16، صُعق يوم أن طُلب منه التدرب مع الفريق الأول في الأيام السابقة لمباراة بيتيس، وهاتف والديه غير مصدق هذه التجربة الجنونية.

لم يدر أن الأمر لن يتوقف عند التدرب مع ميسي، أو حتى المشاركة في مباراة، بل سيسجل بقميص برشلونة!

وُلد في غينيا بيساو قبل 16 عاما وبضعة أشهر، ولكنه لا يتذكر الكثير عن هذا البلد الإفريقي، إذ انتقل للعيش في إسبانيا بعمر السادسة.

يقول والده بوري: "انتقلت إلى إسبانيا قبله، وعندما حضر رفقة العائلة، أخبروني أنه يمارس كرة القدم ويتلاعب بالجميع، لم أكن أعرف ذلك".

بوري كان لاعبا سابقا في بلاده غينيا بيساو، وفي إسبانيا، يقيم رفقة عائلته ببلدة هيريرا في إشبيلية بإقليم الأندلس.

الوالد عمل في عدة وظائف، في مكب نفايات لبعض الوقت، وكسائق لعمدة بلدة ماريناليدا.

حاليا، يمكن للأب أن يفخر بأشباله الثلاثة: أكبرهم ميجيل يلعب معارا (21 عاما) من برشلونة إلى فريق كالايورا.

من بعده يأتي أنسوماني الذي خطف الأنظار والذي تتمحور حوله هذه الأسطر، وأصغرهم ميجيل يتواجد في ناشئي برشلونة، واللاعب الذي يزامله في نفس الفئة العمرية اسم مثير للاهتمام للغاية: تياجو ميسي.

الفريق الأول الذي انضم له أنسو في طفولته، كان إشبيلية حيث يقيم، وهناك خطف أنظار الكشافين.

ريال مدريد أدرك موهبة أنسو، وتقدّم بعرض كبير لانتدابه، لكن في النهاية وقّع أنسو مع برشلونة.

يقول والد اللاعب: "كنا في إشبيلية، وريال مدريد قدّم لنا عرضا أفضل من برشلونة، لكننا اخترنا برشلونة لأنهم أتوا إلى منزلي بالعقد وأقنعوني".

هذا الاختيار وضع أنسو في مأزق كبير عندما وصل النبأ إلى مسامع مونشي المدير الرياضي لـ إشبيلية.

مونشي غضب للغاية، وقرر تجميد مسيرة أنسو طوال عام كامل قبل انتقاله رسميا إلى برشلونة.

يسترجع الوالد هذه الفترة: "إشبيلية غضب للغاية عندما اكتشف، مونشي سألني عن المبلغ الذي عرضه علينا برشلونة وأخبرني أنه أراد أن نوقع لـ إشبيلية".

ويضيف: "في عمر التاسعة، إشبيلية جمّده ومنعه من اللعب لمدة عام".

كانوا أصدقاء لعائلة الفتى، خصوصا فرانسيسكو بينيدا رئيس الرابطة الذي كان على علاقة بوالد اللاعب.

أفراد الرابطة تحدثوا إلى عائلة وأخبروه أنه لا يمكنه التوقف عن ممارسة كرة القدم لعام كاملة.

وبالتالي، سهّلوا مشاركته مع فريق ألفين المنتمي للرابطة، والذي كان يلعب مباريات وبطولات بنهاية كل أسبوع أمام فرق البلدات المجاورة.

أنسو شارك مع فريق رابطة ريال مدريد لمدة عام كامل، وصورته التي انتشرت مرتديا قميص عليه شعار ريال مدريد تعود إلى تلك الفترة خلال إحدى بطولات كرة الصالات في بلدة كانيادا روسال الإشبيلية.

في عمر العاشرة، انضم أنسو إلى برشلونة أخيرا، ولعب في مرحلة عمرية أكبر نظرا لإمكانياته، كان أصغر زملائه في الفريق.

وقتها كوّن شراكة هجومية كاسحة مع تاكيفوسا كوبو لاعب ريال مدريد الحالي المعار لـ ريال مايوركا.

في موسمهما الأول سويا، سجّل أنسو فاتي 56 هدفا، وسجّل كوبو 73 هدفا.

قبل أن يحل وقت المعاناة، في الرابعة عشرة من عمره، تعرّض لكسر بالغ في الساق، غاب بسببه لعدة أشهر عن الملاعب.

نقطة تحوُل كبيرة في مسيرته حدثت بعد عودته من الإصابة، عندما شاهده خوسيه ماري باكيرو.

الرجل الذي تولى حينها إدارة أكاديمية لاماسيا، كان أحد أهم أفراد فريق الأحلام الذي كوّنه يوهان كرويف في التسعينيات، وقد اتخذ قراره.

باكيرو اجتمع مع فاتي وعائلته، وأخبرهم أنه يريد تغيير مركز الفتى من المهاجم الصريح، إلى الجناح، وهو ما تم.

في فريق Juvenel A المرحلة العمرية الأخيرة قبل اللعب للفريق الرديف، وقف المدرب يشاهد الموهوب أنسو فاتي، لكنه لاحظ شيئا غريبا.

فاتي كان يتألم للغاية، والمدرب استدعاه لمعرفة السبب، والفتى لم يعطه إجابة وافية.

ليطالبه المدرب بخلع حذائه، ويكتشف أن الحذاء في حالة يرثى لها، وأنه السبب في آلام أنسو البالغة.

على الفور اصطحب المدرب لاعبه الصغير وابتاع له زوجا جديدا من الأحذية، وأراحه من معاناته غير الضرورية.

الخبر من المصدر