برعاية

«سوشيال الكرة العربيــة».. أهـداف ضائعة وشبكة بلا حارس

«سوشيال الكرة العربيــة»..  أهـداف ضائعة وشبكة بلا حارس

تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات حروب، ومنابر تؤجج التعصب وتثير الفتن بين الجماهير الرياضية العربية، في فضاء رقمي، يتغذّى على الشائعات، يعيش الفوضى، ويبتز مفاصل اللعبة الشعبية الأولى في العالم التي باتت تظهر بوجه «افتراضي» لا يخلو من تجاعيد ومنحنيات تركها زمن «فيسبوك» و«تويتر» و«إنستغرام» على الأندية واللاعبين والمنتخبات العربية وحتى الإعلام الرياضي بأضرار فاقت المنافع، في وقت سجلت الكرة الأوروبية نتائج فنية واقتصادية مذهلة، وصنعت فرصاً استثمارية واعدة، تستحق الدراسة.

عربياً، يغيب عن «الشبكة الإلكترونية» الوعي الذاتي، فالكثير من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي يسددون تغريدات نحو «مرمى مفتوح» بلا ضوابط أو حارس شخصي يعي بعواقب الأمور، فيما يتسابقون على تعطيل الفرص الاستثمارية الواعدة للقطاع الرياضي عموماً، إذ فشل لاعبون وأندية واتحادات وجماهير في الاستفادة من «السوشيال ميديا» التي أصبحت أداة حادة في المهاترات والتنمر والتراشق والتحريض وتسييس الرياضة، وسرد الخواطر السلبية، وتشويه صور النجوم، ونشر الشائعات، وبث الطاقة السلبية في اللاعبين.

في المقابل، يعيش القطاع الرياضي في أوروبا عصره الذهبي، فالأندية والمؤسسات الرياضية والمشاهير أحدثوا نقلة نوعية بتطوير الإيرادات، مستثمرين تضاعف أعداد المتابعين وتنوّع تقنيات النقل، لتصبح وسائل التواصل الاجتماعي الداعم الأساسي لدى أندية بحجم برشلونة وريال مدريد الإسبانيين وبايرن ميونيخ الألماني ومانشستر سيتي الإنجليزي ومواطنه اليونايتد، التي وجدت ساحات أكبر لعرض منتجاتها في آسيا والدول العربية على وجه الخصوص، فزادت مبيعاتها وأوجدت مؤشراً اقتصادياً قوياً، وارتفعت شعبيتها لاسيما بعد إنشائها صفحات ومنصات تتحدث بمختلف لغات العالم أبرزها الصينية والعربية.

وعلى صعيد لاعبي كوكب أوروبا، يجني لاعب مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو أموالاً طائلة بصفته «ملك التواصل الاجتماعي»، إذ يبلغ مجموع متابعيه على المنصات كافة 378.7 مليوناً، ويحصل على 975 ألف دولار مقابل المنشور الواحد على إحدى منصاته، وعلى 400 ألف دولار مقابل نشر صورة له على «إنستغرام»، و230 ألف دولار مقابل كل تغريدة على «تويتر»، في وقت أضاف أكثر من مليوني متابع إلى حسابات التواصل بنادي يوفنتوس الإيطالي بعد ساعات قليلة من ارتدائه قميص «السيدة العجوز» قادماً من ريال مدريد الإسباني الذي بدوره خسر مليون متابع خلال 24 ساعة، بحسب (تيفو فوتبول الإيطالية للإحصاءات)، ما يعكس قيمة تأثير اللاعب في «الشبكة»، والتي توازي عطاءه في الملعب.

وبين العالمي والعربي، يقف النجم المصري محمد صلاح بعد قائمة الـ10 عالمياً وفي الطليعة عربياً على مواقع التواصل، إذ يحظى بـ51 مليون متابع، حقق من خلالهم شهرة ومكاسب كبيرة، لاسيما أنهم لعبوا دوراً مهماً في حصوله على الجوائز الفردية التي تعتمد على تصويت الجمهور، كما استثمر هداف ليفربول الإنجليزي منصاته، وأصبح يبتكر تسويقياً حين أعلن إغلاق حساباته قبل أن يعاود فتحها في حيلة دعائية لجذب الأضواء إلى منتج المعلن.

ولكن في الوقت نفسه أبى الوجه القبيح لـ«السوشيال ميديا» إلا أن يطل على صلاح بين الحين والآخر ويظهره بمشهد قليل الحيلة في القدرة على التعامل مع محتوى منصاته، لعدم امتلاكه فريق عمل مختصاً يدير حساباته ويحفظ سمعته الإلكترونية -بحسب خبراء- لاسيما بعد تغريداته المثيرة للجدل وآخرها التي أكد فيها أنه «لا يهتم بالانتقادات التي توجه له على مواقع التواصل، لكونه وصل مكانة لم يبلغها أي لاعب عربي أو إفريقي، ولا ينتظر الانتقادات من جانب الآخرين، لأنه أصبح أكثر نضجاً على الصعيد الذهني، ويعرف جيداً كيف يستطيع تقييم نفسه، إن كان في أفضل مستوياته أم يحتاج للتحسن»، ما اعتبره متابعوه غروراً فخسر دعم بعض المحبين.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا