برعاية

ريكاردينيو... «الساحر البرتغالي» الذي يجمع بين مهارات رونالدو وميسي

ريكاردينيو... «الساحر البرتغالي» الذي يجمع بين مهارات رونالدو وميسي

دائماً ما نسمع نقاشات وآراء مختلفة حول أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم، لكن ماذا لو وجدنا لاعباً يجمع بين قدرات وإمكانات النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ومهارات الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي معاً؟ هناك لاعب بالفعل يمتلك تلك المهارات؛ وهو البرتغالي ريكاردينيو، لكنه يلعب في كرة الصالات لا كرة القدم.

وقال خورخي براز، المدير الفني لنادي سيليساو البرتغالي للكرة الخماسية، لصحيفة «الغارديان» بعد فترة وجيزة من قيادة ريكاردينيو الفريق للفوز ببطولة أوروبا عام 2018: «إذا جمعت مهارات رونالدو وميسي في لاعب واحد، فسيكون ريكاردينيو في كرة الصالات». ويمتلك النجم البرتغالي، الملقب بالساحر، مهارات وإمكانات هائلة يُمتع بها كل عشاق ومحبي كرة الصالات، وحقق كثيراً من الأرقام المذهلة، حيث أحرز ما يقرب من هدف في كل مباراة من المباريات الـ160 التي لعبها، كما حصل على لقب أفضل لاعب في العالم 6 مرات في رقم قياسي غير مسبوق. ولا يزال ريكاردينيو، رغم بلوغه 33 عاماً، النجم الأبرز في ناديه ومنتخب بلاده.

وعندما سُئل «الساحر» البرتغالي عما إذا كان يشعر بالضغط لمقارنته بالنجوم البارزين في عالم كرة القدم، أم لا، رد قائلاً: «لا، سيكون الأمر سيئاً لو قارنتني بأي لاعب آخر، لكن مقارنتي برونالدو وميسي تجعلني أشعر بالسعادة الغامرة». ويشرح ريكاردو فيليب دا سيلفا براغا، الشهير بريكاردينيو، وهو يجلس في قاعة كرة الصالات بمجمع ريو مايور الرياضي على بعد 40 ميلاً إلى الشمال من العاصمة البرتغالية لشبونة، كيف يتأقلم مع كونه النجم الأبرز في كرة القدم الخماسية، بعد اعتزال النجم البرازيلي فالكاو، الذي يعد المثل الأعلى لريكاردينيو في هذه اللعبة، الذي يطلق عليه اسم «بيليه كرة الصالات».

يقول ريكاردينيو: «لا يوجد أي سبب يجعلني أشعر بالخوف. ويجب أن أكون مثالاً للآخرين هنا وفي الخارج. أنا قدوة لكثير من اللاعبين في كرة الصالات، وأنا واحد من هؤلاء الأشخاص الذين يساعدون في زيادة شعبية اللعبة». وفي البلدان التي تحظى فيها هذه اللعبة بشعبية كبيرة، فإن مكانة ريكاردينيو لا تقل بأي حال من الأحوال عن نجوم كرة القدم العالميين الذين يحصلون على ملايين الدولارات. وتجب الإشارة إلى أن هذه الرياضة لديها كثير من المتابعين والأنصار أيضاً، حيث أشار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) إلى أن عدد المشاركين في هذه اللعبة قد ارتفع بنسبة 100 في المائة خلال الفترة بين عامي 2010 و2015 ليصل إلى 60 مليون شخص. ويطالب ريكاردينيو بإضافة هذه اللعبة إلى الألعاب الأولمبية، ويأمل أن يعود أحد أصدقائه، وهو الظهير الأيسر لمنتخب البرازيل ونادي ريال مدريد مارسيلو، إلى ممارسة كرة القدم الخماسية بمجرد انتهاء مسيرته مع النادي الملكي.

يضيف ريكاردينيو: «يقول البعض إن ملعب كرة الصالات صغير جداً بالنسبة لي، لكني أقول إن لدينا عدداً قليلاً من اللاعبين البارزين الذين يُنظر إليهم على أنهم قدوة ومثل في هذه اللعبة. وفي المقابل، فإن الأطفال يرون قدوتهم في لاعبين مثل نيمار ورونالدو وغيرهما من لاعبي كرة القدم». وتجب الإشارة إلى أن ريكاردينيو أقصر من ميسي، حيث يصل طوله إلى 1.67 متر، كما أنه أصغر من رونالدو بستة أشهر. لكن الثلاثة لاعبين نشأوا وهم يحلمون بممارسة كرة القدم على المستوى الاحترافي وطوروا مهاراتهم من خلال اللعب في كرة الصالات في البداية. وقد أكد ميسي ورونالدو أن كرة الصالات قد ساعدتهما على الإبداع والتعلم عندما كانا في سن مبكرة.

لكن ريكاردينيو اتخذ مساراً مختلفاً، حيث تم استبعاده من نادي بورتو البرتغالي وهو في الرابعة عشرة من عمره بسبب قصر قامته وضعف بنيته الجسدية. يقول ريكاردينيو عن ذلك: «إنني أقول دائماً إنني كنت أحلم بأن أكون لاعباً لكرة القدم. ومع ذلك، فإنني لم أختر كرة الصالات، لكن كرة الصالات هي التي اختارتني. لقد حاولت أن ألعب كرة القدم لكنهم قالوا لي إن جسدي صغير للغاية. وعندما اختارتني كرة الصالات، قلت لنفسي: إذا كانت هذه هي اللعبة التي سأمارسها فيجب أن أكون الأفضل بها».

وفي تلك الرياضة التي تلعب في مساحات ضيقة وفي وقت زمني محدود، يستطيع ريكاردينيو أن يغير نتائج المباريات بمهاراته الفذة وإمكاناته الهائلة، ويعد اللاعب الأبرز في هذه اللعبة من دون منافس.

ظهر ريكاردينيو لأول مرة مع فريق بنفيكا لكرة الصالات في عام 2003 وهو في السابعة عشرة من عمره. وبعد 4 أعوام، رفض عرضاً من فرناندو سانتوس، المدير الفني الحالي لمنتخب البرتغال، بالعودة للعب كرة القدم مرة أخرى. وفي النهاية انتقل ريكاردينيو بمقابل مادي كبير إلى نادي ناغويا أوشنز الياباني (فيما يعادل الانتقال إلى الدوري الصيني الممتاز بمبالغ مالية طائلة الآن في عالم كرة القدم). وفي البداية رفض ريكاردينيو العرض المقدم له من النادي الياباني بأكثر من 4 أضعاف راتبه الذي كان يصل إلى 30 ألف جنيه إسترليني شهرياً، وطالب بـ«مقابل مادي كبير». يقول ريكاردينيو عن ذلك: «اعتقدت أنهم لن يقبلوا أبداً، لكنهم وافقوا في النهاية».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا