ولي عهد أبوظبي على درب زايد في العناية بالصيد والفروسية وحماية الطبيعة

ولي عهد أبوظبي على درب زايد في العناية بالصيد والفروسية وحماية الطبيعة

منذ ما يقرب من 5 سنوات

ولي عهد أبوظبي على درب زايد في العناية بالصيد والفروسية وحماية الطبيعة

على درب وخطى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أحد أبرز حماة الطبيعة في العالم، ورجل البيئة الأول، يمضي ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في رعاية رياضات الصيد والفروسية، إيماناً منه بأهمية ترسيخ مفاهيم العراقة والأصالة الإماراتية، وإرث الآباء والأجداد، وانطلاقاً من الاهتمام الذي أولاه الشيخ زايد لرياضة الصيد بالصقور والفروسية، والحفاظ على مقومات البيئة المحلية المتنوعة والغنية وتنميتها والتعريف بها باعتبارها موروثاً وطنياً مهماً.

سطرت رياضات الصيد والفروسية صفحة مهمة من صفحات سيرة سموه، حيث نشأ في بيئة تفيض بالأصالة وموروث الصقارة وأخلاق رجال الصحراء وفراستهم، وهو ما شكل جزءاً كبيرا من تاريخه الحافل مع الصقارة، وانعكس جلياً على جهود سموه البارزة ورعايته للتراث الثقافي والحفاظ على التقاليد الأصيلة لدولة الإمارات.

وتبنى مبادئ الصيد المستدام وشجع على استخدام الصقور المكاثرة في الأسر، بديلاً عن الصقور البرية، وبحلول 2002 أصبح صقارو الإمارات يعتمدون بنسبة 90% على الصقور المكاثرة في الأسر، ما جعل الإمارات البلد العربي الأول الذي أصبح يعتمد على استخدام الصقور التي يتم إكثارها في الأسر في رياضة الصيد بالصقور.

وتنبثق رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في المحافظة على البيئة والحياة الفطرية مستلهمة ذلك من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" حيث عمل سموه على تعزيز الاستدامة البيئية والتنوع البيولوجي لتحقيق رؤية الإمارات 2021 في الحفاظ على البيئة ومواردها الثمينة والحفاظ على الحياة البرية ويظهر ذلك جليا في قرار سموه عام 2008 بإنشاء صندوق محمد بن زايد للمحافظة على الكائنات الحية بهدف المساهمة في جهود حماية الأنواع وإثراء التنوع البيولوجي والتوازن الحيوي والحيلولة دون انقراض الأنواع وإعادة التوازن البيئي للطبيعة وتقديم المساعدة المادية واللوجستية للعلماء والباحثين والمختصين، وإنشاء آلية للاتصال والتعاون الدوليين مع الجهات ذات الاهتمام المشترك سواء كانت حكومية أو منظمات دولية أو منظمات مجتمع مدني أو مؤسسات فردية معنية بذلك، ودعم جهود حماية الأنواع وتكريم الشخصيات العاملة في إثراء هذا المجال علمياً وأكاديمياً.

ويبذل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من خلال رئاسة مجلس إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى جهوداً بارزة في الحفاظ على طائر الحبارى، اقتداء بتوجيهات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي بدأها في السبعينيات، حين احتضنت العاصمة أبوظبي "المؤتمر العالمي الأول للصقارة والمحافظة على الطبيعة" في مدينة أبوظبي أواخر عام 1976، ثم توجيه الشيخ زايد بإطلاق برنامج لإكثار الحبارى الآسيوية في الأسر في حديقة حيوان العين عام 1977.

ونجحت رؤية سموه الشاملة ونهجه الاستراتيجي في ترسيخ عرى "الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى"، والذي تأسس عام 2006 بقرار من سموه لقيادة برامج الحفاظ على طائر الحبارى وحمايته في بيئته الطبيعية، واستدامة أعداده على المدى الطويل، مع ضمان استمرارية تراث الصقارة الذي يعد أحد التقاليد التراثية العربية والإنسانية الأصيلة، حيث يندرج تحت إدارة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى كل من المركز الوطني لبحوث الطيور سويحان، الإمارات مركز الإمارات لتنمية الحياة الفطرية - المملكة المغربية، مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى – كازاخستان، مركز الشيخ خليفة لإكثار الحبارى - سيح السلم الإمارات.

ونجح برنامج إكثار الحبارى في لعب دور في إنتاج أكثر من 420 ألف طائر حبارى، وإطلاق أكثر من 300 ألف طائر في مناطق الانتشار الطبيعية، بالتوازي مع جهود تنظيم الصيد بالصقور.. كما تم توفير أكثر من 58 ألف طائر للصقارة خلال الأعوام الخمسة عشرة السابقة للقضاء على تهريب الحبارى بطريقة غير شرعية، حيث يسهم الصيد بالصقور على الحبارى المكاثرة في الأسر في تخفيف الضغط على أعداد الحبارى البرية وتقليص المخاطر الصحية الناجمة عن تهريب الطيور، ليصبح اليوم الصندوق جهة عالمية رائدة في المحافظة على الأنواع.

وبفضل جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس الفخري للاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة " IAF" في مجال حماية التراث وحرصه على التوازن البيئي واهتمامه برياضات الصيد والفروسية رسخت دولة الإمارات مكانة مرموقة في هذا المجال حيث نجحت الإمارات في مسعاها لتسجيل الصقارة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، حيث حصلت الصقارة في عام 2010 على اعتراف عالمي كتراث ثقافي إنساني باستيفائها كافة الشروط والمعايير الدولية باعتبارها تراثاً أصيلاً ومتميزاً، وأدرج في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية.

كما تم اختيار الإمارات مقرا لـ"الأمانة العامة للهيئة التنسيقية للصندوق العالمي للحفاظ على الطبيعة لصون المها العربي"، بالإضافة إلى اختيارها لمنصب رئاسة "جماعة السلاحف البحرية" لمنطقة غرب المحيط الهندي، التي تتبع "الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة" تقديرا لدورها في مجال حماية الأنواع المهددة بالانقراض من السلاحف البحرية.

كما فازت الإمارات برئاسة الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة "IAF"، بالإضافة إلى استضافتها فعاليات الدورة السادسة من القمة العالمية للمحيطات التي تعقد للمرة الأولى في الشرق الأوسط في أكبر دورة لها منذ انطلاقها بالإضافة إلى تنظيم واستضافة أربع نسخ من مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة والذي يشارك فيه أكثر من 700 صقار وباحث يمثلون 90 بلداً، بحضور منظمات دولية تعنى بالصقارة والبيئة وصون التراث.

وفي السياق ذاته يتم تنظيم معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية سنوياً طوال 16 عاماً، ليصبح أكبر معرض للصيد والفروسية والحفاظ على التراث كما تم إطلاق مشروع أرشيف الصقارة في الشرق الأوسط لتوثيق وحفظ التراث المكتوب للصيد بالصقور في الشرق الأوسط وإعادة إحياء الاهتمام بالمؤلفات التاريخية القديمة حول الصقارة العربية، ليكون بمثابة مكتبة متكاملة من التراث الفريد من الوثائق والمراجع العلمية لتاريخ الصقارة متاحة لجميع المختصين والمهتمين بالصقارة.

ونجح "برنامج الشيخ زايد لإطلاق الصقور" في إطلاق أكثر من 1900 من صقور الحر والشاهين ضمن برنامجه لإعادة إطلاق الصقور في البرية في البيئات الطبيعية لها، كما قام بإنتاج أكثر من 3500 صقر في الأسر لتخفيف الضغط على صقور البرية.

كما تم افتتاح "مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء" التي تعتبر المدرسة الأولى من نوعها على مستوى العالم والتي أسست من أجل غرس المبادئ الصحيحة للصقارة العربية في النشء والتعريف بالخصائص المتفردة للصقارة العربية في الإمارات وشبه الجزيرة العربية والعالم العربي على المستوى الوطني والعالمي والترويج للتقاليد المستدامة للصقارة العربية وتقديمها بطريقة ممتعة تسهل على أبنائنا تعلم وعشق هذا الإرث.

إلى ذلك استضافت دولة الإمارات أول مؤتمر للحفاظ على الحبارى على مستوى العالم، جمع وزراء ومسؤولين يمثلون 17 دولة تقع ضمن نطاق انتشار الحبارى الذي يمتد من المغرب إلى منغوليا لمناقشة الطرق التي يمكن التعاون من خلالها للحفاظ على هذه الأنواع عبر نطاقها.

الخبر من المصدر