ماكسي جوميز.. المهاجم المتكامل خليفة سواريز ومستغل أنصاف الفرص
صار المهاجم الكلاسيكي عملة نادرة في الآونة الأخيرة بملاعب كرة القدم، واختفى الرقم 9 التقليدي صاحب البنيان القوي والحس التهديفي المميز، وبتنا نواجه ندرة من هذا النوع من اللاعبين.
ومن بين هذا الشح، يطل علينا ماكسيميليانو جوميز، لاعب سيلتا فيجو الإسباني، والذي سيحصل على فرصة خطف الأنظار في كوبا أمريكا 2019.
بدأ المهاجم الشاب صاحب الـ 22 عاما رحلته مع كرة القدم في الدوري الأوروجوياني بصفوف نادي ديفينسور سبورتينج عام 2015.
يتميز اللاعب الشاب بطول قامة يعطيه الأفضلية في الكرات الهوائية، ويستطيع التسديد بكلتي قدميه بدقة رائعة نحو الشباك.
شهدت أولى مشاركاته مع ديفينسور سبورتنج مشهدا دراميا بعد أن دفع به المدير الفني خوان تيخيرا في الوقت الإضافي من مباراة فريقه أمام فريق لانوس في بطولة كأس سودا أميركا.
وذهب اللقاء إلى الركلات الترجيحية ثم كلفه المدير الفني بتسديد الركلة الأخيرة وسط ذهول جميع لاعبي الفريق داخل أرض الملعب، لكن ماكسي لم يخذل مدربه وسدد الكرة بكل ثقة داخل الشباك ليصعد بفريقه إلى الدوري ربع النهائي من البطولة. ومن هنا أصبحت ثقة اللاعب ملء السماء وتحول اللاعب الشاب إلى ماكينة أهداف داخل فريقه.
توهج ماكسي بشكل ملفت للنظر داخل أوروجواي وأجبر المدرب على إشراكه بدلا من النجم المخضرم هيكتور أكونا مهاجم.
الفريق الأساسي، وكعاده ماكسي دائما ما يستغل أنصاف الفرص وسجل 14 هدفا في 21 مباراة خاضها مع الفريق في موسم 2015\2016.
سحب ماكسي البساط من أسفل مهاجمي الدوري الأوروجوياني وأصبح الأفضل في الدوري بعد أن سجل 10 أهداف من أصل 12 مباراة شارك فيها مع بداية عام 2017، ومن هنا بدأت تنشر الصحف في أوروجواي بعض التقارير التي تشير إلى مولد سواريز جديد.
بعد أن لمع بريقه في أرض بلاده بدأت الأنظار تتجه نحوه، كان كشافو سيلتا فيجو يتابعون اللاعب عن كثب في عام 2017، المراقبة لم تستمر طويلا. انتقل جوميز لصفوف سيلتا فيجو في مايو من العام نفسه.
انتقل جوميز للنادي الإسباني في شهر مايو 2017 في صفقة كلفت خزانة الفريق 4.3 مليونا فقط، كانت صفقة لا تصدق بالنظر إلى أسعار الوهمية للاعبين آنذاك.
ولكن كان للمدير الفني لسيلتا فيجو وجهة نظر مختلفة عن الجميع بعد أن أصر على انضمام لاعب مغمور ويفتقد للخبرة ولم يشارك مع منتخب بلاده في أي مباراة.
واستطاع المهاجم الشاب أن يسجل 19 هدفا في أول مواسمه مع سيلتا فيجو، وهذا المعدل كان مؤشرا على أننا على موعد لمشاهدة مهاجم ربما سيزاحم هدافي الدوري قريبًا.
وبحكم تواجد أونزوي كمساعد لمدة ثلاث سنوات للويس إنريكي المدير الفني السابق لبرشلونة، كان الأول على مقربة بشكل مباشر من لويس سواريز مهاجم الفريق الكتالوني.
أصبح المدير الفني للفريق السماوي يمتلك عينا ثاقبة يمكنها تطوير اللاعبين بشكل سريع، ساعد ذلك جوميز في التأقلم سريعا داخل صفوف سيلتا فيجو وتجسد ذلك في أولى مبارياته أمام ريال سوسيداد حيث كان أفضل لاعب في الفريق واستطاع أن يسجل ثنائية على الرغم من خسارة فريقه بثلاثة أهداف.
وبما من أهم صفات المهاجم الشاب هي استغلال الفرص والظهور الجيد دائما في اللقاءات؛ سجل اللاعب مرة ثانية في ثاني مباريات الفريق في الدوري أمام ريال بيتيس لكن سوء الحظ استمر وخسر الفريق بنتيجة 2-1.
كانت البداية رائعة بالنسبة للاعب في الدوري الإسباني لكن جوميز كان ينتظر المواجهات التي تنصب نحوها أعين المشجعين، وهي مواجهة كبار الدوري.
سجل جوميز في شباك كل من إشبيلية وريال مدريد وبرشلونة في أولى مواسمه مع الفريق ليصبح اللاعب الوحيد الذي سجل في عملاقي إسبانيا في الدوري وقتها، وأنهى الموسم برصيد 18 هدف وصناعة 5 أهداف.
وسجل ماكسي 31 هدفا في أول موسمين إجمالا له في الدوري الإسباني ويتطلع المهاجم الشاب لزيادة رصيده الموسم القادم.
الانضمام إلى المنتخب هو الحلم الأعظم لأي لاعب كرة قدم، فتحقيق البطولات باسم بلدك دائما ما يكون الهدف الأسمى لأي لاعب.
سجلت مباراة أوروجواي وبولندا أولى مباريات ماكسي بقميص المنتخب وانتهى اللقاء بالتعادل السلبي.
