برعاية

المنافسة المشتعلة في الموسم الحالي بين سيتي وليفربول مثيرة بالفعل ولكنها ليست الأفضل

المنافسة المشتعلة في الموسم الحالي بين سيتي وليفربول مثيرة بالفعل ولكنها ليست الأفضل

وصف المدير الفني لنادي ليفربول، يورغن كلوب، الموسم الحالي للدوري الإنجليزي الممتاز بأنه «الأكثر إثارة على مدار سنوات طويلة»، لكن الغريب في هذا الأمر هو أن المدير الفني الألماني قد أدلى بهذه التصريحات في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما كان يتبقى لكل فريق 28 مباراة في المسابقة.

وكان الأمر يشبه أن يجزم أحد المزارعين بأن محصوله سيكون الأفضل على الإطلاق هذا الموسم، رغم أن هذا المحصول قد تأكله الآفات قبل الحصاد، وقد يواصل النمو ويصبح الأفضل فعلاً!

وبعد 5 أشهر على تلك التصريحات، أحكمت بعض الفرق سيطرتها على لقب المسابقة في 3 بطولات من الدوريات الخمسة الكبرى التي تقام في إنجلترا، كما تأكد هبوط ناديين من الدوري الإنجليزي الممتاز، وفاز مانشستر سيتي بلقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية على حساب تشيلسي، بركلات الترجيح، بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، كما وصل مانشستر سيتي إلى المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي، وسيواجه واتفورد، وسيكون هو الفريق الأوفر حظاً للفوز باللقب بكل تأكيد. لكن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لم تحسم بعد، ولا يمكن لأحد أن يجزم بهوية الفريق الفائز باللقب. وربما يرى البعض أن هذا الموسم جيد، وربما عظيم، من حيث المنافسة على اللقب، لكنه ليس الأفضل على الإطلاق بكل تأكيد.

ولكي ندرك ذلك يتعين علينا أن نعود إلى الماضي، وبالتحديد قبل 95 عاماً من الآن، عندما أقيمت مباراة حاسمة كان من شأنها أن تحدد هوية الفريق الفائز في أقوى صراع على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز عبر تاريخه، وهي المباراة التي لا يزال الجميع يتحدث عنها حتى الآن، خصوصاً من قبل جمهور كارديف سيتي المهووس بالحديث عن التاريخ والإحصائيات.

في ذلك الأسبوع من عام 1924، واجه كارديف سيتي نادي بيرنلي، ليس من أجل الهروب من الهبوط، كما هو الحال خلال الموسم الحالي، ولكن في مباراة قوية في قمة جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان من المقرر أن يلعبا مرة أخرى أمام الفريق الذي كانا يتنافسان معه على قمة الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو هيدرسفيلد تاون.

وقد كان الأحد الماضي هو الذكرى الخامسة والتسعين لهذه المباراة التاريخية. وقالت صحيفة «الغارديان» عن تلك المباراة آنذاك: «لقد كانت مباراة مثيرة للغاية... لكن أهمية تلك المباراة أثرت على المهاجمين الذين ظهروا متوترين ولم يسجلوا أي هدف». وقالت التايمز: «لقد كانت مباراة حماسية تغلب عليها النواحي البدنية وسارت بطريقة تعكس أهمية المباراة بالنسبة للاعبين... وكان هناك كثير من الحماس الزائد خصوصاً أمام المرمى».

لكن الأمر كان يتجاوز كل ذلك بكل تأكيد، حيث وصفت صحيفة «ذا ويسترن ميل» المباراة بأنها ربما «المباراة الأكثر أهمية ببطولة الدوري التي تلعب على ملعب نينيان بارك»، لكن من الواضح أن الثنائي الهجومي لكارديف سيتي، المتمثل في جيمي غيل ولين ديفيز، قد فشل في أن يكون على مستوى التوقعات في هذه المناسبة الكروية المهمة، فقد أتيحت فرصة ذهبية للتسجيل أمام كل منهما، لكن «ديفيز لم يكن يعرف ما القرار الذي يتعين عليه اتخاذه... وسدد الكرة بقدمه اليسرى بشكل ضعيف على بعد نحو ياردتين من المرمى»، حسب ما كتبته صحيفة «ذا ويسترن ميل» التي أضافت: «أما غيل فيبدو أنه قد فقد السيطرة على أعصابه وهدوئه أمام المرمى».

وأشارت الصحيفة الويلزية إلى أن «كارديف سيتي كان هو الفريق الأفضل من دون أدنى شك». أما صحيفة «ليدز ميركيري»، التي كان مقرها أقرب إلى هيدرسفيلد، فقالت إن «هيدرسفيلد تاون قد استحق الخروج بنقطة من هذه المباراة». وقالت صحيفة «يوركشاير بوست» إن «دفاع هيدرسفيلد تاون كان مثالياً، وقد لعب بشكل رائع، وكان من الصعب للغاية أن نشير إلى وجود أي نقطة ضعف في الدفاع».

وانتهت هذه المباراة بالتعادل السلبي بين الفريقين، وهو ما كان يعني أن هيدرسفيلد تاون وكارديف سيتي سيظلا متساويين في عدد النقاط، لكن نادي هيدرسفيلد تاون كانت له مباراتان مؤجلتان. وقالت صحيفة «ذا ويسترن ميل» إنه «سيكون من الصعب للغاية أن يعتقد جمهور كارديف سيتي أن ناديه ما زال لديه أمل في المنافسة على اللقب بعد ذلك»، لكن اتضح أن الأمر لم يكن كذلك على أرض الواقع. فبعدما خسر هيدرسفيلد تاون المباراة المؤجلة له في اليوم الأخير من المسابقة، كان كارديف سيتي في طريقه لمواجهة برمنغهام سيتي وهو يعلم أن الفوز في هذه المباراة يعني تتويجه باللقب. وقالت صحيفة «الأوبزرفر»: «لن يكون من قبيل المبالغة عندما نقول إنه من النادر أن نرى مثل هذه الإثارة في المراحل الأخيرة من الموسم. إن عملية الاستشفاء التي حصل عليها لاعبو كارديف سيتي لمدة 11 ساعة قد أعادت الفريق إلى وضع جيد مرة أخرى، ويمكن القول إن عدم فوز الفريق باللقب يعني أن حظه سيء للغاية».

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا