برعاية

سولشاير.. حين يصنع القدر أسطورة البديل القاتل

سولشاير.. حين يصنع القدر أسطورة البديل القاتل

"سجلت هدفين رائعين في مباراة النرويج ضد أذربيجان، بعد ذلك جاء وكيلي ليقول لي إن مانشستر يونايتد انبهر بما قدمت ويرغب في التقدم بعرض قبل أن يذهب مارتين إدواردز رئيس النادي في إجازة". أولي جونار سولشاير.

لكي تخرج أفضل ما لديه عليك أن تدفعه ليثبت أنك على خطأ وأنه من أفضل اللاعبين الذين تعاملت معهم، دائما ما كان يحاول لكي يتذوق جمال صنيعته، تلك كانت موهبته.

خاض سولشاير بطولة للصغار في النرويج ليسجل ١٤ هدفا، والأهداف كانت علامته المسجلة باسمه، علما بأن فريقه لم يكن يخلق ما يكفي من الفرص لكنه كان يضطر لمراوغة أربعة لاعبين على الأقل للتسجيل، ليقرر نادي كلاوسينجين التوقيع معه.

سرعان ما تألق لينضم بعد ذلك إلى مولده، وفي مباراته الأولى سجل هدفين ثم في الثانية سجل هاتريك، ليقرر فيلكس ماجاث الاجتماع معه لكي يضمه إلى هامبورج لكنه ابتعد عنه بعد ذلك دون إبداء سبب للمهاجم الموهوب.

ثم أراد جيوفاني تراباتوني ضمه إلى كالياري، كما جذب اهتمام بي إس في إيندهوفن وبايرن ميونيخ. كل هؤلاء اهتموا بضمه لكن دون تقديم عرض والوحيد الذي جاء من أجله كان يونايتد.

مانشستر يونايتد أراد ضم مهاجم جديد عام ١٩٩٦، لم يحصد لاعب للفريق الحذاء الذهبي منذ جورج بيست عام ١٩٦٨، ورغم تتويج الفريق بـ٣ بطولات دوري إنجليزي في تلك الفترة، كان سير أليكس فيرجسون يرغب في كسر حاجز الهدفين في كل مباراة.

ألان شيرار كان أفضل مهاجم في إنجلترا في ذلك الوقت مع بلاكبيرن روفرز وفقا لمعدله التهديفي الذي بلغ ٠.٨١ هدفا في المباراة أكثر من إريك كانتونا ومارك هيوز.

انضمام أندي كول للفريق في يناير ١٩٩٥ ساعد خط الهجوم كثيرا، لكن سير أليكس فيرجسون أراد مهاجما بقدرات خاصة ووجدها جميعا في شيرار.

كان هدفه الرئيسي، لكن اهتمام نيوكاسل بضمه والرقم الضخم الذي دفع في المقابل ويقدر بـ١٥ مليون جنيه إسترليني أنهى آمال فيرجسون ليصبح شيرار أغلى لاعب في العالم.

قرر يونايتد البحث بعيدا عن الديار عن مهاجم يمكنه إضافة القوة والحسم لخط هجومه، وقتها كان هناك ١٠ نيرويجيين في الدوريات الكبرى بإنجلترا خلال موسم ١٩٩٥-١٩٩٦ أكثر من أي جنسية أخرى بعيدا عن المملكة البريطانية، وأستراليا كانت في المرتبة الثانية بـ٨ لاعبين.

بمبلغ ١.٥ مليون جنيه إسترليني لم تكن هناك الكثير من الخيارات الهجومية أمام فيرجسون، ليقرر الاستكلندي الاتجاه إلى النرويج.

وقتها المقارنة بدت غريبة للجميع، شيرار قدم أربعة مواسم ممتازة مع بلاكبيرن روفرز توجها بلقب الحذاء الذهبي في يورو ٩٦، لكن نيوكاسل قدم ١٥ مليون جنيها إسترليني ليظفر بخدماته.

سولشاير قيمته كما وصفت الصحف الإنجليزية وقتها بأنها ١٠٪ فقط من قيمة شيرار لكنها لم تكن تدري أنه سيكتب تاريخا لا ينسى مع الشياطين الحمر بل وسيكون صاحب لقطة خلدت في تاريخ النادي وكرة القدم ليلة نهائي دوري أبطال أوروبا ١٩٩٩.

قام مسؤولو نادي مولده بتأجير طائرة خاصة وطاروا مع اللاعب إلى مدينة مانشستر، وذلك بعد رؤية رغبة كبيرة للغاية لدى اللاعب بالانضمام للفريق.

لم تكن هناك أي توقعات ملقاة على عاتق المهاجم النرويجي الجديد للشياطين الحمر.

خاض سولشاير في موسمه الأول مع مانشستر يونايتد مباريات أكثر مما يتوقع، ٤٥ مواجهة في كل المسابقات سجل خلالها ١٩ هدفا وصنع هدفا.

ولأن الأمور لا تسير دوما وفقا لما أراد فموسمه الثاني كان سيئا مقارنة بطموحاته وطموحات الفريق، الإصابة طرقت بابه وأبعدته لفترات لكي يشارك كبديل أكثر منه كأساسي، بل وتم طرده ضد نيوكاسل وقام سير أليكس فيرجسون بتوبيخه رغم أنه أنقذ نقاط المباراة.

الدقيقة ٨٩ وروب لي يقود هجمة مرتدة يمكن وصفها بـ انفراد تام من وسط الملعب والوحيد الذي كان بالسرعة الكافية للحاقه هو سولشاير وبدلا من إيقافه عرقله بقوة ليطرده الحكم وينتهي اللقاء بنتيجة ١-١.

بالفعل كانت تلك المباراة قبل نهاية الموسم بفترة قصيرة وفي الموسم التالي بدأت أسطورة سولشاير في الازدهار.

لعل الجميع يتذكر تفاصيل قصة هدف نهائي ١٩٩٩ وشاهد اللقطات أكثر من مرة لكن لنعد قليلا بالذاكرة.

ربما يكون قد غاب عن معظم مواجهات مانشستر يونايتد إما للإصابة أو وجهة النظر الفنية، و٩ دقائق فقط في النهائي كتبت تاريخا سيظل يُحكى للأبد، لكن هناك لحظة في ذلك الموسم التاريخي قالت الكثير عن سولشاير.

في شهر فبراير عام ١٩٩٩، يونايتد حل ضيفا على نوتينجام فورست الذي كان يحتل المركز الـ٢٠، توقع الجميع أن رون أتكنسون قد يصعب الأمور على مانشستر يونايتة لكن الشوط الأول انتهى بتقدم الشياطين الحمر بنتيجة ٢-١.

مع بداية الشوط الثاني وفي توقيت مثالي أضاف أندي كول هدفا ثالثا، ثم دوايت يورك هدفا رابعا.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا