برعاية

مقترح كأس العالم للمحترفين الأجانب 

مقترح كأس العالم للمحترفين الأجانب 

​فكرة إقامة بطولة عالمية ودولية للاعبين المحترفين، يلعبون لاسم منتخب البلد المحترفين فيه، فكرة تراود العديد، إذ تتلخص الفكرة في تجميع أفضل اللاعبين المحترفين، وإنشاء منتخب يمثل بلد الاحتراف، إذ نسمع على الدوام وباستمرار من أصحاب الشأن الرياضي وأهله من المختصين، سواء كانوا مدربين أم لاعبين أم مسؤولين، عن مسميات أفضل دوري في العالم، والغالبية تجمع على أن الدوري الإسباني هو الأفضل والأبرز والأكثر شهرةً ومتابعة في العالم؛ نتيجة النجوم اللامعة المشهورة التي تلعب في هذا الدوري، بينما بعضهم يقول إن الدوري الإنجليزي هو الأفضل والأقوى، ويختلف آخرون عن هذا الرأي، وما زالوا متمسكين برأيهم القديم أن الدوري الإيطالي هو الأجدر والأكثر متابعة، لا يهم، كل له ذوقه وحريته في متابعة الدوري الذي يشاء ويراه الأفضل بالنسبة له. ​

​فالاتحاد الدولي لكرة القدم ينظم العديد من البطولات مثل كأس العالم للكبار وللفئات العمرية، وينظم بطولة كأس القارات لكرة القدم، ومع تطور كرة القدم النسائية، أنشأ الفيفا كأس العالم لكرة القدم النسائية في عام 1991، ونظم الفيفا بطولة كرة قدم للأندية اسمها كأس العالم للأندية، وتقام البطولة بين أبطال القارات الستة وبطل الدوري في الدولة المستضيفة للبطولة، حتى إنه ينظم العديد من المسابقات لكرة القدم الشاطئية، وكرة القدم داخل الصالات. ولا يوجد بطولة لا يعترف بها الفيفا، لكن يوجد بطولات لا يشرف عليها الفيفا بسبب عدم وجود دخل مادي كافٍ لها مثل دورات الخليج العربي، أو مثل بطولة أمريكا الجنوبية «كوبا أمريكا» لأن الدول المشاركة فيها عشرة منتخبات، ويلعبون فورًا بدون تصفيات.​

وطالما الاتحاد الدولي يشرف على العديد من البطولات، وجدت أنه لماذا لم يفكر الاتحاد الدولي حتى اليوم بإقامة بطولة عالمية تحت إشرافه للاعبين المحترفين فقط، بحيث تتكون منتخبات من النجوم المحترفين في هذه الدول المستقبلة والموجود بها هؤلاء النجوم، على سبيل المثال ينشأ منتخب إسبانيا من النجوم الأجانب المحترفين في الدوري الإسباني «الأرجنتيني ميسي- الفرنسي بنزيمة- الألماني آندريه تير شتيغن- البرازيلي كاسيميرو- اللأورغواني لويس سواريز- الكرواتي إيفان راكتيتش- البرتغالي دانيال كاريكا- الكاميروني أكامبي… إلخ» من نجوم أجانب محترفين في الدوري الإسباني يشكل منهم منتخب إسبانيا للمحترفين، ومثلهم النجوم الأجانب في الدوري الإنجليزي أمثال «المصري محمد صلاح- البلجيكي كين دي بروين- الجزائري رياض محرز الألماني شيندلر…» وكذلك نجوم الدوري الإيطالي والفرنسي والياباني والتركي والبلجيكي… إلخ، شريطة أن يكون مدرب المنتخب من بلد الاحتراف، وتقام بطولة دولية أو عالمية يمثل هؤلاء النجوم البلدان التي يلعبون بها للفوز بكأس العالم للمحترفين الأجانب.​

​اللاعب المحترف همه المال والثراء​

فاللاعب المحترف أصبح هو الهدف الرئيسي للمتابعة، ومن أجله يدفع الجمهور التذاكر، كما أن زمن الوطن والوطنية ولى لغير رجعة؛ فكم من لاعب مشهور في العالم عطاؤه ومردوده في الملعب لصالح ناديه المحترف فيه أكثر من عطائه لمنتخب بلاده الوطني، والأرجنتيني ليونيل ميسي خير مثال لذلك؛ فالنادي يدفع مردودًا ماديًّا أكثر من الفريق الوطني للدولة، فالمادة أصبحت هي الغالب والأهم من شرف تمثيل منتخب البلاد، كما وأن العالم أصبح قرية صغيرة، وتداخل بعضه في بعض، بل أصبحنا نشاهد لاعبين من دولة أخرى يمثلون ويلعبون لبلدان غير بلدانهم الوطنية، وأصبح هذا شرفًا معنويًّا لا أكثر ولا أقل، وهذا لم يعد مهمًّا في قاموس الرياضيين المحترفين في العالم.​

صحيح أن لعبة كرة القدم تحولت من مجرد هواية إلى سوق تجاري كبير، وصناعة وحرفة تدر المليارات من الدولارات على هذه الدول من خلال الضرائب، فلم تعد للهواية ومجرد اللعب مكان في قاموس اللعبة، تجد الاهتمام بها في معظم الدول يبدأ من النشء الصغار ليتم الإعداد والتهيئة لنجوم الغد في شتى الألعاب، ولا يقتصر الأمر على لعبة معينة، فكل المجالات الرياضية أصبحت تدر مردودًا ماليًّا كبيرًا على مقتنيها من اللاعبين واللاعبات، والمستفيد الأكبر هي الدولة التي ترعى الرياضة وتعمل المستحيل على استضافة البطولات العالمية والدولية؛ لتحقيق المكسب المادي من خلال قدوم الجماهير من كل مكان في المعمورة لتشتغل الفنادق، والشقق، والمواصلات، والمطاعم، والمقاهي، وتعج الحياة هنالك صخبًا وتزدهر حركة البيع والشراء وحقوق البث التلفزيوني أحد أهم مصادر تحقيق الدخل لأي بطولة؛ فمكسب حقوق النقل وحده يعادل ملايين الدولارات في بطولة.​

​فكرة خطرت في بالي منذ فترة، وأتقدم بها لإعلانها في هذا الحيّز من مقالي لمناقشتها وإمكانية تحقيقها في المستقبل القريب، فهل تلقى الفكرة صداها وتصبح حقيقة؟​

​بعض الباحثين في المجال الرياضي والمؤسسات الرياضية تطلق سنويًّا دراسات المسح الرياضي المتحيزة نوعًا ما لبلدانها، وآخرها دراسة لمؤسسة «جلوبال سبورتس سالاريز سيرفي» المتخصصة، والتي تتخذ من بريطانيا مقرًّا لها، إذ تحدثت في دراستها حول أن الدوري الإنجليزي هو الأغلى والأعلى أجرًا في العالم، بينما يعد نادي برشلونة الإسباني الأعلى أجرًا في الرياضة العالمية، كما أنه أول فريق يصل متوسط الأجر السنوي فيه لأكثر من 10 ملايين إسترليني «ما يعادل قيمته 17.6 مليون دولار»، وفقًا لما دلت عليه نتائج دراسة مسحية. فوسيلة القياس التي استخدمتها «جلوبال سبورتس سالاريز سيرفي» هي متوسط الرواتب التي يتقاضاها الفريق الأول، كما نظرت الدراسة إلى العائدات التي يحصل عليها أعضاء الفريق في مجال ممارسة الرياضة، وليست العائدات المتعلقة بحقوق الرعاية أو الأنشطة الأخرى غير الرياضية.​

جزء من جدول ترتيب أفضل بطولات الدوري في العالم

الدوري              عدد الأندية          عدد اللاعبين            متوسط الأعمار                            القيمة باليورو ​​​

الإنجليزي               20                        516                             26.5                                  3.7 مليار يورو​​​

الإسباني             20                          490                           26                                        2.8 مليار يورو​​

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا