برعاية

رئيس اتحاد الجودو: «تفريغ اللاعبين» أكبر عائق يواجه الاتحادات الرياضية السعودية

رئيس اتحاد الجودو: «تفريغ اللاعبين» أكبر عائق يواجه الاتحادات الرياضية السعودية

أكد خالد العريني، رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي للجودو، أنهم يسعون للارتقاء وتطوير رياضة الجودو خلال المرحلة المقبلة، وذلك بدعم واهتمام هيئة الرياضة برئاسة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، الذي يواصل متابعته المستمرة لدعم جميع الاتحادات، مقدماً شكره الكبير لما قدمه تركي آل الشيخ، الرئيس السابق للهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية السعودية، موضحاً أنه في عهده قدم الكثير للاتحادات من الدعم اللامحدود، وهو ما اعتبر نقلة نوعية غير مسبوقة، ولا سيما على صعيد استضافة البطولات والفعاليات الرياضية، وأن الأمير عبد العزيز الفيصل قادر على مواصلة تحقيق هذه المنجزات.

وقال العريني في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: إن اتحاد الجودو يسعى إلى الارتقاء برياضة الجودو وتطويرها على مستوى الشباب والشابات خلال المرحلة المقبلة من خلال ابتعاث لاعبي النخبة لأكثر من عام ونصف العام عن طريق الاتحاد الدولي الذي سيشرف على تدريباتهم ومعسكراتهم ومشاركاتهم في البطولات الدولية من أجل تجهيزهم لأولمبياد طوكيو 2020، وتم التعاقد مع مدربين معتمدين من الاتحاد الدولي.

وزاد في حديثه: إن اتحاد الجودو يعاني صعوبة من إيجاد أماكن للتدريب، وبخاصة فيما يتعلق بالعنصر النسائي، مطالباً هيئة الرياضة بإيجاد صالة مستقلة للاعبات من أجل ممارسة هواياتهن وتحقيق الهدف الذي نسعى إليه جميعاً بإعداد منتخب سعودي نسائي يستطيع تمثيل المملكة خير تمثيل في البطولات القارية والدولية، ونتمنى أن تكون أولمبياد الجامعات التي ستقام في إيطاليا هي بداية الطريق للمنتخب النسائي، التي بلا شك ستساهم في اكتساب الخبرات والاحتكاك مع لاعبات لديهن الخبرة في هذا المجال.

خالد العريني رئيس اتحاد الجودو، قال الكثير في ثنايا الحوار التالي:

> ماذا قدمت خلال فترة ترأسك اتحاد الجودو؟

- بدأنا بأول دورة للبراعم تتراوح أعمار المشاركين فيها بين خمس سنوات و12 سنة، وشارك فيها من الجنسين بنات وأولاد، وهذه أول دورة تقام في تاريخ الجودو السعودية، وتلاها دورة ثانية في جدة، ووجدنا إقبالاً كبيراً زاد على 170 لاعباً، ثم تم افتتاح مركز تدريب للعنصر النسائي في جامعة الملك سعود، شاركت فيه الطالبات ووصلنا لعدد 300 لاعبة، ويشرف عليهن مدربات يملكن الخبرة والإمكانات، أيضاً تم افتتاح أول أكاديمية للعبة الجودو تحت إشراف الاتحاد الدولي، وكانت على شرف رئيس الاتحاد الدولي ماريوس فايزر، الذي افتتح الأكاديمية في مدارس الرياض بدءاً بالمرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية للجنسين، وبارك لنا هذا الحدث، وطالب بتفعيل هذه الأكاديمية حتى يتم تقييمها عالمياً، ومن ثم اعتمادها مركز تدريب لرياضة الجودو، وسيكون هنالك تنسيق بين الاتحاد والمدارس للعمل على هذا المشروع الذي سيكون له شأن كبير في المرحلة المقبلة، حيث نتطلع للارتقاء برياضة الجودو على مستوى جميع مناطق المملكة، وأنا على ثقة كبيرة بنجاح هذا المشروع بتوفيق الله... ثم بجهود فريق العمل في الاتحاد.

> حدثنا عن الاستراتيجية التي وضعتموها للارتقاء برياضة الجودو؟

- حين كُلفت رئاسة الاتحاد درسنا الوضع الراهن لاتحاد الجودو بالتنسيق مع أمين الاتحاد ناصر الغنام، واتفقنا على وضع استراتيجية وخطة على مدى 12 سنة مقبلة، مكونة من ثلاثة أهداف، الهدف الأول هو نشر اللعبة بين الجنسين، والهدف الثاني توسيع دائرة المنافسة بين اللاعبين الأبطال؛ فالبطل في جميع البطولات المنافسات المحلية والداخلية لا تتعدى مشاركته في 40 مباراة حاسمة فقط على مدى سنة كاملة، ورأينا أنها قليلة ونسعى إيصالها إلى 150 مباراة؛ حتى يستفاد اللاعب بدنياً ولياقياً، ولدينا خطة أيضاً لإقامة دوري لأكبر عدد من ممارسي اللعبة على مستوى مناطق المملكة، والهدف الثالث هو إنتاج أبطال قادرين على المنافسة في جميع البطولات، وفي هذا الموسم جعلنا المنتخب الأول مرتبطاً مع المنتخب الأوزبكي الذي قدم نتائج ملموسة بعد تطبيق استراتيجيته؛ ففي عام 2008 كان ترتيبهم على مستوى العالم الحادي عشر، وفي هذا العام قفزوا للمركز الخامس، وهذا يؤكد أن الاستراتيجية التي وضعت لهم ممتازة، وبالتالي اتفقنا معهم على الدخول في برنامجهم السنوي، ولدينا في شهر يناير (كانون الثاني) معسكرات وبطولات مرتبطة مع المنتخب الأوزبكي والتي ستتضح من خلالها الصورة ومدى الاستفادة من خبراتهم.

> كيف ترى التعاون وتبادل الخبرات بين الاتحاد السعودي للجودو والاتحاد الدولي؟

- التعاون أكثر من رائع ووجدنا من مسؤولي الاتحاد الدولي للجودو كل الدعم والقبول، وتم ترشيح مدرب (نمساوي) من رئيس الاتحاد الدولي شخصياً للعمل في الاتحاد مستشاراً، ويكون التدريب تحت إشرافه، وذلك بداية من الشهر الحالي ولمدة سنة، ونتمنى أن تتحقق الفائدة المرجوة للارتقاء وتطوير اللعبة على مستوى المنتخبات السعودية، ونحن نتطلع لتحقيق نتائج مميزة لرياضة الجودو خلال المنافسات المقبلة.

> حدثنا عن الإنجازات التي حققها اتحاد الجودو؟

- حققنا على مستوى فئة الناشئين المركز الثالث والميدالية البرونزية في وزن 73 عن طريق اللاعب جواد أسامة، ونال اللاعب سعود المنيع الميدالية البرونزية في وزن 100 في بطولة مكاو الدولية، كما حققنا الميدالية البرونزية في رياضة الكاتا في منافسات البطولة الآسيوية التي أقيمت في هونج كونج، وحققنا ثلاث ميداليات في بطولة الشرطة في تونس عن طريق اللاعب معتز زكريا الميدالية البرونزية والميدالية الفضية في الكاتا عن طريق يعقوب الشمراني وعلي عدنان وحقق المنتخب السعودي المركز السادس على مستوى الكاتا الجماعي في بطولة العالم التي أقيمت في المكسيك بمشاركة 19 دولة.

> ما الصعوبات التي تواجهكم في اللعبة والإجراءات المتبعة لتطويرها؟

- أعتقد أن أبرز الصعوبات التي تواجهنا أن أكثر لاعبي الجودو صغار في السن، وأغلبهم يدرسون في المرحلة المتوسطة والثانوية والجامعة ووزارة التعليم لم يقصّروا معنا في تفريغ اللاعبين بالمرحلتين المتوسطة والثانوية، لكن في أغلب الجامعات وجدنا صعوبة في تفريغ اللاعبين وتأخرهم عن المعسكرات؛ حتى أن الجامعة حين تفرغ اللاعب نظامياً نجد الدكتور الذي «يُدرّس المادة» يرفض، وهذا يؤثر على اختباراته ودرجاته، وربما «يُعيد اللاعب المادة»، وللحقيقة جميع الاتحادات تعاني من ذلك.

كما أننا نعاني من قلة أماكن التدريب على مستوى المملكة، حيث إن المراكز الموجودة نادرة، فضلاً عن أنها مخصصة لجميع الألعاب القتالية التي تفوق سبعة ألعاب، خلاف ذلك الوصول إليها صعب؛ لبعد المسافة، فمثلاً مدينة الرياض يتوفر فيها مركز واحد بالملز، ويصعب توفير وسائل نقل للراغبين في ممارسة اللعبة من شمال الرياض.

كما أننا نرغب في مراكز نسائية مستقلة للاتحاد داعمة للموجودة حالياً في الجامعات والمدارس، ونقدم لهم الشكر على تعاونهم، ونتمنى من الهيئة العامة للرياضة إيجاد مركز نسائي مستقل؛ حتى يكون فيه تركيز على التدريبات المخصصة للشابات والفتيات الصغيرات.

> ماذا عن تعاون الأندية ومدى اهتمامها باللعبة، وكم عدد الممارسين؟

- للأسف، لا أجد ذلك التعاون المجدي، وربما بعض الأندية لديها اهتمام والبعض الآخر لدينا عليه تحفظ؛ كونهم لا يدعمون اللعبة وتسبب في تأخر رياضة الجودو، على الرغم من أنهم يحصلون على دعم مادي من هيئة الرياضة لجميع الألعاب، وأصبحت اهتماماتهم بنسبة كبيرة على كرة القدم في حين الألعاب الأخرى وخصوصاً الألعاب الفردية مهملة، ولا تحظى بأي اهتمام، وهذا يؤثر بشكل كبير على تطويرها، وأعتقد أن المطلوب هو الإشراف على آلية صرف الإعانة للألعاب المختلفة وعدم ضخها للعبة كرة القدم أو الصرف على التزامات الأندية التشغيلية ولدي اقتراح أن اتحاد اللعبة يشرف ويتابع جميع الأندية التي تمارس اللعبة لا كما يحدث حالياً.

> كيف ترى دعم الهيئة العامة للرياضة للجودو بشكل خاص، وللرياضة السعودية بشكل عام؟

- الهيئة العامة للرياضة لم تقصر في وجود تركي آل الشيخ سابقاً، وكذلك حالياً الأمير عبد العزيز بن تركي، حيث قدما كل الدعم للرياضة السعودية في مختلف المجالات من أجل تطويرها والارتقاء بها، لكن لا يخفى على الجميع أننا نحتاج إلى دعم أكبر ونطمح إلى المزيد، خصوصاً أن المعسكرات والإعداد للفترة المقبلة مكثفة، حيث تنتظرنا الكثير من المشاركات والبطولات في عام 2019 التي تتطلب ميزانية كبيرة، وأنا على ثقة كبيرة أن هيئة الرياضة تتابع كل الألعاب وستوفر جميع المتطلبات التي ستساهم في ارتقاء الألعاب من دون استثناء.

> حدثنا عن تفعيل لجان الحكام والمدربين للارتقاء بمستواهم، وهل أقيمت دورات لهم؟

- بكل تأكيد، جميع لجان الاتحاد مفعلة وخصص لها برامج، وتمت إقامة ورش عمل قاربت على الانتهاء لوضع لوائح وسياسات لكل لجنة تكون مرجعاً للتقييم والمحاسبة، واستحدثنا دورة تدريبية للمدربين الوطنيين لمدة أسبوع، وتمت الاستعانة بخبير ياباني وتابع ما يقارب 18 مدرباً، وتمت دعوات خبراء في هذا المجال من أجل تطوير المدرب الوطني للاستفادة واكتساب الخبرة، وكذلك تم ترشيح حكمين وحصلا على الشارة الدولية عن طريق الاتحاد الآسيوي، وكذلك حصل حكمان وطنيان على الشارة الدولية في تحكيم رياضة الكاتا، وقريباً - بإذن الله - سنقيم دورة في التنظيم لإعداد منظمين لبطولات الجودو، وهذه من خطة الاتحاد، وهي فصل التنظيم وجعله لجنة مستقلة نسعى من خلاله - بإذن الله - لتنظيم بطولات إقليمية وقارية في الوقت القريب.

> البعض يتساءل، هل رياضة الجودو بمقدورها صناعة بطل أولمبي، وكم تحتاج من ميزانية لإعداد هذا البطل؟

- بإذن الله، العمل على قدم وساق وبتعاون نائب الرئيس وأعضاء مجلس الإدارة سنحقق ما نطمح له في إعداد بطل أولمبي، وأنا على يقين أن لدينا لاعبين على مستوى عالٍ من الإمكانات، إضافة إلى ذلك الآن نحن مع شراكة مع الاتحاد الدولي الذي سيكون عن طريقه الابتعاث، وهذه أول مرة تحدث في تاريخ اتحاد الجودو، وتم اختيار لاعبي النخبة ما بين أربعة إلى ستة لاعبين، وسيتم ابتعاثهم إلى المجر في بودبست، وسيمكثون ما بين عام إلى عام ونصف العام من أجل إعدادهم لدورة الألعاب الأولمبية 2020 في طوكيو، وفي حال نجاح هؤلاء اللاعبين سيكون هناك معسكر مماثل حتى أولمبياد باريس 2024.

> هل تعتقد أن اللاعبين النخبة بإمكانهم تحقيق ميداليات في الأولمبياد؟

- بإذن الله، في حال أنهم حققوا جميع متطلبات المعسكر بالنقاط نفسها التي يضعها الاتحاد الدولي أن اللاعب السعودي يمارس كما يمارس اللاعب الياباني والفرنسي أو أي لاعب آخر باستطاعة اللاعب السعودي تحقيق ميدالية، وأنا أتحدث كلاعب جودو بغض النظر عن جنسيته في حال أنه طبق المعايير بالكامل بما يتوافق مع الاتحاد الدولي أو الاتحادات الأخرى الياباني أو الفرنسي الذين يملكون أبطالاً عالميين وسبقتنا في هذه اللعبة سنجد اللاعب السعودي على منصات التتويج.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا