برعاية

هل أضر غياب المنافسة محليًا بباريس سان جيرمان أوروبيًا؟

هل أضر غياب المنافسة محليًا بباريس سان جيرمان أوروبيًا؟

كتب | تامر أبو سيدو | فيس بوك | تويتر

نجح باريس سان جيرمان في فرض سيطرته على الدوري الفرنسي وكأس فرنسا خلال السنوات الأخيرة، إذ لم يخسر الليج وان سوى مرة واحدة منذ موسم 2012-2013، بجانب نجاحه في الفوز بكأس فرنسا خلال المواسم الأربعة الأخيرة.

ذلك النجاح المحلي الذي يتواصل حاليًا بتحقيق الفريق 12 انتصارًا متتاليًا في افتتاح الموسم دون أن يخسر أي نقطة لم يعد الهدف الأهم لدى إدارة النادي وملاكه القطريين، بل أصبح الحلم الأهم والهدف الأول هو الفوز بدوري أبطال أوروبا، وقد قال ناصر الخليفي رئيس النادي هذا علنًا عام 2015.

لكن يبقى السؤال الذي قد ينطبق على أندية أخرى بجانب باريس سان جيرمان، أبرزها يوفنتوس وبايرن ميونيخ، هل غياب المنافسة محليًا يضر بالنادي أوروبيًا؟

باعتقادي أن غياب المنافسة المحلية لها تأثيران، أحدهما سلبي والآخر إيجابي، والتوازن بين الأمرين يعتمد على مدى نضج اللاعبين وعقليتهم وشخصيتهم بجانب شخصية المدرب وقدرته على السيطرة على الفريق والتحكم به وضبط الأمور جيدًا بين البطولات المحلية والأوروبية.

الجانب السلبي يتمثل في اعتياد اللاعبين على مباريات سهلة ومنافسين يفتقدون للجرأة والشجاعة ولا يُهاجمون سوى نادرًا، وهنا سيُصدم هؤلاء اللاعبون بمستوً مختلف تمامًا في دوري الأبطال، فالأندية هناك لا تخاف وتلعب للفوز خاصة عند الحديث عن المباريات الإقصائية حين يُصبح الفوز هو الهدف الأهم للجميع.

هذه الصدمة وهذا الاختلاف في المستوى بين المنافس قد يؤثر سلبًا على اللاعبين في حال لم ينجحوا باستيعاب هذا الفارق بين المستويين، ولم ينجحوا في رفع مستوى أدائهم ليناسب مستوى المنافس والبطولة والهدف، والأهم ان يرتقي تعاملهم الذهني والنفسي في دوري الأبطال للمستوى الذي تطلبه البطولة ولا تطلبه بطولة محلية محسومة تمامًا.

أما الجانب الإيجابي، يتمثل في أن المدرب يمتلك القدرة على إراحة نجومه عند المباريات المهمة خوفًا عليهم من الإجهاد والإصابات، بجانب أنه يستطيع تجربة أكثر من طريقة لعب وأكثر من توظيف للاعبين خلال البطولة المحلية حتى يصل بالفريق لأعلى درجة من الجهوزية والجودة عند لعب مباريات الأبطال المهمة والحاسمة.

هذا الأمر نراه بوضوح مع يوفنتوس هذا الموسم مثلًا، فالمدرب أليجري جرب في الدوري الإيطالي كل طرق اللعب المختلفة، وغير في توظيف لاعبيه خاصة رونالدو خلال البطولة، وقد غامر أحيانًا كما رأينا أمام كالياري مثلًا، لكنه يُغامر لأنه يعلم تمامًا أن الثمن لن يكون مرتفعًا والخسارة لن تكون باهظة، لأنه حتى لو خسر مباراة أو أكثر .. لن يخسر البطولة بسبب عدم وجود منافس قوي قادر على انتزاعها منه.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا