برعاية

على جماهير إنجلترا الاستمتاع بمهارات هازارد قبل أن يخطفه ريـال مدريد

على جماهير إنجلترا الاستمتاع بمهارات هازارد قبل أن يخطفه ريـال مدريد

لا يهتم نادي ريـال مدريد الإسباني بوضع النجوم على قميصه لكي يُظهر للجميع أنه حصل على أهم وأقوى البطولات في عالم كرة القدم، في حين تنتظر أندية أخرى الحصول على أي لقب لكي تسرع في وضع نجمة على قميصها.

ويتبنى ريـال مدريد نظرية مفادها أن كل ما يحتاج إليه النادي هو وضع الشارة الخاصة به فقط لكي يعرف الجميع أنهم ملوك لعبة كرة القدم في العالم، وبالتالي فهم ليسوا بحاجة لوضع النجوم على قمصانهم، وحتى لو قرروا ذلك، فإنهم سيكونون بحاجة إلى إيجاد مساحة كبيرة على القميص من أجل وضع عدد كبير من النجوم التي تمثل العدد الهائل من البطولات التي حصلوا عليها.

ويكفي أن نعرف أن ريـال مدريد قد حصل على بطولة دوري أبطال أوروبا 13 مرة، من بينها 4 مرات في آخر 5 مواسم. ويأتي ميلان الإيطالي في المركز الثاني بـ7 ألقاب، ثم برشلونة وليفربول وبايرن ميونيخ بـ5 ألقاب. ويأتي أياكس أمستردام الهولندي بعد ذلك بـ4 ألقاب، ثم مانشستر يونايتد وإنتر ميلان بـ3 ألقاب.

قد يكون هناك بعض الأخطاء لنادي ريـال مدريد، وقد يكون النادي يشعر بالغطرسة والغرور، وقد يكون مشتتاً بشكل دائم بسبب الأمور السياسية، وقد تشعر في بعض الوقت أنه من الصعب أن تحب هذا النادي، لكن قائد ريـال مدريد سيرخيو راموس لخص الأمر بدقة حين قال: «عندما ترتدي هذا القميص، يتعين عليك أن تعرف أنك قد وصلت إلى القمة، ولا يوجد شرف أكبر من ذلك».

وبالتالي، لا ينبغي لأحد أن يُفاجأ عندما يعرف أن لاعباً بارعاً بقدرات وإمكانيات النجم البلجيكي إيدن هازارد يشعر بأن حياته المهنية لن تصل إلى القمة إلا إذا ارتدى قميص ريـال مدريد يوماً ما، وعاش تجربة تمثيل ناد يمتد تاريخه العريق إلى عقود طويلة من الزمان.

ولم يكن هازارد هو اللاعب الفذ الوحيد في كرة القدم الإنجليزية الذي ينتابه هذا الشعور. كما تجب الإشارة إلى أنه عندما تكون هناك رغبة متبادلة بين ريـال مدريد واللاعب، فإن النتيجة النهائية تكون واحدة دائماً، وهي انتقال هذا اللاعب إلى النادي الملكي.

وحتى عندما أعلن المدير الفني الأسطوري لمانشستر يونايتد السير أليكس فيرغسون أنه لن يبيع أي لاعب لريـال مدريد، فإننا نعرف جميعاً كيف انتهى المطاف بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وكيف انتقل من يونايتد إلى ريـال مدريد.

ومع ذلك، ليس صحيحاً أن ريـال مدريد ينجح في التعاقد مع جميع اللاعبين الذين يريدهم، وخير مثال على ذلك فشله في ضم حارس مرمى مانشستر يونايتد ديفيد دي خيا، لكن الشيء المؤكد أن ريـال مدريد نادراً ما يفشل في التعاقد مع من يريد.

وعلى هذا النحو، قد يتعين على مشجعي نادي تشيلسي أن يستعدوا من الآن لرحيل هازارد خلال الصيف المقبل. لكن هل هذا هو الوقت المناسب لرحيل النجم البلجيكي عن كرة القدم الإنجليزية؟

دائماً ما يشعر تشيلسي بالفخر والكبرياء، فهو النادي الوحيد في العاصمة البريطانية لندن الذي فاز بلقب دوري أبطال أوروبا، كما أنه الأكثر نجاحاً في لندن، بمسافة كبيرة عن باقي المنافسين، في عهد مالك النادي الروسي رومان أبراموفيتش.

وحصل هازارد خلال السنوات الست التي قضاها في تشيلسي على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين، وكأس الاتحاد الإنجليزي مرة، وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة مرة، والدوري الأوروبي مرة، ويبدو سعيداً مع عائلته في العاصمة البريطانية.

وفي الوقت نفسه، فإن النقاط السلبية بالنسبة لتشيلسي تتمثل في أنه لم يتجاوز دور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا، بما في ذلك عدم التأهل للبطولة مرتين من الأساس، منذ أن وصل للدور نصف النهائي خلال الموسم الثاني لهازارد في «ستامفورد بريدج». وعلاوة على ذلك، تم تقويض مكانة تشيلسي، كأحد أندية الصفوة في كرة القدم الإنجليزية، بعدما احتل المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، بفارق 30 نقطة كاملة عن مانشستر سيتي الحاصل على لقب البطولة، كما تخلى النادي عن خططه لإعادة تطوير ملعب «ستامفورد بريدج»، وهو ما يجعل ملعب النادي أصغر من ملعب أندية مثل بوردو وسانت إيتيان وريـال بيتيس.

ويتسع ملعب «ستامفورد بريدج» لـ41.841 متفرج، ويأتي في المركز 79 في أوروبا من حيث الحجم. وعندما يتم الانتهاء من تشييد ملعب «وايت هارت لين» الجديد، الخاص بنادي توتنهام، فإن ملعب تشيلسي سيأتي في المركز التاسع في إنجلترا، والمركز الرابع في لندن، من حيث الحجم. وتصل سعة ملعب «ستامفورد بريدج» بالكاد إلى نصف سعة ملعب «سانتياغو بيرنابيو»، معقل ريـال مدريد.

وعلى الرغم من أنه من الواضح أن هازارد يستمتع باللعب تحت قيادة المدير الفني الإيطالي الجديد لتشيلسي، ماوريسيو ساري، فمن منا يمكنه أن يلوم النجم البلجيكي على التفكير في الانتقال إلى ريـال مدريد، خصوصاً في الوقت الذي يلعب فيه تشيلسي في بطولة الدوري الأوروبي (البطولة الأقل أهمية من دوري الأبطال)؟ لذا من الطبيعي أن يفكر هازارد الآن في خوض مغامرة جديدة في مكان آخر، ومن الطبيعي أن تروق له فكرة الانتقال إلى ريـال مدريد.

وسوف يبذل ريـال مدريد قصارى جهده من أجل الحصول على خدمات هازارد في فترة الانتقالات الشتوية، خصوصاً بعدما اكتشف الفريق أن ملء الفراغ الذي تركه كريستيانو رونالدو كان أصعب مما تخيلوا بكثير، والدليل على ذلك أن الفريق لم يسجل أي هدف في آخر 4 مباريات، بينما كانت أطول فترة يغيب خلالها الفريق عن التهديف، في ظل وجود رونالدو، مباراتين فقط: مرة في أكتوبر (تشرين الأول) 2009، ومرة أخرى في سبتمبر (أيلول) 2011.

وكانت أول مباراة يلعبها ريـال مدريد بعد رحيل رونالدو قد شهدت أقل حضور جماهيري لمباريات النادي في الدوري الإسباني منذ ما يقرب من عقد من الزمان، حيث لم يحضر سوى 48.466 متفرج في ملعب «سانتياغو بيرنابيو» الذي يتسع لـ81 ألف متفرج (وإن كان توقيت المباراة في الساعة العاشرة والربع مساء يوم الأحد كان له دور في انخفاض أعداد الجماهير).

ولم يشارك الجناح الويلزي غاريث بيل لمدة 90 دقيقة إلا في مباراة واحدة فقط طوال الموسم، كما سجل ريـال مدريد 12 هدفاً فقط في أول 8 مباريات له في الدوري الإسباني الممتاز، وهو عدد الأهداف نفسه التي سجلها ريـال سوسيداد (صاحب المركز التاسع)، وليفانتي (صاحب المركز الحادي عشر)، في حين سجل إشبيلية (المتصدر) 18 هدفاً، وبرشلونة 19 هدفاً. وحتى نادي سيلتا فيغو (صاحب المركز العاشر) أحرز أهدافاً أكثر من ريـال مدريد، حيث سجل 13 هدفاً حتى الآن.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا