برعاية

إنفوجراف| ديبالا.. البولندي الذي صنع في الأرجنتين وتوهج في إيطاليا

إنفوجراف| ديبالا.. البولندي الذي صنع في الأرجنتين وتوهج في إيطاليا

القصف في بولندا يطول كل شيء، ورائحة الموت تجوب الشوارع، البولنديين يعملون في المصانع الألمانية بالسخرة، والحرب تتسبب في تمزيق الكثير من العائلات، لتسدل الحرب ستائرها، وتعود كل دولة إلى أشغالها، لكن بولندا لم تعد كما كانت، لم تكن هناك فرص عمل، المصانع أغلقت أبوابها، وأصحاب الأعمال قرروا مغادرة الوطن.

لم يكن أمام بوليسلو ديبالا خيار أخر، غير أن يترك قرية كراسنيو، في وطنه بولندا، وأن يتجه نحو الأرجنتين بحثاً عن فرصة عمل هناك، فرصة لم يجدها بسهولة، «لقد اضطر للنوم في مزارع الذرة لمدة أسبوعين كاملين، كان أخي الأخر يراسله من كندا، كانت أموره جيدة إلى حد كبير، لكن هو لم يجد طعام لأسبوعين»، هكذا سردت هنريكا –شقيقة بوليسلو – حكاية مختصرة عن مسيرة أخيها في الأرجنتين.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن ديبالا الكبير لم يستسلم وواصل تأسيس عائلته في بلاد التانجو، ليمر تقريباً نصف قرن من الزمان، وبالتحديد 48 عاماً منذ أن وضعت الحرب أوزارها، ليظهر ديبالا الأخر، ليس ديبالا الابن، ولكن الحفيد، باولو الصغير الذي سيتحول بعد ذلك إلى جوهرة بلاد التانجو.

وعلى الرغم من أن باولو لم يعش مع جده كثيراً، حيث توفى بوليسلو عندما بلغ حفيده الرابعة من عمره، إلا أن الصغير يدين له بالجميل في كل ما وصل إليه، وعام بعد الأخر يواصل ديبالا الصغير تحقيق أحلامه الواحدة تلو الأخرى، ويواصل كتابة مسيرة مميزة كان أخرها بالأمس عندما أحرز ثلاثية لفريقه في دوري أبطال أوروبا ليمنح فريقه ثلاثة نقاط اعتلى بها قمة المجموعة متفرداً.

كل ما سبق كان قصة، وهنا سنحكي قصة أخرى، قصة سبع سنوات صنعت «الجوهرة».

الصغير الذي حطم أسطورة العظيم كيمبس

كانت المرة الأولى التي يخطو فيها ديبالا داخل ملعب كرة قدم عبر نادي إنستيتوتو كوردوبا الأرجنتيني، الذي يلعب في الدرجة الثانية، وهو في العاشرة فقط من عمره، ليتدرج ضمن صفوف النادي على مدار 8 سنوات، قبل أن يجبر المدير الفني للفريق الأول على ضمه للفريق وهو الذي لم يصل بعد إلى عامه الثامن عشر.

وفي ثاني مباراة له مع الفريق الأول أحرز ديبالا هدف، ليقوم أحد الصحفيين المتواجدين في المدرجات بإطلاق اسم «الجوهرة» عليه، بعدما اختطف لقباً عزيزاً على مشجعي الفريق.

ديبالا صاحب الـ17 عاماً أصبح أصغر لاعب في تاريخ النادي يحرز هدفاً، وهو رقم لم يكن مسجلاً باسم أي لاعب، ولكن كان مسجلاً باسم الماتادور الأرجنتيني ماريو كيمبس والذي سيتألق لاحقاً مع العديد من الفرق أبرزها فالنسيا، وسيحقق لقب كأس العالم مع الأرجنتين عام 1978.

حلم أوروبا.. بولندا ترفضه وإيطاليا تمنحه الحل مرتين

بعد عامين كانا في قمة الشقاء بالنسبة لديبالا، بعد وفاة والده أدولف ديبالا، عام 2010، ليضطر إلى الرحيل عن الفندق الصغير الذي مكث فيه مع والده، واللعب ضمن صفوف كوردوبا، ليطلق عليه اسم الشهرة الأخر، وهو «طفل البانسيون»، بدأت الحياة تبتسم له.

بالطبع المستوى الذي ظهر عليه اللاعب في الأرجنتين لفت الأنظار إليه، ليقضي موسم واحد فقط في دوري الدرجة الثانية، ليعلن باليرمو الإيطالي توصله إلى اتفاق لضم اللاعب صاحب الـ18 عاماً، ويمنحه الحل الأول لتحقيق حلمه باللعب في أوروبا عبر بوابة الدوري الإيطالي، لكن هناك مشكلة، باولو يحتاج لجواز سفر أوروبي للعب ضمن صفوف باليرمو.

الفتي الذهبي توجه إلى بولندا ليطالب بحقه في الحصول على الجنسية البولندية، لكن البيروقراطية حالت دون حدوث ذلك على الرغم من تواجد جدته هنريكا هناك، وقبل أن تغلق أمامه المنافذ، جاءت إيطاليا بحل جديد، حيث نجح في الحصول على الجنسية الإيطالية عن طريق جدته الأخرى، من جانب عائلة والدته، وهي إيطالية الجنسية، لينتقل بالفعل إلى باليرمو في شهر يوليو عام 2012.

البلايستيشن يمنح ديبالا ميزته الأبرز

«R2 مربع»، مخطئ إذا كنت تظن أن هذه الكلمة هي معادلة في الرياضيات، لكنها عبارة عن زران في ذراع التحكم في جهاز البلايستيشن، يضغطان سوياً عند تصويب الكرة على المرمى، كما أنه اسم الشهرة الثالث في حياة ديبالا.

«أنادي على ديبالا بهذا الاسم دائماً، إنهما مزيج تضغط عليه في اللعبة لتنفيذ تسديدة كتلك التي يسددها ديبالا، إنه دائماً ما يحرز أهداف بهذه الطريقة»، هكذا قال الفرنسي بول بوجبا لاعب يوفنتوس السابق عن زميله السابق، ليشرح باختصار طريقة لعب «المحارب المقنع».

الإثنان لعبا سوياً موسم واحد، حيث انضم ديبالا إلى يوفنتوس في يوليو عام 2015، قبل أن يرحل بوجبا إلى مانشستر يونايتد عام 2016، لكنهما شكلا سوياً ثنائي خطير كان من أبرز ملامح هذه الفترة في مسيرة يوفنتوس.

ديبالا الذي يحتفل دوماً بوضع يده على وجهه، كأنه يرتدي قناع، بدأ كصانع ألعاب، لكنه تحول بعد ذلك إلى مهاجم صريح، ثم يكتشف قدرته على اللعب في المركزين، ليتحول إلى مهاجم وهمي.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا