برعاية

مترجم: 17 لاعبًا بمنتخب فرنسا.. كيف ساهم المهاجرون في نجاح منتخبي فرنسا وبلجيكا؟ - ساسة بوست

مترجم: 17 لاعبًا بمنتخب فرنسا.. كيف ساهم المهاجرون في نجاح منتخبي فرنسا وبلجيكا؟ - ساسة بوست

منذ 1 دقيقة، 8 يوليو,2018

قال الكاتب أفشين مولافي في مقاله بصحيفة «واشنطن بوست» عندما توج المنتخب الفرنسي المنتخب بكأس العالم قبل عقدين من الزمن بعد فوزه بنتيجة 3-0 على البرازيل في نهائي كأس العالم، لم يكن كيليان مباب يه قد ولد بعد. ويوم أمس، حقق المهاجم الفرنسي البالغ من العمر 19 سنة إنجازًا لم يحققه سوى لاعب واحد: سجل هدفين في مباراة بكأس العالم وهو لا يزال مراهقًا.

وأضاف الكاتب، اللاعب الآخر الذي حقق هذا الإنجاز، هو الأسطورة البرازيلية (بيليه) في عام 1958. ليست شراكة سيئة للفتى المولود من أم جزائرية، وأب كاميروني بضواحي باريس.

قائمة فرنسا بكأس العالم تضم 17 لاعبًا من أبناء المهاجرين 

ويقول المقال: «إن خلفية مبابيه بصفته ابن الجيل الأول لمهاجري فرنسا يجعله لاعبًا وطنيًا فرنسيًا نموذجيًا. وفي الحقيقة، فإن 17 لاعبًا في قائمة فرنسا التي تضم 23 لاعبًا في كأس العالم هذه السنة هم أبناء الجيل الأول من المهاجرين. وهناك أيضًا مجموعات أوروبية ناجحة أخرى مكدسة بمواهب من أبناء المهاجرين أو المهاجرين الجدد أنفسهم، مثل: سويسرا وبلجيكا».

فالفريق الفرنسي الشهير الذي رفع كأس العالم في باريس عام 1998 كان متنوعًا أيضًا. وفي ذلك الوقت قيل إن ألوان علم فرنسا تحولت من الأبيض والأزرق والأحمر إلى «black, blanc, et beur» (أسود، أبيض، ومصطلح للعرب من أصل شمال إفريقيا) للإشارة للتنوع الثقافي للفريق.

فريق فرنسا بكأس العالم 2018

خلال الاحتفالات التي تلت ذلك، أشار الزعماء السياسيون الفرنسيون إلى أن انتصار الفريق الوطني ليس مجرد فوز على ملعب كرة القدم، بل هو فوز «للنموذج الفرنسي» للتنوع والاندماج . ووصفت صحيفة «لوموند» الفريق بأنه «رمز للتنوع والوحدة في البلاد».

وكرد فعل مناهض للمهاجرين، حصل السياسي اليميني المتطرف جان ماري لوبان على 17% من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في عام 2002؛ مما ينوه بأن الرياضة لا يمكن أن تعالج التصدعات المجتمعية الأكثر عمقًا. واشتكى لوبان في وقت سابق من أن هوية الفريق المتعددة الأعراق لا تبدو فرنسية بما فيه الكفاية بالنسبة له. وفي الوقت الذي تعرض فيه لوبان لهزيمة قاسية أمام جاك شيراك في جولة الإعادة، تسارعت وتيرة القلق من المهاجرين الذين وجههم شيراك على مدى عقد ونصف نحو الديمقراطيات الغربية، حيث ارتفعت الهجرة بجانب انعدام الأمن الاقتصادي في الطبقة المتوسطة.

كأس العالم يتصدر الرياضة والهجرة تتصدر السياسة

بينما احتل كأس العالم صدارة العالم الرياضي هذا الصيف، تصدر النقاش حول الهجرة أوساط السياسة الأوروبية. فقد انهارت حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تقريبًا بسبب الانقسامات بين شركائها في التحالف حول الهجرة، وفي بريطانيا، ساعد تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين على تأجيج التصويت لصالح المغادرة من الاتحاد الأوروبي. وفي فرنسا كانت مارين لوبان التابعة للجبهة الوطنية معركة أشد شراسة من والدها خلال المعركة الانتخابية التي خسرتها عام 2017 أمام الرئيس إيمانويل ماكرون، حيث استحوذت على ثلث الناخبين الفرنسيين. وهي أيضًا تشتكي مثل أبيها من تنوع الفريق الفرنسي وتقول: «عندما أنظر إلى الفريق الفرنسي، لا أعرف فرنسا ولا نفسي».

ويتابع المقال، صوت السويسريون لصالح حزب مناهض للمهاجرين لقيادة برلمانها قبل ثلاث سنوات، وهددت رابطة اليمين المتطرف الشعبوية في إيطاليا بترحيل جماعي للمهاجرين غير الشرعيين خلال حملتها السياسية عام 2018، وفازت الرابطة بأكبر عدد من الأصوات، وشكلت حكومة ائتلافية مع حركة «النجوم الخمسة» الشعبوية.

كيليان مبابيه يصافح الرئيس الفرنسي ماكرون

وعن إيطاليا لفت المقال إلى أن مشجعي كرة القدم الإيطاليين من بين الأكثر عنصرية تجاه اللاعبين الأفارقة. وأشار المقال إلى أن رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم عبر عن أسفه لانتشار «أكلي الموز» في دوريات كرة القدم بإيطاليا. وتحتل إيطاليا مرتبة منخفضة بين الفرق الأوروبية التي يرتدي فيها أبناء المهاجرين قميص المنتخب الوطني. (فشل المنتخب الإيطالي في التأهل لنهائيات كأس العالم هذا العام).

وفي الوقت نفسه، تشارك بلجيكا التي يبلغ عدد سكانها 11 مليون نسمة فقط بفريق متعدد الثقافات، إذ يشارك بفريقها أبناء مهاجرين من الكونغو والمغرب وبوروندي ومالي وغيرها من الدول، ونوه المقال إلى أن بلجيكا دخلت كأس العالم باعتبارها الفريق الثالث بالتصنيف العالمي. وفي يوم الجمعة، صعد البلجيكيون إلى الدور قبل النهائي بعد فوزهم على البرازيل 2-1، وسوف يلاقون المنتخب الفرنسي في 10 يوليو (تموز).

كيف صنعت بلجيكا هذا الفريق القوي؟

وعن التحول المثير الذي حدث في كرة القدم البلجيكية، قال المقال: «بدأ هذا التحول على مستوى القواعد الشعبية في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، بالتركيز على المهارات الفنية وتنمية الشباب على مستوى البلاد، وتزامن ذلك مع برنامج وطني لاستخدام كرة القدم للمساعدة في دمج المهاجرين الجدد. ولقد أنتج هذا مزيجًا قويًا، ما يسمى «الجيل الذهبي» للاعبين البلجيكيين الذين ولدوا في تلك الحقبة، ويلعبون الآن أدوارًا محورية في دوريات أوروبية رفيعة المستوى».

في يوم الاثنين الماضي، نظر الشياطين الحمر، في الهاوية، عندما صدمه منتخب اليابان بتسجيل هدفين سريعين في بداية الشوط الثاني من مباراتهما في دور الـ16. ولكن المنتخب البلجيكي حافظ على ثباته في واحدة من أعظم التحولات بتاريخ مباريات خروج المغلوب في كأس العالم، وسجل ثلاث أهداف خلال 30 دقيقة ستذكر في سجلات اللعب الجميل.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا