بيكفورد... حارس مرمى يجيد اللعب في كل المراكز

بيكفورد... حارس مرمى يجيد اللعب في كل المراكز

منذ ما يقرب من 6 سنوات

بيكفورد... حارس مرمى يجيد اللعب في كل المراكز

خلال الفترة التي قضاها جوردان بيكفورد في صفوف «سندرلاند»، لعب من حين لآخر في وسط الملعب أثناء المباريات التي كانت تنظم على سبيل التدريب. وخلال هذه المباريات التدريبية، أظهر حارس المرمى مهارات استثنائية من نوعها؛ أبرزها قدرته على إطلاق كرات طويلة شديدة الدقة، الأمر الذي أصبح بمرور الوقت واحدة من السمات المميزة لأدائه.

وكثيراً ما اتفق متابعوه على أن بيكفورد يملك الساق اليسرى الواثقة التي يلهث وراءها كبار المدربين ويبدون استعدادهم لدفع ملايين الجنيهات الإسترلينية للحصول عليها. في هذا الصدد، قال ديفيد مويز، مدرب بيكفورد في ذلك الوقت في فريق سندرلاند: «يشبه الأمر مشاهدة لاعب خط وسط. في الواقع، يملك بيكفورد القدرة على ركل الكرة على نحو جيد للغاية، وكذلك تمريرها بدقة كبيرة عبر مسافات قصيرة أو طويلة. كما أن القدرة على توزيع الكرة ببراعة تمثل عنصراً مهماً هذه الأيام على صعيد حراسة المرمى، وهي مجال يبرع فيه بيكفورد بوضوح».

كان بيكفورد قد انتقل إلى «إيفرتون»، الصيف الماضي، مقابل 30 مليون جنيه إسترليني، واللافت أنه أثبت قدرته على الاضطلاع بدور مهم في مركز قلب الدفاع. وغالباً ما يبدو حارس المرمى، البالغ 24 عاماً، كما لو أنه ولد صانع ألعاب في منتصف الملعب، بجانب أنه يبدو كذلك ظهيرا قشاشا من العيار الممتاز».

من ناحيته، قال كيفين بول، المدير السابق لأكاديمية «سندرلاند»: «استعنت بجوردان قلب دفاع أثناء التدريبات، وعليه فإنه يدرك جيداً كيف يبدو الأمر بالنسبة للمدافعين عندما يقفز حراس المرمى فوق رؤوسهم للتعامل مع التمريرات العرضية. لقد عشق جوردان الأمر، وكان من الممكن بسهولة أن يشارك داخل الملعب قلب دفاع».

وأضاف: «عندما كان يقف في حراسة المرمى، كان لاعبو مركز قلب الدفاع ينتشرون على أمل التقاط الكرة منه، لكنه كان يصوب الكرة باتجاه الأمام بدقة كبيرة. وكنت أقول له: (أطلق الكرة يا جوردان، دعهم يتقدمون بها)، وكان يجيبني: (لماذا؟ أنا أفعل ذلك أفضل منهم). وكان على حق بالفعل. في الحقيقة، يشعر جوردان بالثقة في قدراته وآرائه. وعندما تقول شيئاً يختلف معه، لا يتردد إزاء إبداء اختلافه معك. وأنا شخصياً يروق لي هذا الأسلوب في التعامل».

من ناحيته، ازدهر بيكفورد تحت قيادة بول. وعن هذا الأمر، قال بيكفورد: «كان بول مدرباً رائعاً وحاسماً، ولا يعطينا مساحة للمناورة. كان علينا الاضطلاع بجميع مهام التدريب القديمة وتنظيف غرفة تبديل الملابس...».

من ناحية أخرى، قضى بيكفورد فترات في «دارلينغتون» و«ألفريتون» و«بيرتون» و«كارليسلي» و«برادفورد» و«بريستون»، نجح خلالها في إبهار الجماهير بتصديه لمحاولات تسجيل أهداف وإنقاذه مرماه أكثر من مرة، علاوة على براعته في استخدام قدمه اليسرى التي نجح من خلالها لاحقاً في إمداد جيرمين ديفو بالكثير للغاية من فرص تسجيل الأهداف مع الفريق الأول لـ«سندرلاند».

ويمكن مشاهدة نماذج على هذا الإبداع في لقطات مصورة من كرة أطلقها بيكفورد بقدمه اليسرى من مسافة 75 ياردة لتصل على نحو ممتاز إلى مهاجم إيفرتون دومينيك كالفرت لوين في مباراة انتهت بفوز «إيفرتون» أمام الفريق الكرواتي هايدوك سبليت بنتيجة 2 - 0 في بطولة الدوري الأوروبي، في أغسطس (آب) الماضي. وتؤكد هذه الكرة على وجه الخصوص على موهبة بيكفورد بصفته حارس مرمى قادرا على خلق فرص تسجيل أهداف، بجانب قدرته على التصدي لمحاولات إحراز أهداف في مرماه. وقال بيكفورد: «ليس ثمة مكان للاختباء داخل أندية مثل دارلو وألفريتون».

يذكر أن بيكفورد كان يحضر مباريات النادي الأخير على أرضه برفقة والديه وكان يذهب بصحبتهما في السيارة ويستمتع بتناول الوجبات التي تعدها والدته من الدجاج والمعكرونة أثناء الطريق. وقال: «من خلال مشاركتي في صفوف دارلينغتون وأنا في عمر الـ17، تعلمت الكثير، ففي تلك الفترة تعلمت الوقوف في مواجهة رجال، الأمر الذي شكل اختباراً بدنياً وذهنياً بالنسبة لي أن أقف أمام رجال كبار في مركز قلب الدفاع يلعبون بجدية تامة من أجل تسديد قروض المنازل التي اشتروها بالتقسيط».

الملاحظ أن بيكفورد يتمتع بدرجة عالية من التناغم في الأداء بين عينيه ويديه أسهمت في تألقه داخل الملاعب. وربما ورث هذه الهبة من والده الذي يعمل حالياً بمجال البناء، لكنه سبق أن شارك حارس مرمى في صفوف نادي كاونتي دورهام. بحلول وقت انتقاله إلى بريستون، كان بيكفورد قد أصبح نجماً في انتظار فرصة التألق الكامل.

من ناحيته، قال كريس كيركلاند، حارس مرمى ليفربول السابق الذي لعب بيكفورد بديلا له في بريستون نورث: «لم أرَ في حياتي من يملك قدرة ركل الكرة على النحو الذي يفعله جوردان. ولم يسبق لي في حياتي أن أطلقت كرة لمسافة كتلك التي يحققها جوردان». واستطرد بقوله: «إلا أن أعظم ميزاته تكمن في قدرته على فرض سيطرته على منطقة الجزاء. كل حراس المرمى يتصدون لكرات وينقذون مرماهم، لكن قدرة جوردان على بسط سيطرته على منطقة المرمى أبهرتني. لقد كان يخرج من مرماه للتصدي للتمريرات والكرات العالية بثقة يندر أن تجدها في حارس مرمى في مثل عمره الصغير. كان لاعبا شديد الذكاء».

وتجلت شجاعة بيكفورد عندما كان فتى صغيرا في فريق واشنطن الإنجليزي، وكان يلعب كرة القدم برفقة شقيقه الأكبر بجوار منزل الأسرة على مساحة من الأسفلت اعتاد بيكفورد أن يلقي بنفسه عليها بشجاعة كبيرة وكأنها مساحة من العشب الآمن. أيضاً من السمات التي تميز بيكفورد عن أقرانه في عالم كرة القدم المضطرب اليوم حماسه المتقد. على سبيل المثال، في أعقاب فوز إيفرتون مؤخرا على نيوكاسل يونايتد، الغريم الأكبر لسندرلاند، أطل بيكفورد عبر موقع «إنستغرام» بصورة من الاحتفال بالفوز وكتب عليها رسالة تخلو تماماً من أي حس دبلوماسي، قائلاً: «ليس من شعور أفضل من إبقائهم صامتين».

ولا تزال جذور بيكفورد في شمال شرقي البلاد مترسخة بداخله، وتبقى علاقته وثيقة بأسرته وزوجته التي ارتبط بها بعلاقة عاطفية منذ أن كان في الـ14. وبوجه عام، يبدو بيكفورد على قدر من القوة البدنية والنفسية سيشكل بالتأكيد مصدر تهديد لخصومه في روسيا. وبعد سنوات عدة سعت خلالها إنجلترا جاهدة للحصول على حارس مرمى قادر على التقدم بالمنتخب إلى أعلى أدوار المنافسات الدولية، أخيراً قد تكون قد عثرت على ضالتها المنشودة.

يذكر أن بيتر شيلتون حارس مرمى إنجلترا الكبير في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي قال إن جوردان بيكفورد يجب أن يكون الحارس الأساسي للمنتخب الإنجليزي في كأس العالم وليس جاك بوتلاند أو نيك بوب. وقال شيلتون، الذي مثل إنجلترا في 3 نسخ لكأس العالم بين 1982 و1990، لوسائل إعلام: «سأختار بيكفورد. أعتقد أن بيكفورد أسرع قليلا في استخدام قدميه. جاك رائع في الأمور الكبيرة، لكنه بطيء قليلا في استخدام قدميه. هذا هو الانتقاد الوحيد لهذا الحارس الرائع».

الخبر من المصدر