برعاية

الأرجنتين منتخب اللاعب الواحد

الأرجنتين منتخب اللاعب الواحد

يخوض منتخب الأرجنتين الأول لكرة القدم نهائيات مونديال روسيا 2018 ضمن المجموعة الرابعة التي سيحاول تجنب أي مفاجآت في مبارياتها التي ستجمعه مع فرق أيسلندا وكرواتيا ونيجيريا.

يستهل منتخب الأرجنتين مشواره في مونديال روسيا 2018 الصيف المقبل في مجموعة سهلة نظريا سيسعى أن تكون بداية لتحقيق حلم التتويج بثالث الألقاب المونديالية، والأول دوليا لنجمه الأول حاليا ليونيل ميسي بقيمص راقصي التانجو.

وأوقعت قرعة الحدث العالمي التي أجريت في قصر الكرملين الرئاسي بالعاصمة الروسية موسكو منتخب الألبيسيليستي الذي يقوده المدرب الوطني خورخي سامباولي في مجموعة سهلة نظريا.

وستكون أولى مباريات الأرجنتين في هذه المجموعة يوم 16 يونيو عام 2018 أمام أيسلندا على ملعب “أوتيكريتي أرينا” في موسكو، ثم ينتقل لمدينة نيجني نوفجورود لملاقاة كرواتيا يوم 21 من نفس الشهر، قبل مواجهة منتخب نيجيريا على ملعب مدينة سانت بطرسبرج بعدها بخمسة أيام.

وبعد أن حققت اللقب مرتين في نسختي 1978 و1986 ، لا يزال سعي الأرجنتين للتتويج مرة ثالثة مستمرا، في الوقت الذي يقاتل فيه نجم راقصي التانجو الأول ليونيل ميسي من أجل الحصول على لقب دولي لأول مرة في مسيرته الحافلة بالألقاب الفردية ومع ناديه برشلونة، ولكنها تخلو من أي تتويج بقميص الفريق الوطني الأول.

وعلى الرغم من الصعوبات التي عانى منها راقصو التانجو خلال التصفيات المونديالية، إلا أن طموح اللاعبين بقيادة نجمهم يتلخص في الوصول للنهائي مرة أخرى في هذه النسخة، بعدما تأهلوا لنهائي البرازيل 2014 الذي خسروه أمام المنتخب الألماني القوي بهدف للاعب الوسط ماريو جوتزه في الوقت الإضافي ما بدد حلمهم بالتتويج.

ولم يقتصر الأمر على خسارة نهائي مونديال البرازيل، بل أن الحظ عاند الأرجنتينيين أيضا في “كوبا أمريكا” مرتين متتاليتين، عام 2015 و2016 في النسخة المئوية للبطولة القارية، وكلاهما أمام منتخب تشيلي بعد ركلات المعاناة الترجيحية، لتزداد عقدة ميسي مع الألقاب الدولية.

وكان “البرغوث” قد أهدر ركلة الترجيح الأولى لمنتخب بلاده الذي خسر نهائي كوبا أمريكا المئوية عام 2016 ليجهش بالبكاء ويعلن اعتزاله اللعب الدولي بسبب تكرار ألم الخسارة في ” النهائي الرابع” له مع الأرجنتين، وهو ما كان سيقدم عليه لاعبون آخرون من زملائه حسب تصريحات المهاجم سرخيو أجويرو، إلا أن المدرب خورخي سامباولي تمكن من إقناع ميسي بالعدول عن قرارة والعودة لقيادة الألبيسيلسيتي.

وواجه المنتخب الأرجنتيني أيضا خلال التصفيات مشكلة رحيل المدربين بسبب المشكلات المؤسسية والاقتصادية التي كان يواجهها الاتحاد الوطني للعبة، فمن خيراردو مارتينو إلى إدواردو بازوا، قبل تعيين سامباولي مطلع يونيو من عام 2017 الماضي، والذي واجه صعوبات كبيرة في حجز مقعد مباشر إلى المونديال بعيدا عن الملحق العالمي.

وجاء تعيين سامباولي بعد النجاحات التي حققها في تشيلي سواء مع نادي أونيفيرسيداد الذي قاده للفوز بثلاثة ألقاب للدوري المحلي ولقب واحد في بطولة كوبا سودأمريكانا القارية، أو مع منتخب “لا روخا” اللاتيني الذي قاده لحصد لقب كوبا أمريكا عام 2015 على حساب الأرجنتين بركلات الترجيح.

وكان سامباولي (58 عاما) قد انتقل صيف عام 2016 لتدريب إشبيلية الإسباني الذي ظل معه حتى أنهى الموسم قبل أن يفسخ عقده مع النادي الأندلسي ويتولى تدريب الألبيسيليستي، وهو الذي صرح مؤخرا أن لاعبس الأرجنتين يعتمدون “بدرجة أكبر على ميسي” أكثر منه هو شخصيا، بفضل طريقة لعبه ومهاراته ومرحلة “النضج الكبير” التي يمر بها.

وبعد ميسي، فهناك الكثير من النجوم في صفوف منتخب الأرجنتين، أمثال: سرخيو أجوير، أحد أبرز المهاجمين في الدوري الإنجليزي الممتاز بقميص مانشستر سيتي، وآنخيل دي ماريا الجناح المتألق مع باريس سان جيرمان، والمتألقين في صفوف يوفنتوس باولو ديبالا وجونزالو هيجواين، وغيرهم.

وحاليا، يأمل سامباولي، الذي صرح مؤخرا أنه حسم “80%” من القوام الأساسي لراقصي التانجو في مونديال روسيا، في أن يستغل التوقفات الدولية من أجل تحديد كل القائمة التي سيستدعيها لخوض غمار كأس العالم الصيف المقبل.

وتبدو بداية مهمة الأرجنتين سهلة نسبيا في مجموعة لم تضم فرقا ذات تاريخ قوي في المونديال، فهناك المنتخب الأيسلندي، الذي يخوض غمار كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، ولكن من المتوقع أن يكون منافسا واعدا وأن يقدم عرضا قويا، وذلك بعد الأداء الجيد للغاية الذي ظهر به في بطولة الأمم الأوروبية “يورو 2016” بفرنسا.

ورغم كونها المشاركة الأولى في تاريخه بالمونديال، إلا أن منتخب أيسلندا سيراهن على حظوظه القائمة على الأداء الجماعي القوي وكذلك على موهبة نجمه الأول، جيلفي سيجوردسون (28 عاما)، لاعب إيفرتون الإنجليزي، والدولي مع المنتخب الأول منذ عام 2010، فضلا عن مشاركته مع منتخبات الفئات العمریة المختلفة قبل ذلك.

أصبح اللاعب الأيسلندي أغلى صفقة في تاريخ إيفرتون حين انتقل لصفوفه صيف عام 2017 قادما من سوانزي سيتي مقابل حوالي 45 مليون جنيه استرليني (قرابة 49 مليون يورو).

كما شارك سيجورديسون في كل المباريات العشر لتصفيات المونديال الروسي كأساسي ولم يستبدل، محرزا أربعة أهداف ومنفذا 4 تمريرات حاسمة، ليقود منتخب بلاده لتحقيق سبع انتصارات وتعادل واحد، بالإضافة لهزيمتين، لينهي الفريق الأيسلندي المنافسات متصدرا للمجموعة التاسعة بـ22 نقطة، بفارق نقطتين عن كرواتيا.

أما كرواتيا، فهو المنتخب المرشح لمنافسة الأرجنتين على صدارة المجموعة، وخصوصا في ظل اعتماده على موهبة لاعبي خط الوسط المهمين للغاية: لوكا مورديتش وإيفان راكيتيتش، مع زملائهم الآخرين ومن أبرزهم المهاجم المخضرم ماريو ماندزوكيتش، رغم تأخر تأهلهم عبر ملحق القارة العجوز.

كان الإنجاز الأفضل للكرواتيين هو حصد برونزية كأس العالم قبل 20 عاما بالتمام والكمال، وتحديدا في مونديال فرنسا 1998، والذي تواجه فيه أيضا مع الأرجنتين في دور المجموعات، إضافة لليابان وجامايكا وقتها.

وكان المهاجم المتألق حينها دافور سوكر هو من قاد كرواتيا في النسخة الفرنسية لتحقيق المركز الثالث على حساب هولندا، بعدما سجل 6 أهداف جعلته هداف البطولة العالمية وقتها، بينما يبرز حاليا في صفوف المنتخب الأوروبي لاعبين اثنين في خط الوسط، هما القائد لوكا مودريتش (ريال مدريد) وإيفان راكيتيتش (برشلونة).

ورغم أن مودريتش وراكيتيتش هما أبرز النجوم، إلا أن منتخب كروايتا حاليا يضم أكثر من لاعب بارز في صفوفه، منهم المهاجم المخضرم ماريو ماندجوكيتش (يوفنتوس)، والجناح إيفان بيريشيتش (انتر ميلان)، ولاعب الوسط الشاب ماتيو كوفاسيتش (ريال مدريد)، والمدافعين ديان لوفرين (ليفربول) و شيمي فرساليكو (أتلتيكو مدريد)، بالإضافة لحارس مرمى موناكو دانييل سوباشيتش.

ويقود الفريق حاليا المدرب الوطني زلاتكو داليتش، الذي تولى المهمة أوائل شهر أكتوبر 2017، قبل يومين فقط من المباراة الأخيرة بمرحلة المجموعات للتصفيات المونديالية بالقارة العجوز، حيث قاد منتخب بلاده للفوز في اللقاء الأخير على أوكرانيا (0-2) ثم التأهل من بوابة الملحق على حساب اليونان بنتيجة إجمالية (4-1).

وصرح داليتش متحدثا عن منتخب كرواتيا قائلا إن “مهاراتنا الفردية رائعة، ولكن أكبر ميزة بالنسبة لنا يجب أن تكون الفريق. أعتقد أن الفخر والوطنية اللذان أظهرهما لاعبونا حين يشاركون مع المنتخب هما الصفتان الأبرز لنا. يجب علينا أن نمزج بين ذلك وبين مهاراتنا، وإن استطعنا تحقيق هذا الأمر، فسيكون لدينا حظوظ كبيرة للوصول إلى أهدافنا”.

وسيكون آخر مباريات الألبيسيليستي في دور المجموعات أمام نسور نيجيريا، التي تفوقت على الأرجنتين وديا بنتيجة 2-4 في نونبر الماضي، بعد أن تمكنوا من تعويض تأخرهم في الشوط الأول بهدفين نظيفين، وذلك في ظل عدم وجود النجم ليونيل ميسي الذي فضل سامباولي إراحته حينها.

الخبر بالكامل
رأيك يهمنا